خاص الكوثر_ محافظة اصفهان
مدينةٌ تُبهر العالم بهندستها المعمارية، وتُمثل صناعاتها اليدوية كنزًا فريدًا من الذوق والإبداع الإيراني.
فاستعد لهذه الرحلة الصوتية التي سنتعرف على أصفهان الجميلة من منظور جديد.
اقرا ايضا:
لا شك أنك سمعتَ اسم "أغنية أصفهان"؛ أو ربما لا يزال صدى هذا الاسم عالقًا في ذاكرتك. أغنية أو بيات أصفهان، هي إحدى الأغاني الخالدة في الموسيقى الإيرانية التقليدية؛ أغنية يعتبرها كثير من الموسيقيين فرعًا من مقام همايون، مع أن بعضهم اعتبرها أيضًا جزءًا من مقام شور.
تتنقل هذه الأغنية بين أجواء الفرح والحزن بطريقة مدهشة؛ تارة ترسم ابتسامة رقيقة على الشفاه وتارة أخرى دمعة خفية على القلب. يصفها الموسيقي البارز روح الله خالقي بأنها "تارة سعيدة وأخرى حزينة"، ويرى أن هناك عمقًا لا مثيل له في مشاعر هذه الأغنية؛ عمقًا يُسعد المستمع ويغرقه في حزن رقيق.
يمكن مقارنة طبيعة أغنية "بيات أصفهان" بمقام " كام مينور " في الموسيقى الغربية، لكن ما يميزها هو أنها، على عكس العديد من المقامات الفرعية والأغاني، ترتبط ارتباطًا مباشرًا بمدينة: "أصفهان"؛ مدينة تزخر بالفن والجمال البصري والعمارة المذهلة.
لم يكن هذا التشابه الاسمي من قبيل المصادفة. فكما تُبهج أزقة أصفهان القلوب وتُنير روعة ساحاتها وبلاطها الروح، يذكرنا مقام "بيات أصفهان" أيضًا برحيل الحياة والفراق؛ بحزن الفراق والشوق اللذين لطالما رافقا العشاق في الشعر والموسيقى الإيرانية.
أصفهان، حاضنة الفن
أصفهان، حاضنة الفن، لا تُنقش على البلاط والقباب فحسب، بل أيضًا على الآلات الموسيقية والألحان. ولعل هذا هو سبب تلحين معظم قصائد الحب في هذا المقام ؛ فالحب يجمع بين الفرح والحزن، و"بيات أصفهان" يُجسّد كليهما بجمال.
أصفهان، مدينة كبرى وسط إيران، هي عاصمة محافظة أصفهان. والتي تحظى بسبعة مواقع مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وتعد ثالث أكبر مدينة في إيران من حيث عدد السكان بعد طهران ومشهد، وتاسع أكبر مدينة وأكثرها سكانًا في غرب آسيا.
تحد مدينة َأصفهان منطقة ٌصحراوية ٌقاحلة وشبهُ صحراوية من الشرق ومنطقة زاغروس الجبلية من الغرب. تقع المدينة على بُعد 414 كيلومترًا جنوب طهران العاصمة وعلى ارتفاع 1575 مترًا فوق مستوى سطح البحر.