شاركوا هذا الخبر

ممر “داوود”.. مشروع صهيوني لربط الجولان بحدود العراق والسيطرة على موارد الطاقة والمياه

أفاد تقرير لمركز البحوث الدولية أن ما يُعرف بـ«ممر داوود» هو طريق بري يبدأ من شمال فلسطين المحتلة مرورًا بمرتفعات الجولان، ويتجه عبر محافظتي درعا والسويداء جنوب سوريا، ليمتد لاحقًا نحو البادية الشرقية في حمص ودير الزور، وصولًا إلى شرق الفرات حيث يتصل بحدود تركيا والعراق، وينتهي في إقليم كردستان العراق.

ممر “داوود”..  مشروع  صهيوني لربط الجولان بحدود العراق والسيطرة على موارد الطاقة والمياه

الكوثر - مقالات

فعلى الصعيد الاقتصادي، يسعى المشروع إلى ربط الكيان الصهيوني بخطوط النفط الواقعة تحت سيطرة «قسد» في شمال شرق سوريا، دون الحاجة للمرور عبر وسط البلاد، مع تأمين الوصول إلى موارد مياه الفرات، ووضع تل أبيب على مسار نقل الغاز القطري إلى أوروبا عبر تركيا، بما يجعلها مركزًا تجاريًا إقليميًا في سوق الطاقة الأوراسية.

الاهداف الامنية

أما الأهداف الأمنية، فتتمثل في قطع محور طهران–بغداد–دمشق–بيروت وإحكام السيطرة على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن. ويسعى الكيان من خلال هذا الممر إلى تحقيق «إحاطة ثلاثية» بهذه الدول، مستخدمًا شعارات مثل «حماية الدروز والأكراد» لتوظيفهم ضمن ما يسمى بـ«خطة ينون» التي تقوم على تفتيت دول المنطقة.

اقرأ ايضاً

ورغم طموحاته الواسعة، يواجه المشروع عقبات ميدانية وجغرافية معقدة، إذ يمر عبر جبال وبوادي وعرة تمتد على مساحة تفوق ثلاثين ضعف قطاع غزة. كما أن الحرب على غزة منذ 2023 أضعفت القدرات البشرية والمالية للكيان، ما يجعل تنفيذ المشروع صعبًا للغاية،.

وتُضاف إلى ذلك تحديات ديموغرافية وسياسية، إذ تضم المناطق المستهدفة خليطًا من الطوائف والقوميات (الدروز، الأكراد، السنة، والعلويين)، يحملون ذاكرة جماعية مناهضة للاحتلال. ويؤكد باحثون أن أي وجود إسرائيلي سيلقى مقاومة محلية واسعة، فيما تعارض تركيا المشروع بشدة، حيث أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أن بلاده «لن تسمح بأن تكون حدودها مسرحًا للتجسس الإسرائيلي».

أما من الجانب العسكري، فيرى خبراء مثل عبدالجبار العكيدي أن جيش الاحتلال يفتقر إلى القدرة على تنفيذ عمليات برية واسعة، في ظل استنزافه في غزة، ما يجعل أي محاولة للتوغل في الأراضي السورية تتحول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد.

ويخلص التقرير إلى أن مشروع «كريدور داوود» يتجاوز حدود سوريا، إذ قد يؤدي إلى تأجيج النزعات الانفصالية بين الدروز والأكراد وتهديد استقرار لبنان والعراق. ويُعد هذا المشروع ـ بحسب الخبراء ـ إعادة إحياء لحلم «إسرائيل الكبرى» الذي بدأ مع هرتزل وتجدّد مع نتنياهو، إلا أن الوقائع الجغرافية والسياسية والاجتماعية في المنطقة تجعل منه «خيالًا استعماريًا» بعيدًا عن التحقق.

 

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة