هل يخطط التحالف الدولي لإعادة ’داعش’ الى البوكمال – القائم؟‬

الأربعاء 28 نوفمبر 2018 - 12:25 بتوقيت مكة
هل يخطط التحالف الدولي لإعادة ’داعش’ الى البوكمال – القائم؟‬

سوريا - الكوثر: لا يمكن فهم ظاهرة العنف المتصاعد الذي يدير به تنظيم “داعش” الارهابي مؤخراً معاركه في الشرق السوري، وهو في الوقت الذي من المفترض أن تتناقص قدراته وفعاليته تباعاً، إستناداً للحصار الذي يعيشه واستنادا لفترة مواجهته الطويلة مع قوات سوريا الديمقراطية والمدعومة من التحالف الدولي، نراه ينتفض أكثر ويبادر هجومياً ويسيطر على مناطق جديدة، واضعا يده على أسرى أكثر، ومسقطا الخسائر الأضخم لدى قوات سوريا الديمقراطية.

طبعا هناك عدة معطيات سببت هذا التصاعد اللافت في قدرات “داعش” المتمركز في جنوب شرق دير الزور، بين هجين والبحرة شمالا والباغوز جنوبا في المحيط المباشر للبوكمال، ومنها أسباب خاصة بـ”داعش” ومنها أسباب خارجية مؤثرة في قدرات وامكانيات التنظيم، وهذه الأسباب يمكن تلخيصها بالتالي:

الأسباب الخاصة بـ”داعش”

كان التنظيم في كافة معاركه يقاتل في المرحلة الأخيرة من كل منها بالطريقة الأشرس والأعنف، والسبب إما داخلي يتعلق بطبيعة مقاتليه الانتحاريين، والذين أصبحوا يملكون من الخبرات والتجارب الكثير، وإما عملاني يتعلق بتكتيك قتالي تستخدمه عمليات التنظيم الارهابي، يقوم على رفع حدة القتال لدى مقاتليه في البقع التي تتم محاصرته فيها، مستخدماً المفخخات والعبوات والأحزمة الناسفة في مرحلة مدافعته الأخيرة.

الأسباب الخارجية

بأغلبها تتعلق بأجندة التحالف الدولي بقيادة الاميركيين، وبما يراه هذا التحالف من امكانية لاستغلال ما يملك “داعش” من قدرات وامكانيات وبما يحتفظ في معركته من أهداف أو مخططات ميدانية، وتقوم هذه الأسباب على التالي:

1- المحافظة قدر الامكان على تواجد “داعش” من ضمن المحافظة على مبرر تواجد الاميركيين غير الشرعي في سوريا استنادا للقانون الدولي.

2- حماية المجموعة الارهابية الاشرس في جنوب شرق دير الزور، والقادرة على إعاقة وتأخير تمدد الجيش العربي السوري شرقا.

3- السعي الحثيث قدر الإمكان للعمل على اعادة تنظيم “داعش” لسيطرته على معبر البوكمال – القائم، وما لذلك من أهمية في قطع الترابط السوري العراقي ميدانيا واقتصاديا، وتأثير ذلك لناحية الالتفاف على قرار الدولة العراقية الثابت في عدم الانصياع للعقوبات الاقتصادية الاميركية على ايران، حيث في ذلك تفقد سوريا كما يفقد العراق معبراً حيوياً، هو الأساس لانسياب الحركة الاقتصادية بين ايران والعراق وسوريا ولبنان.

4 – إنتزاع معبر اساسي من سيطرة الدولة العراقية واعطاء “داعش” نقطة ارتكاز خطرة في غرب الانبار، يحتاجها لإكمال معركته الارهابية في العراق، وذلك كرد اميركي مبطن، يعبر عن عدم رضى واشنطن عن سياسة بغداد غير المتجاوبة كما يبدو، مع ما هو مطلوب منها لناحية الضغط على ايران وسوريا ولبنان وحزب الله اقتصاديا وسياسيا.

جميع هذه الأسباب تدفع بالتحالف الدولي للعمل على دعم ومساندة “داعش” علنا أو خفية، أولا لتثبيته في البقعة المحاصر فيها حالياً، وثانياً في تفعيل قدراته وتحفيزه للتمدد وانتزاع البقعة الاكثر حيوية واستراتيجبة على الحدود السورية على الحدود السورية العراقية، والتي هي منطقة البوكمال وامتدادا شرقا نحو القائم في العراق.
العهد - شارل أبي نادر

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 28 نوفمبر 2018 - 10:45 بتوقيت مكة