الكوثر_ايران
في الذكرى السنوية لاستشهاد محسن فخريزاده، أعلنت إيران رسميًّا تخصيص يوم 28 نوفمبر ليكون «اليوم الإيراني للابتكار والتكنولوجيا»؛ وهو يوم يكرّم الإرث الخالد لأحد أبرز الشخصيات في مسيرة التقدم العلمي والتقني في البلاد.
ويُحتفى بهذا اليوم تخليدًا لجهوده الاستثنائية ومساعيه المتواصلة في مختلف المجالات العلمية، وتأكيدًا على أن التقدّم الحقيقي والاستقلال الوطني ينبعان من الجهاد العلمي الذي مثّله فخريزاده خير تمثيل.
وفي هذا اليوم المهم، تستذكر إيران ليس فقط حياة عالم رائد، بل أيضًا المبادئ التي جسّدها: المقاومة، الاعتماد على الذات، الإيمان، والوطنية الراسخة.
اقرأ أيضا:
استُشهد محسن فخريزاده في 27 نوفمبر 2020، عن عمر ناهز تسعة والخمسين عامًا، وحصل على وسام الخدمة من الدرجة الثانية من قائد الثورة، تقديرًا لتأثيره العميق وإخلاصه الاستثنائي.
وترتبط سيرته بقصة صمود وطني وإصرار علمي. فقد عُرف رمزًا للجهاد – أي السعي في سبيل الله – وكانت أنشطته العلمية مدفوعة بهدف أسمى: خدمة سيادة إيران، والدفاع عن استقلالها، ورفع مكانتها العلمية عالميًا.
وُلد فخريزاده عام 1958، في قم، وأظهر قدرات لافتة منذ صغره. ورغم حصوله على دكتوراه في العلوم السياسية، فإن تخصّصه الحقيقي كان في الفيزياء النووية والتقنية الحيوية، وهما مجالان حاسمان للأهداف الاستراتيجية لإيران.
وكانت مسيرته الأكاديمية مبنية على إحساس عميق بالمسؤولية تجاه التنمية الوطنية، وسرعان ما برز كأحد الوجوه الأساسية في الأوساط العلمية والدفاعية الإيرانية.
وقد مهّد انخراطه المبكر في مشاريع الأبحاث الدفاعية لنجاحات إيران في مجال التكنولوجيا النووية والعلوم الطبية والمواد المتقدمة.
وتولّى مناصب مؤثرة عدة، أبرزها رئاسته لـ منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية، حيث أشرف على مشاريع واسعة عززت القدرات الدفاعية للجمهورية الإسلامية.
كما لعب دورًا قياديًا في البرنامج النووي الإيراني، ووجّه الجهود الرامية إلى تطوير التكنولوجيا النووية السلمية رغم العقوبات والضغوط الدولية الشديدة.