خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال رضا سعد: إن هذا الحدث يمثل بداية واضحة لحالة من التباعد بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، خاصة في ظل إدارة ترامب، الذي صرّح منذ حملته الانتخابية بأن أولويته هي تحقيق الاستثمارات وخلق الفرص الاقتصادية، لا خوض صراعات تقليدية، نحن أمام مشهد يتصارع فيه نهجان متناقضان: النهج الصهيوني الذي يتمسك بسياسات التوسع، والهدم، والعنف، وإبادة الشعب الفلسطيني، ويعتدي على المنطقة برمتها باسم "شرق أوسط جديد"؛ في مقابل النهج الأمريكي الجديد، الذي يسعى إلى تهدئة المنطقة وخلق مناخ سياسي مستقر يمهّد الطريق أمام رؤوس الأموال والاستثمار.
وتابع المحلل السياسي :قد انعكس هذا التوجه في زيارة ترامب إلى المملكة العربية السعودية، والتي تم خلالها توقيع اتفاقيات اقتصادية ضخمة بلغت قيمتها، بحسب ما أُعلن، تريليون دولار. هذا التوجه يؤكد أن هناك تحولًا في النظرة الأمريكية إلى العالم، حيث يتصرف ترامب كرئيس للشركات الأمريكية أكثر من كونه رئيسًا لدولة. فمصالحه ترتكز على الاستثمارات بالدرجة الأولى، وقد بدا هذا التوجه جليًا من خلال تهميش نتنياهو في عدة مبادرات، كان أبرزها إطلاق سراح الجندي الذي يحمل الجنسية الأمريكية "الاسكندر عيدان" دون تنسيق مع حكومة الاحتلال، ما شكل ضربة قوية لنتنياهو، وأظهره وكأنه خارج إطار التفاوض أو غير ذي صلة بالمشهد الجديد.
اقرأ ايضاً
واكمل ضيف البرنامج: الولايات المتحدة اليوم تتصرف بشكل مستقل عن حكومة الاحتلال، لا سيما في ظل سياسة ترامب التي تتجه نحو الانفتاح العالمي. رأينا ذلك في انخراطه في اتفاقيات مع أوكرانيا في مجال المعادن، وفي توقيع اتفاقيات تجارية مع الصين أدت إلى خفض الرسوم الجمركية من 45% إلى 5%، في خطوة تعكس سعي الإدارة الأمريكية إلى فتح الأسواق بدلًا من تأجيج الصراعات.
وختم رضا سعد حديثه بالقول: في المحصلة، نحن أمام تحول استراتيجي في السياسة الأمريكية: من سياسة الهيمنة الصدامية إلى سياسة الانفتاح الاقتصادي، حيث يُفضَّل الاستثمار على الصراع، والربح على الهيمنة العسكرية.