مسعود بارزاني.. إذا أنت أكرمت العميل تمردا!

الأحد 24 سبتمبر 2017 - 12:30 بتوقيت مكة
مسعود بارزاني.. إذا أنت أكرمت العميل تمردا!

مقالات-الكوثر ما حصل عليه آل بارزاني من مناصب ونفوذ ومال وجبروت في الفترة 2003 حتى دعواهم بالانفصال عن الجسد العراقي في 2017، لم يكن يحلم به الملا مصطفى الذي بقي مشرداً في ولائه كما حياته يتنقل من اقصى اليسار الى اقصى اليمين.. بدأ مع السوفيت ومات في حضن الاميركان.

والغدر كما هو معروف ليس من شيم الشعب الكردي الطيب والكريم والشجاع، بل اللؤم والغدر والجبن من الصفات المتلازمة، لكن من عاش على فتات العالم ومد يد الصداقة والتحالف مع الصهيوني والوهابي والاعرابي، لا يرجى منه خيرا.. وحذار من غدره وعقده الدفينة.

الأكراد وكما هو معروف من مؤتمرات صلاح الدين ولندن وتوقيعهم على الدستور بعد سقوط نظام صدام حسين، لم يكونوا يحلمون باكثر من حكم ذاتي تطور الى فيدرالية ضمن عراق اتحادي.. لكن كما يقول المثل العراقي: " رضينا بالبين، والبين مارضى بينا"!

فعلى مدى 15 سنة من سقوط النظام وهو يستنزف خيرات العراق،وبالتحديد الجنوب، التي صارت ثروات شخصية له ولاقرباءه ولقيادات حزبه.. وتراه مشاركا في كل المؤامرات عليه، لان هدفه الاستراتيجي هو ابقاء الحكومة الاتحادية ضعيفة.

نعم، 17% من نفط البصرة والناصرية والعمارة، ويعبئون ابناء المحافظات الثلاث على كره العراقيين ويربونهم على الشوفينية والعنصرية.. بل بلغ بهم السوء الى ان يتعاملوا مع الكيان الصهيوني نكاية بالعرب كما يزعمون.. بل وشاركوه في قتل العشرات من العلماء العراقيين.

ولايزال دورهم في العمليات الارهابية التي شهدتها بغداد وباقي مناطق الوسط والجنوب غامضاً، رغم ان تبانيهم مع داعش والاحجام عن مواجهته اماط اللثام عن حقيقة غدرهم بالعراقيين.

وقبل ان اكمل اود ان انوه الى مسالة في غاية الاهمية.. وهي ان الاكراد من احب واكرم واطيب الناس خاصة العراقيين منهم، وان كلامنا هنا عن بعض السياسيين والمتاجرين باسم الشعب الكردي النبيل.

نعم.. مسعود ومن معه يريدون تدمير العراق تحقيقا لحلمهم المريض بسلطة يكونون هم طغاتها.. سلطة تضاف الى دكتاتوريات الشرق، والتي يتحول فيها رئيس القبيلة او زعيم العصابة الى ملك او رئيس او حاكم او امير، بدعم من المستعمرين.

ورغم ان مسعود مارس الطغيان قبل ان يعلن انفصاله، فهو رئيس لاقليم كردستان منذ 12 عاما او اكثر.. الذي له علمه الخاص وممثلياته في الخارج وجيشه ومخابراته واقتصاده وحدوده، ويطالب بالتمديد!

وهو رئيس حتى لو انتهت فترته القانونية ولم يمدد له أحد، بل بامكانه ان يعطل برلمان الاقليم لان مقره يقع ضمن مقاطعته العشائرية، ولأن رئيس البرلمان ينتمي الى مقاطعة أخرى تحكمها قبيلة أخرى!

الاكراد الذين يعيشون في المحافظات الثلاث والذين ذاقوا طعم الحياة بأموال الجنوب العراقي المنكوب، تمت تعبئتهم حتى الخيشوم بالكراهية لأهل الجنوب والوسط (العرب) ووضعت على اعين الجيل الجديد منهم خاصة غشاوة شوفينية، فلا يرون ان زعماء الارهاب والطائفية وكبار البعثيين الذين صنعوا مجازر حلبجة والانفال وغيرها يعيشون ضيوفا اعزاء عند ادارة بارزاني ويتنقلون بين فنادق اربيل وملاهيها تحت حماية الباراستن والاسايش، فيما أهل المقابر الجماعية يحتاجون الى كفيل كي يدخلوا أربيل وغيرها من مدن وقصبات الاقليم!

مسعود الذي يتحدث هو ومن معه عن جحيم العراق.. تناسى أنه الذي استعان بمجرمي الانفال وحلبجة في قتل ابناء جلدته سنة 1996.. ونسي انه قبل ذلك بقرابة عقدين رقص مليا "هربجي كرد وعرب..." مع مرتكبي المجازر بحق اهل قلعة ديزة وغيرها في ستينيات القرن الماضي، فيما كان مراجع الشيعة يفتون حينها بحرمة قتال الشعب الكردي!

ومن مهازل الدهر ان كاكه مسعود الذي يصور نفسه اليوم زعيما للكورد وقد تجاوز الادعاء بـ"حقوق" عشيرته في بادينان الى حقوق الاكراد الفيلة والمطالبة بارضهم لضمها الى كيانه العنصري.. نعم كاكا مسعود هذا كان يرقص "هلبركي" مع البعثيين فيما كان امن النظام يلقي القبض على الفيليين وينقلهم في اسوء الظروف بسيارات مكشوفة في عزّ الشتاء على الحدود الايرانية بحجة التبعية، وذلك بعد مصادرة اموالهم وعقاراتهم، فابعد اكثر من 200 الف كردي فيلي، كان ذلك سنة 1970 بالتزامن مع بيان 11 آذار الذي كان البارتي يرقص على انغام دبكاته في الاعلام البعثي!

هذا فضلا عن صمت القيادة الكوردية ازاء تسفيرات 1980، والمجازر التي ارتكبت بحق الشباب الفيليين!

وعندما حدث التغيير في 2003 وفتحت الجمهورية الاسلامية ابوابها امامهم ودعمتهم بكل الامكانيات.. حتى وصل بها الامر ان تكف يد داعش عن عاصمتهم، رغم انهم متهمون بالتباني معها كرها بـ"جيش المالكي" حسب ما نشر من كتاب سري لمسؤولي الاقليم حينها الى البيشمركة بعدم مقاتلة الدواعش وتركهم لحالهم!.. نعم رغم كل ما قدمته الجمهورية الاسلامية، كانت مبالغ من ميزانية الاقليم تذهب الى القوى المعادية للثورة الاسلامية والتي اصبحت مقاطعة اربيل مرتعا لقطعانها!

هذه العقلية العشائرية المتخلفة والحاقدة ستجّر الويلات على الشعب الكردي الطيب الذي يعيش تحت سطوة الجبروت القبلي لآل بارزاني ومن تحالف معهم.. وان لم يسارعوا للوقوف امامها، فاعتقد ان هناك من هو كفيل برد هذا الهواج البارزاني والحيلولة دون قيام "اسرائيل الثانية" بحجة الهولوكوست الكردي الذي ان كان موجودا فهو من صنع حليف كاكه مسعود السابق...

وصدق من قال: اذا انت اكرمت الكريم ملكته.. "واذا اكرمت آل بارزاني طالبوا بالانفصال!!!"

بقلم: علاء الرضائي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 24 سبتمبر 2017 - 12:12 بتوقيت مكة