خاص الكوثر - العشرات
تيك توك ويوتيوب، على سبيل المثال، لديهما برامج لدعم المحتوى الفيروسي. فإذا انتشر فيديو تافه، قد تقوم المنصة بدفع المال لصاحبه لتشجيعه على إنتاج محتوى مشابه. لكن، لماذا يجب أن تحصد هذه الأخبار السخيفة ملايين المشاهدات؟
ماذا عن أرقام المتابعين؟ تقرير حديث كشف أن 49% من المؤثرين (الإنفلونسرز) على إنستغرام قاموا بشراء متابعين مزيفين لزيادة شهرتهم. والأسوأ من ذلك، أن هناك مجموعات سرية تعمل على رفع التفاعل المزيف لمحتوى بعضهم، فقط لزيادة أرقامهم على المنصة.
المحتوى الخفيف يدفع الناس إلى التفاعل السريع: إعجاب، تعليق، مشاركة… وهذا ما يجعل الخوارزميات تزيد من انتشاره تلقائيًا. ليس هذا فقط، بل هناك ما يُعرف بـ "الدباب الإلكتروني"، وهو عبارة عن جيوش إلكترونية تُشغّلها حكومات أو شركات. هذه الجيوش تهدف إلى نشر أخبار سطحية أو مضللة، لتتصدر الترند وتُبعد الناس عن القضايا المهمة.
إقرأ أيضاً:
وثائق وتقارير عديدة أكدت أن بعض الحكومات الخليجية استخدمت فرقًا إلكترونية لتضخيم محتوى تافه أو موالٍ للسلطة، كما موّلت حملات إلكترونية لصناعة ترندات تدعم النظام السياسي أو تُحوّل النقاشات بعيدًا عن قضايا حساسة.
كيف تتعامل مع الترندات؟ أولًا: اسأل نفسك: هل هذا الترند عفوي؟ أم أنه يتم تضخيمه بشكل مشبوه؟ ثانيًا: فكّر جيدًا، فالأخبار الجادة نادرًا ما تصبح ترند إلا إذا كانت ضمن حملة منظمة. ثالثًا: لا تكن جزءًا من الترويج للتفاهة. فحتى التفاعل السلبي (مثل النقد) قد يساهم في انتشار المحتوى الفارغ.
تذكّر: بإمكانك أن تصنع التغيير. ادعم المحتوى الهادف، وشارك القصص المهمة، حتى لو لم تكن ترند. لأن لعبة "إغراق الوعي" تعمل على تشتيت الانتباه. وكلما زادت التفاهة، قلّ التفكير النقدي. في عالم تحركه الخوارزميات، المعركة لم تعد فقط على المعلومات، بل على انتباهك أنت.
صحيح أن بعض الترندات تنجح بشكل عفوي، لكن الكثير منها موجّه من قبل شركات، أفراد، أو حتى حكومات. فكر جيدًا: هل الترند الذي تراه أمامك هو صدفة؟ أم جزء من لعبة مدروسة؟ شاركونا رأيكم في التعليقات.