خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال غروي: أعتقد أن الإيرانيين قد وضعوا لأنفسهم خارطة طريق واضحة، وجميع السيناريوهات بالنسبة لهم مدروسة وشفافة، هذا ما كان واضحًا لدى القادة الإيرانيين حتى قبل بدء أي مفاوضات، فالإمام الخامنئي، قبل أن يسمح للمفاوض الإيراني بالجلوس إلى طاولة المفاوضات غير المباشرة، كان قد رسم الخطط بدقة، تحسبًا لأي خطوة قد تتخذها الولايات المتحدة أو الكيان الصهيوني و بعض حلفائها في المنطقة، سواء كانت خطوات فردية أو جماعية، عسكرية، أمنية، أو حتى سياسية، وقد تم التخطيط لهذا المسار بعناية شديدة، ولذلك لا توجد مخاوف حقيقية لدى الجانب الإيراني من احتمال فشل المفاوضات. فإيران لم تضع كل بيضها في سلة المفاوضات، وهذا ما كان الإمام الخامنئي يوصي به منذ البداية، وحتى في عهد الرئيس الشهيد السيد إبراهيم رئيسي. كان الإمام دائمًا يشدد على أنه لا ينبغي التعويل على المفاوضات.
اقرأ ايضاً
وتابع مدير مركز الجيل الجديد للإعلام: النقطة اللافتة، أن الإمام الخامنئي، في الذكرى السنوية الأولى لرحيل السيد رئيسي، قال بشكل واضح إن هذه المفاوضات "غير مهمة"، وكأنه يُعلن أن النتائج غير مضمونة، ولا أحد يعلم ما الذي ستسفر عنه لكن الأهم، من وجهة نظره، هو النهج الذي سار عليه السيد رئيسي. وفي طيّات حديثه، بدا أن الإمام يريد التأكيد على أن إيران لا تعتمد على نتائج هذه المفاوضات، خصوصًا وأن الطرف المقابل هو الولايات المتحدة الأمريكية، صاحبة التاريخ الطويل في عدم الالتزام بالاتفاقات.
واما بالسنبة لخيارات ايران العملية في حال فشلت المفاوضات قال الاستاذ غروي: الإيرانيون يعيشون منذ عقود تحت هذا النوع من الضغوط، وهم معتادون عليه، ولديهم عدة خيارات مطروحة:
الخيار الأول: أن تقوم الولايات المتحدة بهجوم مباشر على إيران. وهذا السيناريو مستبعد تماما، اما الخيار الثاني: أن يقوم الكيان الصهيوني بعدوان، سواء شامل أو عبر ضربات محدودة هنا وهناك. لكن هذا السيناريو أيضًا ضعيف، لأن "كيان الاحتلال" غير قادر على شن حملة عسكرية على إيران بمفردها دون دعم ومؤازرة أمريكية، سواء من خلال القواعد العسكرية أو البوارج الحربية الموجودة في المياه الدولية، الخيار الثالث: أن تستمر الضغوط والعقوبات الاقتصادية والسياسية، وربما تتصاعد، خاصة إذا عاد ترامب إلى السلطة، فقد فرض خلال فترته أكثر من 60 عقوبة على شركات وأفراد وحتى كيانات أجنبية تتعامل مع إيران.
وخلص ضيف البرنامج حديثه بالقول: في الواقع، لا جديد فالضغوطات السياسية والامنية فهي مستمرة منذ سنوات، وتزداد يومًا بعد يوم، وبالتالي، إذا فشلت المفاوضات، فما الذي يمكن أن تفعله أمريكا؟ الجواب ببساطة: لا شيء جديد، لأنها قد استخدمت بالفعل كل أدوات الضغط المتاحة.