شاركوا هذا الخبر

باحثة يمنية لقناة الكوثر: من الإعلام إلى التنشئة… المرأة في قلب مشروع المقاومة

في حوار حصري مع قناة الکوثر الفضائية، أكدت الباحثة اليمنية وأستاذة الجامعة الدكتورة سوسن الفضلي أن المرأة في قلب مشروع المقاومة، من خلال الإعلام وتربية الأجيال، هي وريثة صوت السيدة زينب (ع) الصامد في مواجهة الظلم والاستكبار العالمي. المرأة المقاومة اليوم تمضي بإيمانها ومعرفتها، محافظة على نهضة عاشوراء ومثبتة عقيدة المقاومة في القلوب والعقول.

باحثة يمنية لقناة الكوثر: من الإعلام إلى التنشئة… المرأة في قلب مشروع المقاومة

الكوثر_مقابلات

وقامت د. الفضلي بتسليط الضوء على سيرة السيدة زينب عليها السلام كشخصية متكاملة، قادرة على المشاركة الفاعلة في مسيرة الانتصار، رغم افتقادها للقوة الجسدية أو السلاح.

فقد عبرت عن ذلك قائلة: لقد مثلت السيدة زينب (ع) الشخصية الكاملة التي أثبتت أن المرأة، وإن لم تمتلك القوة الجسدية كما للرجل، وإن لم تتحرّك بسلاح في المعركة، إلا إنها قادرة على أن تشارك الرجل بصلابتها وثباتها ومواقفها في صناعة أي نصر، أو تصنعه وحدها حين تقتضي التحديات.

خطابات السيدة زينب بثّت روح المقاومة في القلوب، وكانت صوتًا إعلاميًا مناوئًا للطغاة، وأرسخت النهضة الحسينية في العقول والقلوب إلى يومنا هذا.

اقرأ أيضا:

 

كما نوّهت د. الفضلي إلى قيام المرأة المقاومة المعاصرة بحمل راية الزينبية إعلاميًا، لاسيما من خلال مواجهة الظلم وكشفه، وتثبيت عقيدة الشعب المقاوم في أجواء عربية وإسلامية مضطربة ولفتت إلى ظهور نماذج نسائية مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، نجحن في فضح الحقيقة وكشف القوانين الدولية التي لم تحمِ الإنسانية، خصوصًا في ظل صمت عالمي مخزي تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي في فلسطين.

وأشادت بشجاعة المذيعة سحر إمامي، التي استجابت لعاصفة الاعتداء بصمود داخل استوديو تعرض للقصف، موجهة رسالة واضحة: «نحن لا نخاف ولا نهاب الموت»، وهو بالفعل نهج أصحاب الرسالة الحقيقية.

دور المرأة في بناء جيل مقاوم

بحسب د. الفضلي، فإن دور المرأة في تربية الجيل المنتصر أساس لاستمرار النضال والوعي

وقالت: المرأة هي الحاضنة الروحية والفكرية للأجيال، وهي التي تغرس في أبنائها بذور الحرية والعزة والكرامة... قبل كربلاء، أعدّت أبناءها لطريق الإمام الحسين (ع) وغرست فيهم الإيمان، والشجاعة، والتضحية، ونصرة الحق... وبعد كربلاء، وجهت الجميع في موكب السبايا، وعلمتهم مواجهة الطغاة بالكلمة وتحويل المحنة إلى رسالة.

وأضافت أن المرأة المقاومة اليوم تسير على درب زينب (ع)، تغذي النفوس بالإيمان والتضحية فتخرج أجيالًا لا ترضى بالذُل، بل ترى الموت سعادة، والحياة مع الظالمين جُرمًا، متأثرة بروح العبارة الحسينية: “إنّي لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما.”

ثقافة الجهاد والتضحية

وأكدت الباحثة أن المرأة المقاومة تستلهم من دروس السيدة زينب (ع) ضرورة الاستعداد للتضحية، فقالت: لا مخرج للمؤمن إلا أن يُهيّأ نفسه للتضحية في سبيل الله، فلا تكون الدنيا أحب إليه من الآخرة، ولا تكون الراحة مقدمة على الجهاد... لأن الحياة عقيدة وجهاد. الجهاد في سبيل الله لا يقرب أملًا، ولا يبعد رزقًا، ولا يقصر عمرًا، ولا يجلب فقرًا. وأشارت إلى أن المرأة تربي أولادها في ثقافة التضحية التي تخلو من وهن أو استكانة أو ضعف أو تراجع، بل فيها اختبار القلوب والابتلاء الحقيقي، لتصبح المبادئ العظيمة طريقًا للنصر في الدنيا والسعادة في الآخرة.

سيرة ثابتة — رمز وقاية

:بالنسبة إلى د. الفضلي، فإن شخصية السيدة زينب (ع) جسدت القدرة على تجاوز الأصعب والثبات في وجه أقسى المحن: لقد كانت سيدة زينب (ع) صخرة من الثبات الروحي، استوعبت أعنف المحن بثبات، صهرت العبر وأوقدت النفوس، سهلت ارتقاء الأجيال ووفّرت لليتامى مأوى بمثابة ستون منيع، كأنه خيمة حسينيةٍ رفعتها الرسالة المقدسة لحماية الحق. __توصيات مُستلهمة من نهج زينب (ع):أوضحت الباحثة أن المرأة المقاومة اليوم مطالبة بالعمل وفق توصيات مُستوحاة:• تعزيز الوعي السياسي والمعرفي لفهم مؤامرات الاستكبار التي تستهدف المرأة والبيت والمجتمع.• الاهتمام بالتربية الواعية للأجيال، بتركيز على قيم المقاومة كالحرية والتضحية والانتماء.• التمسك بالهوية الإسلامية والثقافية في وجه محاولات تمييع القيم وهدم الهوية.• الصبر والثبات النفسي في مواجهة ضغوط الحرب النفسية الهادفة لكسر إرادة الشعوب.• إحياء النموذج النسائي المقاوم باستحضار سير النساء في خط الأنبياء والأئمة (ع).وفي خاتمة حديثها، شددت د. الفضلي على أن المرأة المقاومة تمثل السد الأول في مواجهة توجهات الاستكبار؛ فكلما كانت هذه المرأة أكثر قوة وثباتًا، زال حلم السيطرة عن مجتمع المقاومة.أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان

 

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة