خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال الكاتب والباحث السياسي عدنان الصباح إن المعطيات الميدانية والسياسية تشير إلى أنّ فكرة «المرحلة الثانية» من الاتفاق لم تُحدّد رسمياً ضمن نص واضح أو جدول زمني معلن، بل جرى تداولها كعنوان فضفاض أكثر من كونها خطة تنفيذية. في المقابل، لم تكتمل، وفق القراءة النقدية المطروحة، حتى متطلبات ما يُفترض أنه «المرحلة الأولى»، وفي مقدمتها الوقف الفعلي لإطلاق النار، وتطبيق البروتوكول الإنساني، وتأمين الإغاثة والسكن والغذاء والماء والدواء، إضافة إلى وقف التوغلات العسكرية والانسحاب إلى خطوط متفق عليها.
إقرأ أيضاً:
وأضاف: ويبرز كعائق رئيسي إصرار الاحتلال على طرح شروط مسبقة تُقوّض أي انتقال فعلي، مثل المطالبة بنزع سلاح المقاومة، ورفض تشكيل قوة دولية مستقلة، والتلاعب المستمر بالحدود الميدانية عبر التقدّم التدريجي. كما يلفّ الغموض البنية السياسية المفترضة للمرحلة المقبلة، حيث لم يُعلن حتى الآن عن طبيعة «مجلس السلام» المفترض، ولا عن الجهة المخوّلة بإدارته، ولا عن تشكيل حكومة تكنوقراط أو أسماء قيادات تنفيذية.
وأكمل عدنان الصباح حديثه: ويزداد المشهد تعقيداً مع طرح مفاهيم غير محسومة مثل «قوة الاستقرار»، من دون تعريف واضح لمهامها أو طبيعتها، وما إذا كانت قوة لحفظ الأمن أم فرض واقع سياسي جديد. هذا الغموض، وفق هذا التحليل، يحوّل الحديث عن «مرحلة ثانية» من مسار انتقالي إلى ساحة صراع سياسي وربما ميداني، في ظل غياب أرضية متفق عليها أو ضمانات تنفيذية حقيقية.