شاركوا هذا الخبر

لبنان.. مخيم "البداوي" يستقبل أطفال غزة ويجسّد وحدة الفلسطينيين

شهد مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في مدينة طرابلس شمالي لبنان، اليوم السبت، استقبالًا شعبيًا واسعًا لأطفال غزة الذين وصلوا إلى بيروت لاستكمال علاجهم نتيجة الإصابات التي لحقت بهم خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على القطاع. 

لبنان.. مخيم "البداوي" يستقبل أطفال غزة ويجسّد وحدة الفلسطينيين

و احتشد أبناء المخيم على الطرقات الرئيسية رافعين الأعلام الفلسطينية، في مشهد عاطفي يعكس عمق الارتباط بين أبناء الشعب الواحد رغم تباعد الأمكنة وقسوة الظروف.

وانطلقت فعالية الاستقبال من مدخل المخيم، بمشاركة ممثلين عن الفصائل واللجان الشعبية والفعاليات الاجتماعية والمدنية، إضافة إلى الفرق الكشفية والهيئات الشبابية والطلابية والنسوية.

 وعلى وقع الهتافات الترحيبية والأناشيد الوطنية ونثر الورود، رافق الأهالي موكب الأطفال وصولًا إلى شارع الشهداء، حيث أُقيم حفل ترحيبي ومائدة طعام على شرفهم.

وتناولت الكلمات التي أُلقيت خلال الاحتفال أهمية هذا الحدث الإنساني، وضرورة الوقوف إلى جانب الأطفال خلال رحلة علاجهم، مشدّدة على أنّ حماية الطفولة واجب وطني وأخلاقي في ظل حرب الإبادة المدمّرة التي يعيشها قطاع غزة. 

كما أكّدت الكلمات أنّ ما يجمع أبناء المخيمات الفلسطينية وأهل غزة هو مصير واحد ومعاناة واحدة وذاكرة مشتركة من الألم والصمود والتمسّك بالحقوق الوطنية.

وإلى جانب الكلمات الرسمية، قدّم أطفال المخيم لوحات فنية وأغانٍ تراثية ترحيبية، فيما قدّم الأطفال القادمون من غزة رسائل شعرية وأداءات بسيطة حملت مواجعهم وأملهم معًا، في لحظة امتزج فيها الفرح بالحزن، والجرح بالأمل.

تكافل يتجدّد… وذاكرة واحدة

وجسّد أبناء مخيم البداوي حضورًا إنسانيًا لافتًا في هذا اليوم، إذ عبّر الأهالي عن حرصهم على احتضان الأطفال وتوفير كل ما يلزمهم خلال فترة وجودهم في لبنان، مؤكدين أنّ فلسطين ليست مكانًا بعيدًا، بل ذاكرة حيّة تسكن تفاصيل الحياة اليومية داخل المخيمات. 

كما شددوا على أنّ التضامن مع غزة هو فعل وطني يترسّخ في المواقف والمبادرات، وليس مجرد شعارات موسمية.

ويتابع الأطفال برنامجهم العلاجي في بيروت بإشراف طواقم طبية مختصة، وسط متابعة من الهيئات الشعبية التي تواكب حالاتهم وتؤمّن لهم احتياجاتهم الأساسية خلال فترة العلاج.

يتزامن ذلك مع إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي اعتمدته الأمم المتحدة في 29 من تشرين الثاني/نوفمبر تخليدًا لحقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرّف، وفي مقدمتها الحق في العودة وتقرير المصير.

 ويكتسب هذا اليوم في السنوات الأخيرة معنى مضاعفًا داخل مخيمات لبنان، خاصة مع تصاعد العدوان على غزة وتفاقم الأزمات المعيشية التي يواجهها اللاجئون، ما يحوّله إلى مناسبة وطنية يؤكد فيها الفلسطينيون وحدتهم وصمودهم في مختلف أماكن وجودهم.

ويُعدّ مخيم البداوي، الذي أُنشئ عام 1955 شمالي لبنان، من أكبر المخيمات الفلسطينية في الشمال، ويقطنه عشرات الآلاف من اللاجئين الذين يعانون من تحديات اقتصادية ومعيشية وصحية كبيرة.

 ورغم هذه الظروف، يشهد المخيم حياة اجتماعية وثقافية نشطة وحضورًا وطنيًا لافتًا، ويُعرف بأجوائه التضامنية ومشاركته في مختلف الفعاليات الوطنية والإنسانية.

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة