خاص الكوثر _ مع المراسلين
وفي خضم هذه التطورات المتسارعة، أعلن حلف قبائل حضرموت حالة استنفار شاملة، مانحاً ما يسمى بقوات حماية المحافظة تفويضاً كاملاً للتحرك الفوري في مواجهة أي تهديد مسلح خارجي يمس الهوية المحلية.
وربطت مصادر قبلية تفجير الأوضاع في حضرموت بالانتصارات التي تحققها صنعاء في الميدان وفي مواجهة ما وصفته بـ"أعداء الأمة"، معتبرة أن التصعيد الجاري يهدف إلى استنزاف اليمن وتعطيل مكاسب صنعاء عبر إشعال الفتن الداخلية وتفتيت الجبهة الوطنية.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تنافس محتدم بين قوى مدعومة خارجياً، يسعى كل طرف خلالها لفرض واقع ميداني جديد يمنحه السيطرة والنفوذ، فيما تتسع عمليات التحشيد القَبلي وتشكيل غرفة عمليات موحدة استعداداً لأي مواجهة محتملة.
وأكد ممثلو حلف القبائل أن أبناء حضرموت يرفضون أعمال القوى المعادية، ويسعون في الوقت ذاته إلى تلبية مطالب السكان المحليين والحفاظ على مصالح اليمنيين كافة، مشيرين إلى ضغوط كبيرة تمارس عليهم، لكنها ـ بحسب تعبيرهم ـ ستسهم في تعزيز الحس الوطني ليس فقط في حضرموت بل في عموم اليمن.
وتوجهت أصابع الاتهام إلى بعض الأنظمة العربية مطالِبةً إياها بالتدخل العاجل لمنع ما وصفته بـ"المغامرة الخطيرة" التي قد تقود المحافظة إلى مواجهة مفتوحة، محذّرة من أن استمرار التصعيد سيقابل برد حاسم.
وتقف حضرموت اليوم عند نقطة حرجة بين سباق النفوذ الإقليمي وتصاعد مواقف القوى القبلية، في مرحلة قد تؤثر بشكل عميق على مستقبلها الأمني والسياسي لعقود قادمة.