خاص الكوثر - أحكام الإسلام
أكد أستاذ الدراسات العليا في الحوزة العلمية الشيخ أسد محمد قصير أن الحقوق المرتبطة بكرامة الإنسان وعدالته وحريته تُمنح لكل البشر على قدم المساواة، مستنداً إلى مبدأ «تكريم بني آدم» الذي يشمل جميع الناس بلا استثناء، سواء كانوا نساءً أو رجالاً، بيضاً أو سوداً، مسلمين أو غير مسلمين. ويُنظر إلى العدالة بوصفها قيمةً كونية مرتبطة بالتوحيد، حيث يكون ميزان القسط حقاً عاماً لا يُستثنى منه أحد.
وفي مجال الحرية، أضاف الشيخ قصير أن مقصد الرسالات السماوية تمثّل في رفع القيود عن الإنسان وتمكينه من ممارسة إرادته، استناداً إلى فكرة رفع «الإصر والأغلال» التي كبّلت المجتمعات السابقة. وبذلك تصبح الحرية جزءاً من جوهر الكرامة الإنسانية لا منحةً مشروطة.
إقرأ أيضاً:
أما على صعيد الدور الاجتماعي والإنساني، فأكد أستاذ الدراسات العليا في الحوزة العلمية أنه لا توجد قيود جوهرية على مشاركة المرأة مقارنة بالرجل، إذ يفتح النص القرآني مجال «العمل الصالح» أمام الجنسين على حد سواء، ويربط «الحياة الطيبة» بالإيمان والعمل لا بالنوع الاجتماعي. وفي الوقت ذاته، يشير إلى أن الاختلافات لا تُبنى على الانتقاص من القيمة، بل على مراعاة الطبيعة والقدرات في بعض المجالات الخاصة، من دون المساس بالمبدأ العام للمساواة في الحقوق.
ويخلص هذا المنظور إلى أن الفارق بين المرأة والرجل في التصور الإسلامي لا يمسّ جوهر الحقوق العامة، بل يندرج ضمن توزيع الأدوار وفق الاستعدادات، في إطار منظومة ترى العدالة والكرامة والحرية أساساً ثابتاً لكل إنسان.