خاص الكوثر_العشرات
الفيلم يقدم الصراع التاريخي بين الإغريق والإمبراطورية الأخمينية كصدام بين “غرب مستنير” و“شرق متوحش”، متجاهلاً أن الحضارة الفارسية كانت من أكثر الحضارات تقدماً وتنظيماً قانونيًا وإداريًا، وأن وثيقة كورش تُعد من أوائل النصوص التاريخية التي أكدت احترام الشعوب والأديان.
وأشار إلى أن الفيلم تجاهل أيضاً حقيقة أن مجتمع إسبرطة كان قائماً على العبودية القاسية، بينما صُوّر قادته وكأنهم رموز الحرية والنبل. كما تعمد العمل — بحسب النص — الخلط بين العصور التاريخية عبر دمج الفرس الأخمينيين والساسانيين في قالب واحد لإنتاج صورة نمطية عن “الشرقي المستبد”.
وتطرق المتحدث إلى الزوايا البصرية للفيلم، مبيناً كيف تُعرض الشخصيات الفارسية بملامح مشوهة وإضاءة قاتمة، مقابل تقديم الإغريق بأجساد مضاءة ووجوه حرة واضحة، ضمن أسلوب بصري يرسخ ازدواجية “النبيل مقابل المتوحش”. وأشار كذلك إلى أن مشاهد موت الفرس تُعرض بلا أي بعد إنساني، بينما يُقدم موت الإغريق بصورة مأساوية تهدف لاستدرار التعاطف.
كما لفت المتحدث إلى أن عدداً من وسائل الإعلام الغربية وصفت الفيلم بأنه دعاية عنصرية، ومنها صحيفة “The Times” التي اعتبرت الفيلم انعكاساً للعقلية الاستعمارية الحديثة، ومجلة “Slate” التي وصفت العمل بأنه تحريض سياسي أكثر منه عملاً فنياً.
وفي الختام، طرح النص سؤالاً ثقافياً محورياً: إذا كانت السينما تُستخدم لتشويه حضارتنا، فلماذا لا نمتلك نحن أدواتنا السينمائية لرواية تاريخنا ورؤية الشرق من منظوره الحقيقي؟