الكوثر_اليمن
وفي كلمة له قال السيد الحوثي، إن "حضور شعبنا في تشييع الشهيد الغماري كان واسعًا وكبيرًا، وتعبيرًا عن ثبات موقفه"، مؤكّدًا أن هذه المشاركة الشعبية الحاشدة تعكس العلاقة العميقة والحميمية التي تربط الشعب اليمني بمؤسسته العسكرية "التي تُعدّ يده الضاربة، وهي تعبّر عن توجهاته وتطلّعاته".
وأشار إلى أن "شعبنا رفع راية الجهاد في سبيل الله في مواجهة طاغوت العصر أميركا و"إسرائيل"، وفي نصرة الشعب الفلسطيني والتمسّك بقضايا الأمة الكبرى".
واعتبر أن الموقف اليمني الرسمي والشعبي كان ولا يزال صادقًا ومبدئيًا، و"تحرّك فيه [اليمن] رسميًا وشعبيًا بكل صدق وببذل أقصى الجهد على كل المستويات لنصرة الشعب الفلسطيني".
ورأى أن: "الصهاينة ومعهم الأميركي شريك لهم في كل إجرامهم ومؤامراتهم وأهدافهم ومخططاتهم". وفيما وصف مواقف بعض الأنظمة بأنها "عار لا يُغتفر"، أضاف: "من تحرّكوا في الاتجاه المعاكس في إطار نصر العدو 'الإسرائيلي' كانوا في مواقف مخزية، وهي عار عليهم".
وتساءل السيد الحوثي عن موقف الجيوش العربية والإسلامية قائلاً: "أين هي الجيوش العربية والإسلامية التي عددها أكثر من 25 مليونًا، وليس لها صدى ولا أثر ولا موقف؟"، مشيرًا إلى وجود حالات استثنائية تتعلّق بـ"الجمهورية الإسلامية في إيران وقوى المقاومة والجهاد". وأضاف أن ما أثر في موقف كثير من هذه الجيوش هو "حساب الإمكانات وما يمتلكه العدو من قدرات".
وبيَّن السيد الحوثي أن سوء الصهاينة وإجرامهم وطغيانهم بلغ مستوى فظيعًا جدًا خلال العامين الأخيرين، وأنه بفعل "المشاهد اليومية عرف كل العالم سوء العدو اليهودي الصهيوني ومن يرتبط به". ونبَّه إلى أن العدو الإسرائيلي الذي "يقتل يوميًا من الشعب الفلسطيني، لا يلتزم بعهد ولا ميثاق ولا ذمّة، وليس لديه أي شيء من القيم والصدق والوفاء"، وأنه يستمر في الانتهاك والاعتداء حتى بعد الاتفاقات، "كما حصل بعد الاتفاق في لبنان".
كما حذّر من أن "تجاهل ما يفعله الإسرائيلي والأميركي والبريطاني وما تخطّط له الصهيونية العالمية ليس حلاً لسلامة الناس". واعتبر أن ما يُطرح تحت عنوان "السلام" و"مبادرات السلام" هو في كثير من الأحيان "غطاء لتمرير المؤامرات ومشروع الهيمنة الأميركية الصهيونية على المنطقة"، مؤكّدًا أن خيار "التسوية" ثبت فشله عبر زمن طويل.
اقرا ايضا:
تطرّق السيد الحوثي إلى دور الإعلام والدعائي، قائلاً إن "من يتحرّكون لتدجين الأمة وإخضاعها لمعاداة من يعادي الكيان الصهيوني يقومون بتسليط أبواقهم الإعلامية والدعائية"، معتبراً أن هذا المسار "انحراف مبني على جهل ولا يحمل نجاة، لا لتلك الأنظمة ولا لأمتها".
وجدد السيد الحوثي في كلمته العهد على مواصلة النهج المقاوم والسير على خطى الشهداء، وفي طليعتهم الشهيد الفريق الركن الغماري، مؤكدًا أن "الشعب اليمني ماضٍ في موقفه المبدئي والإنساني إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم، ولن يتراجع رغم التحديات".
وختم قائلًا: "الجمهورية اليمنية ستبقى جزءًا أساسيًا في محور المقاومة، ولن تخضع للابتزاز ولا للضغوط الدولية". وأضاف بأن من يقف إلى جانب العدو الصهيوني "هو في خيانة لله ورسوله والأمة، وسيندم يوم لا ينفع الندم".