خاص الكوثر - العشرات
تتبنى المنصات العالمية شعارات التنوع والشمول، لكنها في الواقع تفرض معايير دقيقة تحدد شكل المحتوى العربي المقبول، وغالبًا ما تتضمن:
الحد من أي حضور ديني مباشر، كالصلاة أو الطقوس والادعية.
تصوير العلاقات الإنسانية وفق المعايير الغربية، مثل استهلاك الكحول والعلاقات الفردية خارج الزواج.
تقديم شخصيات يمكن التفاعل معها بصريًا وعاطفيًا وفق رؤى الحداثة الغربية، مع تقليل أي عناصر مرتبطة بالقيم التقليدية أو الوطنية.
حتى الأعمال المنتجة محليًا تخضع لمراجعة صارمة، إذ تمنح المنصات نفسها الحق النهائي في حذف أو تعديل أي مشهد، وهو ما يؤدي إلى رقابة مسبقة على كُتاب ومخرجين يمنعهم من التجريب أو عرض رؤاهم الأصيلة.
أمثلة سابقة توضح هذا النهج:
أعمال أردنية مثل «جند» و«مدرسة الروابط» واجهت انتقادات محلية بسبب مشاهد جريئة أو تقديم صورة شبابية وفق رؤية غربية.
مسلسل تركي أُلغي في 2020 بعد رفض إدراج شخصيات محددة، وحُذفت حلقة سعودية بعد شكوى رسمية.
خلال العدوان على غزة 2024، حذفت المنصة أعمالًا تصور الرواية الفلسطينية، بينما أبقت على أعمال أخرى تدعم الرواية الإسرائيلية.
تظهر هذه الأمثلة أن الإنتاج المحلي حتى عند عرضه عالميًا يظل خاضعًا لمقاييس المنصات، التي تراعي مصالحها الاقتصادية والسياسية أكثر من تعزيز الساحة الثقافية العربية.
ويطرح هذا تحديًا أمام صناع الأفلام العرب: كيف يمكن الحفاظ على الأصالة والقيم الثقافية عند الوصول إلى جمهور عالمي؟ وهل الحل في وضع مدونة إنتاج عربية مشتركة للتعامل مع المنصات، أم ببناء منصات تمويل وتوزيع بديلة؟