خاص الكوثر_مقابلات
كثيرون وصفوه بأنه الأب والقائد، لما تحلى به من صفات الأبوة والقيادة. فقد كان همه الأكبر رعاية الأمة والسير بها نحو الأفضل، وتحقيق السعادة والشرف والعزة لها، كما كان يتحمّل مسؤولية أبوية تجاه أبنائه، محافظًا على دينهم ودنياهم وآخرتهم.
ومن هنا يروي العديد ممن عاشوا عصره شعورهم باليُتم بعد استشهاده، معتبرين أنفسهم أيتامًا بفقده.
اقرأ أيضا:
بالنظر إلى استمرارية المسيرة بعد رحيله، أكدت "زينب" أن فقدان قائد عظيم لا يعني توقف المسيرة، حتى ولو كان هذا القائد هو نفسه. وأوضحت أن الأمة فقدت من هم أعظم من أي قائد بشري، وهم أهل البيت عليهم السلام، القادة المعصومون لهذه المسيرة. لذلك، القائد الحقيقي للأمة موجود بين ظهرانينا، وهو الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف، الحامي والراعي لهذه المسيرة. ورغم كل التحديات، يبرز أن دماء السيد الشهيد حسن نصر الله قد أعطت الدافعية للمجاهدين ولكل البيئة المحيطة، سواء في الحرب أو بعدها، للاستمرار رغم الحزن والفقد.
وعند الحديث عن سر محبوبة السيد ونفوذه العالمي، تشير "زينب نصرالله" إلى أن صفة الأبوة كانت العامل الرئيس في ذلك. فقد جعل السيد حسن الناس يشعرون بأنه أبوهم الحقيقي؛ الملجأ والأمان، الذي يفكر في آخرتهم ودينهم وهمومهم.
هذا البعد الأبوي، إلى جانب اهتمامه ومواساته، ترك أثرًا عميقًا ومحبوبيّة نادرة .
كما لم يقتصر اهتمامه على حزب الله أو بيئة المقاومة اللبنانية، بل كان يهتم بجميع الشعوب المستضعفة والمسلمة. وتوضح "زينب" أن مثال دعم الشعب اليمني، حيث لم يقم أحد بدعمهم سوى سماحته، أظهر كيف تجاوزت شخصيته إطار القيادة الحزبية لتصبح رمزًا عالميًا للمقاومة، ونموذجًا في الأخلاق والدين والحكمة والبصيرة، مع تحمّل المسؤولية كتكليف وليس كتشريف.
لذلك أصبح إنسانًا على مستوى أمة، وتجاوز تأثيره الشرق الأوسط، وبعد شهادته شعر الجميع بالخسارة لهذه الشخصية العالمية .
وعن الأثر الأكبر الذي تركه، تشير "زينب" إلى أن السيد حسن غرس في الناس مفهوم الدفاع عن النفس والعيش بكرامة، مستلهماً من تعاليم الإمام الحسين عليه السلام، وغرس مفاهيم عاشوراء في أذهانهم. وأوضحت أن كثيرين تعرفوا على كربلاء ونهج أهل البيت بفضل السيد، ما أعطاهم القدرة على الصمود والاستمرار، خاصة بعد استشهاده .
أما بالنسبة للأجيال القادمة، فإن الذين عايشوا السيد سيربّون أبناءهم على فكره، لأن حضوره ما زال قويًا حتى في غيابه، من خلال كلماته وخطاباته التي يجب أن تُدرس. لقد علم هذه الأمة أننا نحب الحياة بكرامة، وفي الوقت نفسه عشاق الشهادة كما نحن عشاق الحياة، كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وآله.
أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان