خاص الكوثر - احكام الاسلام
قال الشيخ قصير: النظرة الفقهية للبلدان غير المسلمة—حكومات وشعوب —من خلال تصنيفات شرعية متعدّدة. فأصلًا، يتم تصنيفهم كغير مسلمين، وهذا أمر واضح، لكن غير المسلم قد يندرج تحت عناوين فقهية مختلفة، أول هذه العناوين: المعاهَد. وهو الشخص أو الدولة التي بينها وبين المسلمين عهدٌ أو اتفاق، وهذا عنوان مهم جدًا، لأن المسلم مُلزَم بالوفاء بعهده، وقد ورد: "المسلمون تسعى بذمتهم أدناهم"، أي إن أي عهد يُبرمه أحد المسلمين يلزم الجميع احترامه، وكذلك إذا عقدت دولة إسلامية عهدًا مع دولة غير مسلمة، وجب على الأمة الوفاء بهذا العهد.
اقرأ ايضاً
وتابع : العنوان الثاني: أهل الذمة. وهم غير المسلمين—خصوصًا من أهل الكتاب—الذين تربطهم بالمسلمين ذمةٌ أو اتفاق خاص يضمن لهم الأمن والعيش المشترك. وهذا المفهوم يرتبط عادةً بظروف تاريخية معينة، اما العنوان الثالث: غير المسلم المحارب، وهو من يقف موقف العداء والقتال تجاه المسلمين، وهذا له أحكامه الخاصة.
واضاف : أمّا غير المسلم الذي يعيش داخل البلدان الإسلامية، فله عقد مواطنة يربطه ببقية المجتمع، وهو بمثابة عهد يلتزم الجميع بموجبه بالعيش تحت سقف الدستور والقانون— كما في وثيقة المدينة التي عقدها النبي ﷺ لتنظيم العلاقات بين سكان المدينة.
واكمل الشيخ اسد محمد قصير: وفي عصرنا الحالي، أصبح الغالب هو التعامل مع غير المسلمين بوصفهم معاهَدين، سواء داخل البلاد الإسلامية أو خارجها. فمن يدخل بلدًا غير مسلم مثل فرنسا، يلتزم بقوانينها العامة—كقوانين الصحة، والتعليم، والسير، والأمن—طالما لا تتعارض مع أحكام الإسلام، وكذلك الدول الإسلامية اليوم تشارك في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، وتُبرم من خلالها عهودًا واتفاقيات ملزِمة. ومن بين هذه الالتزامات احترام حقوق الآخرين، وعدم الاعتداء عليهم، وحفظ أموالهم وأعراضهم.