خاص الكوثر - مع المراسلين
وُلد الغماري في محافظة حجة عام 1974 وتعرّض للاعتقال لثلاث سنوات في عهد النظام السابق ليخرج أكثر إصرارًا على مواصلة درب التحرر وبناء جيش وطني مستقل، وبفضل كفاءته وإخلاصه تقلد منصب رئيس هيئة الأركان العامة عام 2016 ليبدأ مرحلة جديدة في مسار بناء المؤسسة العسكرية اليمنية.
قادَ الغماري عملية إعادة بناء القوات المسلحة على أسس العقيدة الوطنية وثقافة الصمود، وأشرف على تطوير منظومات الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية التي غيّرت موازين الردع في وجه العدوان.
اقرأ ايضاً
عُرف بصفاته القيادية الهادئة والتخطيط الدقيق، مسهمًا في تحرير عدد من المحافظات وتعزيز القدرات الدفاعية واضعًا أسس التصنيع العسكري المحلي رغم الحصار، حتى أصبحت اليمن قوة إقليمية يُحسب لها ألف حساب.
وخلال معركة طوفان الأقصى تولّى الغماري قيادة الإسناد العسكري لعمليات دعم فلسطين، فأشرف على تنفيذ عمليات نوعية استهدفت مواقع العدو وأغلقت ميناء ايلات، كما واجه ببسالة العدوان الأمريكي الإسرائيلي البريطاني على اليمن، ورغم إدراجه في قوائم العقوبات الدولية وتعرّضه لمحاولات اغتيال متكررة ظل ثابتًا في موقفه حتى نال وسام الشهادة مع نجله وعدد من مرافقيه، تاركًا وراءه مؤسسة عسكرية متماسكة وقيادة تواصل مسيرته بثبات.
رحل القائد محمد عبد الكريم الغماري جسدًا غير أن إرثه في البناء والتضحية والصمود سيبقى حاضرًا في وجدان اليمنيين، مواصلًا بذلك طريق الدفاع عن الوطن وقضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين.