الكوثر_ايران
إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أجاب خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي على أسئلة الصحفيين.
وفي مستهل حديثه عن جرائم الكيان الصهيوني، قال بقائي: لا تزال منطقتنا تعاني من معضلة مزمنة، تتمثل في استمرار اعتداءات الكيان الصهيوني بمختلف الأشكال. إن مواصلة الاعتقالات وقتل الفلسطينيين، كلها مصاديق واضحة لجرائم ضد الإنسانية، وتأتي في سياق البرنامج نفسه الذي وصفه مقرر الأمم المتحدة بمشروع محو فلسطين. هذه الجرائم تزيد من مسؤولية كل إنسان في العالم للعمل على كبح جرائم الكيان الصهيوني.
عمليات الراية الكاذبة لتشويه معارضي الكيان الصهيوني
وحول ما يُعرف بعمليات «الراية الكاذبة» الهادفة إلى تشويه سمعة معارضي الكيان الصهيوني، قال بقائي: لا شك في أن للكيان الصهيوني سجلًا طويلًا في التخطيط وتنفيذ مثل هذه العمليات، وقد ثبت الكثير منها. ومن أبرز الأمثلة ما عُرف بملف «لافون» عام 1954 في مصر، حيث قام الكيان، مستغلًا يهودًا مصريين، بتنفيذ سلسلة تفجيرات استهدفت مصالح أمريكية وبريطانية، إضافة إلى مكتبات ومكاتب بريد، بهدف الإبقاء على الوجود العسكري البريطاني في مصر. وهذا مثال واضح ومثبت.
وأضاف: حتى عام 2005 كان الكيان الصهيوني ينكر هذه الوقائع، لكنه في ذلك العام قام رسميًا بتكريم العناصر الذين بقوا على قيد الحياة، كما اعترف المشاركون أنفسهم بهذه العمليات. وأفضل وسيلة لمواجهة مثل هذه الممارسات هي كشفها وفضحها.
لا تدخل لإيران في الحرب الأوكرانية
وفي رده على بيان مجلس أوروبا بشأن ما وصفه بـ«تواطؤ إيران» في الحرب الأوكرانية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: هذه ليست سوى ادعاءات متكررة. فمنذ بداية الأزمة الأوكرانية أكدنا أن الحل يجب أن يكون عبر الحوار، ولم يكن لنا أي تدخل في هذه الحرب ولا يوجد. إن مطالبة دولة ما بقطع علاقاتها مع روسيا لمجرد وجود علاقات بينها أمر غير منطقي تمامًا.
وتابع بقائي: إن العلاقة بين إيران وروسيا لا تعني بأي حال من الأحوال العداء تجاه دول أخرى. وعلى الدول الأوروبية أن تراجع سلوكها، وأن تفكر في أسباب تعريض أمن أوروبا للخطر نتيجة السياسات العدائية لحلف «الناتو». ينبغي عليها أن تتحمل مسؤولية أدائها، وأن توقف نهج توجيه الاتهامات إلى الآخرين.
العلاقات الإيرانية – الروسية واسعة النطاق
وفيما يخص زيارة عباس عراقجي إلى موسكو وتزامنها مع لقاء علي لاريجاني مع مسؤول روسي في طهران، أوضح بقائي أن هذا التزامن جاء مصادفة لا أكثر. وأضاف أن العلاقات بين إيران وروسيا علاقات واسعة ومتشعبة، وأن تبادل الوفود بين الجانبين أمر طبيعي، كما أن وجود حركة دبلوماسية نشطة يُعد أمرًا مألوفًا في إطار هذه العلاقات.
وأشار إلى أن زيارة عراقجي جاءت في سياق المشاورات المستمرة بين طهران وموسكو، لافتًا إلى أنه جرى خلال لقائه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحث طيف واسع من القضايا الثنائية والدولية. وأكد أن إيران وروسيا ترتبطان بشراكة استراتيجية، وأن الطرفين عازمان على الاستفادة المثلى من القدرات التي يتيحها هذا الاتفاق.
تنصل أمريكا من التزاماتها بشأن الأصول الإيرانية في قطر
وحول الأصول الإيرانية في قطر، قال بقائي إن هذا الملف يُعد واحدًا من مئات الأمثلة على إخلال الولايات المتحدة بتعهداتها. وأضاف: كان من المفترض، بموجب التفاهم الحاصل، أن تصبح أموال الشعب الإيراني متاحة للحكومة من أجل استخدامها، إلا أن الطرف الأمريكي أخلّ بالتزاماته، ولا يزال هذا الإخلال مستمرًا حتى اليوم.
المقاومة ظاهرة متجذّرة
وفي حديثه مجددًا عن أوضاع المنطقة والمقاومة، شدد بقائي على أن ممارسات الكيان الصهيوني لا تعكس سوى الشر والقتل، وهو ما يدل على أن هذا الكيان لا يعتبر نفسه جزءًا من المنطقة. وأضاف أن المجازر المتواصلة تعكس حالة الخوف التي يعيشها الكيان نتيجة عزلته.
وأكد أن المقاومة ظاهرة متجذّرة ومرتبطة بالفطرة الإنسانية، وستستمر في وجودها ما دام الاحتلال قائمًا، مشددًا على أن حالات الصعود والهبوط لا ينبغي أن تولد وهمًا بزوال المقاومة. ولفت إلى أن المنطقة تعيش وضعًا غير طبيعي يتمثل في استمرار الجرائم والمجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني.
الرد على اتهام الكيان الصهيوني لإيران بالتورط في مقتل عالم نووي
وفي رده على اتهام الكيان الصهيوني لإيران بالضلوع في مقتل عالم نووي صهيوني، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن المجرمين يقيسون الآخرين على أفعالهم. وبما أن الكيان الصهيوني يمتلك سجلًا حافلًا باغتيال مواطني دول أخرى، فإنه يسارع إلى البحث عن متهم كلما وقع أي حادث.
البرنامج الصاروخي طُوِّر للدفاع عن سيادة إيران لا للتفاوض
وفي ردّه على تقرير إعلامي حول أهداف زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني إلى أمريكا ومساعيه لإقناع واشنطن بشن هجوم على إيران، قال بقائي: أود الإشارة إلى عدة نقاط؛ أولًا، إن البرنامج الصاروخي الإيراني جرى تطويره حصريًا للدفاع عن كيان إيران، وليس لأغراض تفاوضية، ولهذا فإن القدرات الدفاعية الإيرانية ليست موضوعًا للنقاش مطلقًا.
وأضاف: النقطة الثانية أننا نواجه نفاقًا واضحًا؛ إذ يُنظر إلى البرنامج الدفاعي الإيراني على أنه تهديد، في حين أن تدفق الأسلحة إلى كيان يرتكب المجازر يُعد أمرًا طبيعيًا، وهو ما يمثل نموذجًا صارخًا للانحطاط الذي يجب على الولايات المتحدة وداعمي هذا الكيان تحمّل مسؤوليته. وأكد أن الأجواء الإعلامية المثارة تمثل حربًا نفسية وإعلامية بدأها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، مشددًا على أن إيران تواصل التركيز على مهامها، وأن قواتها قادرة على الدفاع عن البلاد، فيما ستواصل القوات المسلحة والشعب الإيراني أداء واجباتهم بثبات.