خاص الكوثر - العشرات
في الماضي، كانت الأسرة هي الحصن الذي ينقل القيم الثقافية والاجتماعية ويؤسس هوية الأجيال. اليوم، أصبحت ساحة صراع في الحروب الناعمة، حيث يستهدف الأبناء عبر وسائل متعددة:
الإعلام والمحتوى الموجّه: تطبيقات، إعلانات، ألعاب فيديو، ومسلسلات تروج لمفاهيم بعيدة عن قيم الأسرة والمجتمع المحلي.
الأفلام والمسلسلات: إعادة تعريف الأسرة المثالية بعيدًا عن الثقافة المحلية، مع تصوير أنماط سلوك غير متوافقة مع التقاليد.
الأخبار المفبركة والضغط الاقتصادي: بث القلق والخوف داخل المنزل، ورفع عبء المعيشة يجعل الأهل مشغولين، تاركين الأبناء فريسة للشاشات أو الشارع.
إضعاف التعليم واللغة: تعديل المناهج، إدخال مفاهيم غريبة عن البيئة والثقافة المحلية، وضعف اللغة الأم، ما يخلق فجوة بين الأبناء وجذورهم الثقافية.
الإدمان الرقمي والانفتاح غير المضبوط: استخدام التطبيقات والألعاب يسرق وقت الأسرة، ويحد من الحوار المشترك والتنشئة الصحيحة.
هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى تفكك الأسرة، ضعف الانتماء للوطن والقيم المشتركة، وظهور جيل بلا جذور صلبة، ما يجعلها أكثر عرضة للتأثير والسيطرة.
استراتيجيات الحماية المقترحة:
الوعي الرقمي: تعريف الأبناء والأهل بالمحتوى المعروض ومخاطره.
الحوار الأسري: تخصيص وقت يومي للنقاش ومشاركة الأفكار بعيدًا عن تأثير الشاشات.
إعادة الاعتبار للتربية: تعزيز دور الأسرة كمدرسة أولى، وضبط الاستهلاك الإعلامي بما يتوافق مع القيم المحلية.
الدعم الاقتصادي والاجتماعي: تخفيف العبء عن كاهل الآباء والأمهات لحماية الأسرة من الانشغال الكامل بالمعيشة.
الحرب الناعمة على الأسرة ليست خيالًا، بل واقع متزايد يظهر في عزلة الأبناء، فقدان الحوار، وتغيير القيم. يبقى السؤال للمجتمع: هل نحن مستعدون لحماية أسرنا وجيلنا القادم من هذه المعركة الخفية؟