خاص الكوثر - العشرات
شهدت الفترة الأخيرة انتشار صور وفيديوهات مزيفة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل صورة لطائرة خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان والتي تم التلاعب بها رقمياً رغم صحة حدث إقلاع الطائرات فعلياً. كما تم ترويج فيديو مزيف لرئيس أوكرانيا يعلن فيه استسلام بلاده في الحرب، وهو ما أكد خبراء أنه تزييف عميق بنسبة 100% باستخدام تقنية "التزييف العميق" (Deepfake). القصة هنا أكبر من مجرد صور وفيديوهات مزيفة، إذ إن التلاعب البصري والمونتاج أصبحا جزءًا من الحرب النفسية الحديثة، حيث يتم تقديم مشاهد تبدو واقعية لكنها مفبركة بالكامل.
السؤال الذي يطرح نفسه: من يقف وراء هذه الحملات ولماذا يفعلون ذلك؟ وكيف يمكننا حماية أنفسنا؟ في هذا الفيديو سنكشف أسرار الحرب الرقمية وفقًا لأحدث الدراسات، فالإعلام اليوم لم يعد يقتصر على نقل الأخبار فقط، بل أصبح قادرًا على التحكم بكل شيء من المشهد والصوت وصولاً إلى تشكيل الواقع نفسه، وذلك عبر تقنيات متعددة أبرزها:
اقرأ ايضاً
المونتاج والتلاعب: حيث تُقتطع أجزاء من الفيديو أو تُخفي مشاهد مع إبقاء ما يظهر كما لو كان حقيقيًا.
التزييف العميق (Deepfake): حيث يتم تغيير الوجوه أو الأصوات باستخدام الذكاء الاصطناعي.
المؤثرات البصرية: مثل تعديل الألوان أو تضخيم أو تصغير بعض العناصر داخل الفيديو.
الهدف من كل ذلك هو التأثير على الرأي العام وخلق حقائق موازية يصعب تمييزها عن الحقيقة. تقرير من جامعة أكسفورد أظهر أن 70% من الحملات السياسية الإلكترونية تعتمد على هذه التقنيات، بينما أكدت مجلة "واير" أن 80% من الناس يصدقون الصور والفيديوهات دون التحقق، مما يشكل خطراً حقيقياً.
مؤخرًا، تبين أن الكيان الصهيوني يعتمد كثيرًا على تقنية "الديب فيك"، خصوصًا مع اكتشاف مئات الحسابات المزيفة بأسماء عربية رواية الاحتلال وتهاجم الفلسطينيين، بهدف التأثير على الرأي العام العربي. هذا ليس مجرد تحليل، بل وفقًا لتقرير من جامعة هارفارد، إسرائيل هي من بين أكبر الدول التي تستخدم الجيوش الإلكترونية.
كيف يؤثر علينا هذا التلاعب البصري؟
الهدف الأساسي هو التلاعب بمشاعرنا بسرعة، مستغلين مشاعر الخوف والغضب. الفيديوهات المفبركة تثير فينا شعورًا بالتهديد الفوري، كما توجه قرارات الشعوب، وقد تحفز الناس على النزول إلى الشوارع بناءً على معلومات مغلوطة، وتخلق جوًا من التضليل الإعلامي من خلال نشر صور وفيديوهات مزيفة تروّج لروايات موازية.
تقرير من جامعة ستانفورد يؤكد أن التضليل الإعلامي اليوم أخطر من الأسلحة التقليدية في الحروب النفسية.
كيف نواجه هذا التحدي؟
أولاً، يجب تدقيق المصادر، لكن المشكلة أن بعض المنصات الإعلامية وصفحات الصحفيين تنشر دون تحقق.
لذا، من الضروري مراقبة التفاصيل الدقيقة، ففي كثير من الأحيان تظهر أخطاء في المونتاج مثل تشوهات بالأصابع أو العيون، وهذه علامات واضحة على التزييف.
استخدام أدوات التحقق هو أمر أساسي، ولا ينبغي مشاركة أي محتوى قبل التأكد من صحته.
اليوم، لم تعد الحروب فقط عسكرية، بل تحولت إلى حروب نفسية ورقمية، وغالبًا ما تكون هذه الحروب غير العسكرية أكثر قوة وفعالية، خصوصًا عندما تصاحب الحروب العسكرية التقليدية.
والآن، هل تذكر كم مرة شاركت صورة أو فيديو ثم اكتشفت لاحقًا أنه مفبرك؟ ماذا تفعل في مثل هذه الحالة؟ هل تتجاهل الأمر، تلغي المنشور، توضح الحقيقة، أو تعتذر؟ بصراحة، كيف تتصرف؟