خاص الكوثر_مقابلات
وأضافت أن بيوت أمهات الشهداء تحولت اليوم إلى مراكز ثبات وإلهام، ولها دور رئيسي في استمرار المقاومة.
وتحدثت د. ميرنا عطية عن الدور الحيوي للمرأة في محور المقاومة، وكيف يمكن لهذا الدور أن أَعاد تشكيل المجتمعات سياسياً واجتماعياً وثقافياً، مشيرة إلى أن المرأة في محور المقاومة لم تَقتصر مشاركتها على الأدوار التقليدية داخل البيت، بل امتدت إلى السياسة، الثقافة، التعليم والإعلام، مما ساهم في بناء هوية وطنية ودينية متينة.
وأضافت أن مشاركة النساء في صنع القرار والمفاوضات كانت فعالة، حيث أصبح لهن صوت قوي في قيادة الانتفاضات والمبادرات المحلية، فضلاً عن تأثيرهن في الأحزاب والحركات الثورية.
اقرأ ايضا:
وعن الأمثلة العملية لمشاركة المرأة، أشارت د. عطية إلى أن النساء في فلسطين كُنّ يشكّلن درعاً بشرياً لحماية المقاومين، وتحولت منازل أمهات الشهداء إلى مراكز تجمع ونشاط مقاوم، في حين لعبت زوجات الأسرى والشهداء دوراً بارزاً في نقل القضية إلى الإعلام الدولي، ليصبحن سفيرات للمقاومة.
وتلفت د. عطية إلى أن هذه المشاركة أسهمت في تغيير الصورة النمطية للمرأة المسلمة في الإعلام العالمي؛ فهي أوضحت أن النساء استلهمن نموذج السيدة زينب (ع) وكن رمزاً للقوة والصمود والكلمة الحرة، وهو ما أثار فضول العالم وغيّر التصورات عن المرأة المسلمة.
وعن الأبعاد الثقافية والاجتماعية، أوضحت د. عطية أن النساء لم يقتصر عملهن على السياسة والميدان العسكري، بل كان لهن دور ثقافي واجتماعي واسع شمل الحفاظ على الهوية الوطنية، التربية، التعليم، الدعم النفسي والاقتصادي، وإدارة المشاريع الصغيرة وتمكين الأسرة؛ كما نقلن الرواية الثقافية والسياسية للمقاومة عبر الإعلام والمنصات المختلفة.
وأكدت د. عطية أن النساء كُنّ قوة محركة في مجتمعاتهن، من خلال غرس القيم الوطنية والدينية في الأجيال الناشئة، وإحياء الذكرى، ونقل الحكايات التاريخية، والمشاركة في الفنون التقليدية.وأضافت أن هذه الأنشطة جعلت المرأة رمزاً للتمكين والتغيير في مجتمع المقاومة، بما عزز من قدرة المجتمع على الصمود والاستمرار في مواجهة التحديات.
وأشارت د. عطية إلى أن التحديات التي واجهت النساء كانت كثيرة ومعقدة، مثل التعرض للعنف، الاعتقال، الضغوط الاقتصادية والحصار، بالإضافة إلى القيود الثقافية التقليدية، إلا أن التضامن، التعليم، تنظيم الهيئات النسوية، والصبر على الفقد والفاجعة، كلها عوامل ساعدت النساء على تجاوز الصعوبات والمساهمة بفاعلية في المجتمع والمقاومة.
ختاماً، رأت د. ميرنا عطية أن المرأة في محور المقاومة قدمت نموذجاً فريداً في الدمج بين الإيمان، الصبر، والمشاركة العملية في كل مجالات الحياة، وأن تجربتها مثلت رسالة قوية لكل المجتمعات حول قدرة المرأة على تحويل الأزمات إلى فرص وبناء مجتمعات أكثر قوة واستدامة.
أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان