خاص الكوثر - مع المراسلين
السعودية تتمسك بخيار ما يسمى الحفاظ على وحدة اليمن عبر دعم الحكومة المعترف بها دوليا وتابعة لها ولأجندتها ومنع أي مسار انفصالي قد يهدد الأمن الإقليمي بينما تميل الإمارات إلى تعزيز نفوذ حلفائها المحليين وفي مقدمتهم المجلس الانتقالي الجنوبي بما يخدم مشروع حكم ذاتي أو انفصال فعلي في المحافظات الجنوبية اليمنية.
ميدانيا ترافقت هذه الخلافات ومع التطورات اللافتة على الأرض تمثلت في توسيع نفوذ قوات المجلس الانتقالي في مناطق إستراتيجية مثل حضرموت والمهرة وهو ما أثار قلق الرياض ودفعتها إلى تحركات عسكرية وأمنية تحسبا لأي تغيير في موازين القوى.
إقرأ أيضاً:
هذا المشهد الميداني يعكس انتقال العلاقة بين الطرفين من تنسيق غير معلن إلى حالة تنافس مباشر على النفوذ في ظل ضعف المؤسسات اليمنية في الجنوب وتزايد الانقسامي داخل معسكر الحكومة نفسها.
إستراتيجيا يعكس الخلاف السعودي الإماراتي تضارب المصالح بعيدة المدى حيث تركز سعودية على أمن حدودها واستقرار كيان موحد، في حين تسعى الإمارات إلى ترسيخ نفوذها في الموانئ والمناطق الساحلية وخطوط الملاحة عبر شركاء محليين.
استمرار هذا التباين يهدد بتعميق الانقسامات في الجنوب ويضعفوا فرص التوصل إلى تسوية سياسية شاملة كما يفتح الباب أمام ضغوط دولية متزايدة لإعادة ضبط مسار الصراع بما يحول دون تفكك اليمني بشكل نهائي. يبقى الجنوب اليمني ساحة لصراع النفوذ بين الرياض وأبو ظبي حيث توازن القوى اليوم سيحدد مستقبله واستقراره الإقليمي في السنوات المقبلة.