شاركوا هذا الخبر

خلال لقاءه مروي ...

عراقجي: الدبلوماسية المحلية رافد استراتيجي لتعزيز سياسة حسن الجوار

أشار وزير الخارجية الإيراني السيد عباس عراقجي إلى الأهمية الاقتصادية للجيران، لا سيما في مجال التغلب على العقوبات وتوفير السلع التي تحتاجها البلاد، وقال، إن حدودنا المشتركة أصبحت بمثابة روافد لتنفس اقتصاد البلاد، وأن تعزيز الاتصالات الحدودية حسّن أمنها وقلّل من التهريب.

 عراقجي: الدبلوماسية المحلية رافد استراتيجي لتعزيز سياسة حسن الجوار

 الكوثر - ايران 

وخلال اجتماعه مع اللجنة التنفيذية لملتقى "الدبلوماسية المحلية" الثاني بحضور آية الله أحمد مروي، سادن العتبة الرضوية المقدسة، قدّم وزير الخارجية سيد عباس عراقجي، تقريرًا شاملًا عن التقدم والأهداف الاستراتيجية لسياسة الدبلوماسية المحلية، وقال: إن توسيع وتعميق العلاقات مع الجيران لم يعد خيارًا، بل يُعتبر الأولوية الأولى والحيوية للسياسة الخارجية للبلاد في ظل الظروف الراهنة.

وأشار عراقجي إلى نجاح انعقاد أول ملتقى للدبلوماسية المحلية في شيراز، بحضور محافظي خمس محافظات جنوبية وجنوبية غربية من البلاد، بالإضافة إلى سفراء من دول الخليج الفارسي والعراق، وقال عراقجي: بعد هذه الإجراءات، أشاد قائد الثورة الإسلامية، في لقائه مع محافظي جميع أنحاء البلاد، بالدبلوماسية المحلية بشكل خاص، وقد أعطى هذا التأييد الممتاز الأمل في مزيد من تعزيز وتسريع تنفيذ هذا النهج في جميع أنحاء البلاد.

وبين وزير الخارجية مكانة دول الجوار في خارطة طريق السياسة الخارجية، وقال: تتمتع هذه الدول بأهمية استراتيجية لا تُضاهى للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية.

وأكد عراقجي أن الحدود المشتركة ليست مجرد خطوط جغرافية، بل هي روافد لتنفس اقتصاد البلاد، وأضاف: إن التفعيل السليم لهذه الحدود لا يساهم فقط في الازدهار الاقتصادي، بل يؤدي أيضًا بشكل مباشر إلى زيادة الأمن الحدودي المستدام والحد بشكل كبير من الظواهر غير المرغوب فيها مثل التهريب المنظم.

اقرأ ايضاً 

وفي جزء آخر من كلمته، قال رئيس جهاز السياسة الخارجية: إن مفهوم الدبلوماسية المحلية ليس مجرد مشروع إداري، بل هو نقلة نوعية في طريقة إدارة إيران للعلاقات الخارجية. والهدف الرئيسي من هذه الدبلوماسية هو تعزيز وتقريب الروابط الشعبية والمؤسسية بين المجتمعات الحدودية في كلا الجانبين.

وقال وزير الخارجية، يمكن حل العديد من القضايا المعقدة، وخاصة قضايا أمن الحدود والنزاعات المحلية، بسهولة وسرعة أكبر من قبل السلطات المحلية على جانبي الحدود، بدلاً من الرجوع إلى التسلسل الهرمي الطويل والبيروقراطي للعواصم.

وأشار إلى ضرورة تعزيز مكاتب وزارة الخارجية في المحافظات، وقال: يجري تعزيز مكاتب وزارة الخارجية في جميع محافظات البلاد هيكليًا وتجهيزيًا. في غضون ذلك، يُعدّ مكتب وزارة الخارجية في مشهد المقدسة، بفضل موقعه الجيوسياسي وتفاعلات خراسان الرضوية الواسعة مع الدول المجاورة، أكبر مكتب بين جميع المحافظات، ويلعب دورًا محوريًا في تسهيل عمل البعثات الدبلوماسية الإيرانية في الخارج.

وفي جانب آخر من كلمته، أشار وزير الخارجية إلى النطاق العملي للدبلوماسية المحلية، مؤكدًا: لا يقتصر هذا النهج على الدول المجاورة فحسب. فعلى سبيل المثال، استطاعت محافظات مثل خراسان الرضوية، من خلال هذا الهيكل الجديد، إقامة علاقات اقتصادية وثقافية واسعة مع دول مثل الهند وروسيا والعراق، وخاصة في مجال السياحة الدينية والصحية.

وأضاف: في هذا الهيكل الجديد، يبقى دور وزارة الخارجية صانع سياسات رئيسيًا، لكن النقطة الأساسية هي أن التنفيذ والعمليات الميدانية يمكن أن تُبنى بشكل أفضل على مستوى المحافظات منها على مستوى المركز. وفي هذا النموذج، تصبح المحافظات الأذرع الأمامية والتنفيذية لوزارة الخارجية، القادرة على الاستجابة بسرعة أكبر لاحتياجات السوق والطرف الآخر.

مشهد مركزٌ للحوار والتفاعل والدبلوماسية الثقافية

بدوره أكد آية الله مروي، سادن العتبة الرضوية المقدسة، في لقاء مع ضيوف الملتقى الثاني للدبلوماسية المحلية: في ضوء أنوار الحرم الشريف للإمام الرضا (عليه السلام)، يمكن أن تكون مشهد مركزًا للحوار والتفاعل والدبلوماسية الثقافية والحج.

وأشاد سادن العتبة الرضوية المقدسة، بالمبادرة الطيبة لوزارة الخارجية في متابعة فكرة الدبلوماسية الإقليمية وعقد اجتماعها الثاني في مشهد، قائلاً: إن عقد مثل هذا الاجتماع في مشهد المقدسة وببركة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) سيكون بلا شك أكثر ثمارًا ونتائجًا، لأننا نؤمن بأنه لا يلجأ أحد إلى هذا الحرم إلا إذا عاد بأمل وأيدٍ ممتلئة، وينال الجميع بركات الإمام الرضا (عليه السلام) حسب إيمانهم واهتمامهم.

وأضاف آية الله مروي: مع أن العقوبات فرضت قيودًا على البلاد، إلا أنها تنطوي أيضًا على فرص. ربما، لو لم تكن هذه القيود موجودة، لما خطرت ببال المسؤولين فكرة مثل "الدبلوماسية المحلية".

وأشار آية الله مروي: أحيانًا نسمع البعض يقول: "دعونا نرى ما يخبئه المستقبل!"، في حين أن هذا الموقف لا يتوافق مع تعاليم الإسلام. ففي منطق الإسلام، لا يعني "ما سيحدث"؛ بل يعني "ما يجب أن يحدث" و"ما لا يجب أن يحدث". لقد منح الله الإنسان الإرادة والحرية والقدرة على التغيير.

ووصفت سادن العتبة المقدسة مشهد بأنها بوابة إيران إلى شرق وشمال شرق آسيا، وأكدت: هناك إمكانات غير مستغلة في هذه المنطقة. ومن أهم هذه الإمكانات وجود الزوار، ويجب استغلال هذه الإمكانات الهائلة.

وأكد آية الله مروي في الختام: إن العتبة الرضوية المقدسة في خدمة الحكومة والشعب بكل قوتها، ويتم السعي إلى هذا التعاون بناءً على تأكيد قائد الثورة في أمر تعيينه وكواجب ديني ووطني وثوري.

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة