خاص الكوثر_العشرات
في السبعينيات، ظهر فيلم “سوبرمان” في لحظة أميركية مأزومة بعد حرب فيتنام وفضيحة ووترغيت، ليعيد تقديم الولايات المتحدة كقوة أخلاقية قادرة على حماية العالم. بعد هجمات 11 سبتمبر، شهدت السينما الأميركية موجة أفلام مارفل مثل “أيرون مان”، “كابتن أميركا”، و”المنتقمون”، التي رسمت صورة أميركا الجريحة القادرة على النهوض مجددًا والدفاع عن العالم، حتى لو كان الثمن باهظًا.
التقارير تشير إلى أن ستة أفلام على الأقل من إنتاج مارفل حصلت على دعم مباشر من البنتاغون، الذي قدم معدات وقواعد عسكرية للتصوير مقابل حق مراجعة السيناريو لضمان إبراز الجيش الأميركي بصورة إيجابية. وتتكرر في هذه الأفلام رسائل محددة: ألوان العلم الأميركي في أزياء الأبطال، نيويورك مركزًا للأحداث البطولية، العنف كحل وحيد، التضحية البطولية، وصناعة الأسلحة في شخصيات مثل “أيرون مان” لتقديم صورة إنسانية عن الاقتصاد الحربي.
وفي نسخة الرسوم المتحركة من “سوبرمان” لعام 2025، رصد بعض النقاد رسائل إنسانية ضمنية اعتُبرت داعمة لغزة والمستضعفين، ما يوضح قدرة الجمهور على إعادة قراءة الأفلام خارج إطار النوايا الأصلية لشركات الإنتاج، التي تبقى مرتبطة بالمنظومة السياسية الأميركية.
ويخلص التقرير إلى أن أفلام الأبطال الخارقين تشكل “سلاحًا بصريًا ناعمًا” يهيئ الجمهور لتقبّل الحروب ويشرعن المجتمع الصناعي العسكري، مع دعوة الجمهور للتفكير في إنتاج سرديات بطولية خاصة بثقافاتهم وتجاربهم، تعكس الشجاعة والحرية بعيدًا عن التوجيهات السياسية.