خاص الكوثر - العشرات
بدأت القصة منذ عقود، حينما وقعت بعض الدول على عقود قروض طويلة الأجل مع صندوق النقد الدولي أو البنوك العالمية، لتدخل دوامة مستمرة من الاقتراض لسداد الديون السابقة. هذه القروض غالبًا ما تأتي مشروطة بسياسات تقشفية: رفع الدعم عن الغذاء والوقود، خصخصة القطاعات العامة، وتقليص الإنفاق الاجتماعي، ما يحوّل الدولة إلى تلميذ مطيع، والشعب إلى رهينة مالية.
الأمثلة على هذا النمط عديدة:
مصر: بدأت دوامة الاقتراض في السبعينيات، ومع أول قرض من صندوق النقد فُرض رفع الدعم، ما أدى إلى انتفاضة الخبز، واستمرت آثار الخصخصة وبيع شركات الدولة حتى اليوم.
اليونان: بعد الأزمة المالية، فُرضت إجراءات تقشفية صارمة تشمل خفض الأجور ورفع الضرائب وبيع أصول وطنية، ما أدى إلى بطالة واسعة واحتجاجات شعبية.
لبنان: انهيار المصارف ودخول الدولة في شروط صندوق النقد أدى إلى انهيار الليرة وتضخم جنوني وفقدان مدخرات المواطنين.
الأرجنتين: دخلت في دوامة قروض متجددة لتسديد القديمة، مع تضخم وفقر متزايد، مؤكدة على أن الدين الدولي يتحول إلى أداة للاستعمار المالي.
اليوم، مع الاستدانة الرقمية، أصبح التحكم بالعملة المحلية مرتبطًا بشبكات دفع عالمية، ما يتيح تجميد حسابات شعب كامل أو منع استخدام البطاقات الدولية بقرار سياسي، كما حدث مع أصول روسيا. بالنسبة للعالم العربي، المخاطر مضاعفة، حيث الثروات الهائلة تُستغل، والأسرة تواجه تضخم الأسعار اليومي وتضليل الإعلام المصاحب للسياسات.
الخلاصة:
القروض الدولية لم تعد مجرد أداة اقتصادية، بل سلاح استراتيجي يسيطر على الدولة والمواطن معًا، محوّلًا حياة الناس اليومية إلى حلقة مستمرة من الاستنزاف المالي والسياسي. السؤال المطروح: كيف يمكن حماية الأسر العربية من الوقوع ضحايا لهذه الحرب الناعمة المستمرة؟