خاص الكوثر_مقابلات
وأوضحت نصر الله أن النساء في مجتمع المقاومة عَلَّمن أبناءهن حفظ الكرامة والدفاع عنها، وحب الأرض وصونها من أي اعتداء.
وأشارت إلى أن الجيش من النساء المؤمنات، المجاهدات، الواعيات، المثقفات، العاملات في شتى الميادين، مثل نموذجًا مشرفًا رصّع جبين الأمة بجواهر الكرامة والعزة، وهذا ما صعّب على العدو مواجهته.
اقرا أيضا:
كما أكدت إلى أن الأم التي لم تبدي حزنها عند استشهاد ولدها، بل شعرت بالفرح لكونه أدى دوره في سبيل الله، جعلت العدو عاجزًا أمام معنويات مجتمع المقاومة. ولفتت إلى أن العدو وجد صعوبة كبيرة في فهم أدبيات الأم التي ودّعت ولدها للذهاب إلى الجبهة وهي مبتسمة، معتبرة أن اعتزاز الأم بولدها المقاتل فوق أي شعور آخر.
وأضافت أن العدو خاف من المرأة التي مثلت الحضن الأول لتربية المجاهد، والتي علمته قيم الخير والسلام والدفاع عن الآخرين، معتبرة أن كل أسلحة الدنيا لم تساوِ يد هذه المرأة التي ربّت مجاهدًا لا يخاف الموت.
وذكرت أن العدو اعتقد خطأً أنه قادر بالحديد والنار على مواجهة جيل تربى على يد نساء واعيات مجاهدات، مشددة على أن مفهوم النصر الحقيقي مرتبط بالله ويصعب على العدو إدراكه.
وتطرقت إلى الدور الحضاري للمرأة المقاومة، مشيرة إلى أنها حملت منظومة كاملة من التربية التي أعدّت الأبناء للدفاع عن الوطن والأمة، مؤكدة أن صون الحضارات والدفاع عنها هو السبيل لمواجهتها أمام الغاصب المعتدي.
وكما ذكرت أن الدور النسائي في الحروب التاريخية كان محورياً، ونموذج السيدة زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كان دليلًا على المكانة التي خص الإسلام المرأة بها.
وأكدت الدكتورة فاطمة نصر الله أن أي مواجهة حالية أو مستقبلية ستكشف عن المزيد من النماذج النسائية التي اقتدت بتلك النساء اللواتي فضلهن الله تعالى على نساء العالمين، واللواتي خضن حياتهن الشريفة بمواجهة الباطل دون خوف أو تردد، وختمت حديثها بالتأكيد على هذا المعنى.
وكما أوضحت أن الأم الذكية عرفت في أي يد تضع السلاح ومتى تكون اللحظة المناسبة لضغط الزناد، مؤكدة أن الأم الزكية ربّت مجاهدها منذ الجنين، معلمة إياه القيم الأساسية وأول كلمة يسمعها كانت 'الله أكبر'.
وجاءت رسالتها للأعداء بالقول: 'رسالتي لهؤلاء الأغبياء... تتعبون أنفسكم، نحن ننتمي إلى مدرسة "لا نبالي أن نموت محقين" و"القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة"، وأمام كل قافلة من التضحيات نقول: ما رأينا إلاّ جميلًا. الحمد لله رب العالمين.'
أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان