وبحسب الجهات البلدية، فقد أدى هذا المنع إلى انتشار مكبّات عشوائية وتكدّس كميات هائلة من النفايات تجاوزت 700 ألف طن في المناطق السكنية. وفي مدينة غزة وحدها تتراكم أكثر من 300 ألف طن من النفايات الصلبة في المكبّات المؤقتة وفي الشوارع والأزقة المكتظة بالمدنيين.
وتحذّر البلديات من أن هذه النفايات باتت تشكل قنبلة موقوتة تهدد حياة السكان، مع انتشار الأمراض والأوبئة والحشرات والقوارض، إضافة إلى التأثيرات الخطيرة على المياه الجوفية نتيجة التلوث المتزايد.
ويأتي تفاقم الأزمة في ظل تدمير الاحتلال لأكثر من 85% من آليات البلديات الثقيلة والمتوسطة خلال عامي الحرب، ما جعلها عاجزة عن التعامل مع الكميات المتزايدة من النفايات أو نقلها إلى مناطق مخصّصة للتجميع.
ويعبّر المواطنون عن استيائهم من الواقع البيئي الكارثي، مؤكدين أن تراكم النفايات بين الخيام والمنازل بات يسبب أمراضًا خطيرة قد تصل إلى السرطان ويشكّل «موتًا بطيئًا» للسكان، خاصة الأطفال وكبار السن.
ولا تقتصر الأزمة البيئية على النفايات فحسب، إذ يعاني القطاع أيضًا من تسرّب مياه الصرف الصحي إلى المياه الجوفية بسبب الدمار شبه الكامل في البنية التحتية، والتي تقدّر نسبة تضررها بحوالي 90%، فيما تبلغ الخسائر العامة للحرب نحو 70 مليار دولار.
وتبقى أكوام النفايات المنتشرة في الأحياء وبين خيام النازحين مكرهة صحية خطيرة تهدد حياة أكثر من مليونَي فلسطيني في قطاع غزة، وسط غياب الحلول وانعدام قدرة البلديات على التدخل.