شاركوا هذا الخبر

الأميرال حبيب الله سياري: الكيان الصهيوني لا يملك القدرة على خوض أي حرب دون الدعم الأمريكي

أکد الأمیرال حبیب الله سیاري، رئیس الأرکان ونائب المنسق العام في الجیش الإیرانی، أنّ الکیان الصهیوني لا یملک القدرة على خوض أی حرب من دون الدعم العسکری والسیاسي الذي یتلقاه من الولایات المتحدة وحلف شمال الأطلسی (الناتو).

الأميرال حبيب الله سياري: الكيان الصهيوني لا يملك القدرة على خوض أي حرب دون الدعم الأمريكي

الكوثر_ايران

سیاري قال فی مقابلة مع برنامج «طهران 20» على شاشة تلفزیون طهران إنّ الحرب المفروضة التی استمرت ثماني سنوات شکّلت نقطة تحوّل فی تاریخ الشعب الإیراني، موضحاً: «إذا نظرنا إلى تاریخ إیران خلال 250 عاماً مضت، نجد أنّ کل حرب خاضتها البلاد أدّت إلى اقتطاع جزء من أراضیها، باستثناء حرب الدفاع المقدس التی لم تُنتزع فیها ذرة واحدة من تراب الوطن».

اقرأ ايضا:

وزير الأمن الإيراني: لدينا نفوذ داخل الكيان الصهيوني وتمكّنا من الاستحواذ على وثائق مهمة

إسلامي: المنشآت المتضررة ستُعاد بناؤها

 

وأوضح المسؤول العسكري أنّ الانتصار في تلك الحرب تحقق بفضل التضحيات والشجاعة التي قدّمها الشعب، على الرغم من الدعم الواسع الذي تلقّاه العدو من دول الشرق والغرب. وأضاف: «هذا الإنجاز يجب أن يُدرّس للأجيال الحالية والقادمة، فقد واجهنا عدواً مدججاً بالسلاح ومسنوداً من القوى الكبرى، ومع ذلك خرجنا مرفوعي الرأس».

وفي تشريحه لخلفيات اندلاع الحرب، أشار سياري إلى أنّ القوى الكبرى كانت تبحث عن طرف يشنّ العدوان على إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية، فوجدت في صدام حسين الشخص المناسب، فمدّته بالسلاح الشرقي والغربي، والدعم المعلوماتي واللوجستي الكامل.

وتابع: «كان لصدام أهداف محددة؛ إسقاط الثورة الفتية والمسّ بوحدة الأراضي الإيرانية. حتى إنه صرّح بأنّه سيدخل خرمشهر في اليوم الأول، وأبادان في الثالث، وسيجري مؤتمراً صحفياً في ساحة الحرية بطهران في اليوم السابع. لكنه لم يدرك أنّ حساباته كانت خاطئة».

وأضاف سياري أنّ ما غاب عن حسابات العدو هو وجود شعب من 36 مليون نسمة يتحلى بروح ثورية، وقيادة حكيمة ممثلة بالإمام الخميني (رض)، الأمر الذي قلب الموازين. وضرب مثالاً بمعركة خرمشهر، حيث صمدت المدينة 34 يوماً ولم يتمكن الجيش العراقي من السيطرة الكاملة عليها، وهو ما أدى إلى فشل استراتيجيته منذ الأيام الأولى.

وشدد رئيس أركان الجيش على أنّ المقاومة الشعبية كانت مفتاح الانتصار، لافتاً إلى أنّ قوات الكوماندوس التابعة للبحرية، وحرس خرمشهر، والمواطنين، وحتى العشائر المسلّحة ببنادق بسيطة، اصطفوا جميعاً للدفاع عن البلاد. وأضاف: «الأعداء سعوا لإشعال الفرقة بين أبناء الشعب، لكن ما حدث كان العكس تماماً؛ إذ شهدنا وحدةً وتماسكاً فريداً بقيادة الإمام الخميني (رض)».

وحدة الشعب أحبطت مؤامرات الأعداء في الحرب المفروضة

وقال الأميرال حبيب الله سياري، إنّ الهدف الأساس للأعداء بعد انتصار الثورة الإسلامية كان إثارة الفتن والانقسامات بين أبناء الشعب عبر دعم الحركات الانفصالية وعمليات الاغتيال، لكن بفضل قيادة الإمام الخميني (رض) ووحدة الصف، تم إفشال هذه المؤامرات. وأضاف: «لو لم يكن الشعب حاضراً في الميدان، لما تحقق انتصار الثورة ولا صمدنا في الدفاع المقدس».

وأشار سياري إلى أنّ مختلف شرائح الشعب، من جميع الفئات العمرية، كان لهم حضور مؤثر في الجبهات، سواء في الخطوط الأمامية أو في مجالات الدعم والإمداد. وقال: «من دون مشاركة الشعب في النقل والتموين والإسناد، لم يكن ممكناً الصمود ثماني سنوات في مواجهة عدو مدعوم من قوى كبرى. إنّ هذا الاتحاد والتلاحم مصدر فخر كبير للقوات المسلحة».

وأوضح أن إيران كانت تحت الحصار منذ ستة أشهر قبل انتصار الثورة، وأنّ العقوبات كانت تتسع يوماً بعد يوم، فيما تدفّق السلاح والمال من الشرق والغرب إلى العراق. ومع ذلك، تمكنت القوات المسلحة، مستندةً إلى دعم الشعب، من إدارة الحرب بكرامة وشرف، بحيث لم يخسر الوطن شبراً من أراضيه.

وخاطب سياري الشباب قائلاً: «عليكم أن تدركوا أنّه خلال 250 عاماً سبقت الثورة، اقتُطعت أراضٍ واسعة من إيران، لكن بعد الثورة، وبفضل الاتحاد والعلم وإرادة الشعب، لم نفقد شبراً واحداً. ابتكارات العلماء والشباب عوّضت النقص في قطع الغيار العسكرية وأثبتت أهمية العلم والوحدة».

2800 إنذار أحمر في جزيرة خارك

وتطرّق سياري إلى الدور المحوري للقوة البحرية في حماية صادرات النفط، مبيّناً أنّ العدو استهدف جزيرة خارك، مركز تصدير النفط الإيراني، نحو 2800 مرة خلال 2800 يوم من الحرب، بمعدل مرة يومياً تقريباً. وأردف: «الأعداء أرادوا شلّ اقتصادنا، لكننا صمدنا وحدنا بلا دعم خارجي، في حين أن دولاً كانت تساعد صدام رغم تحذيرات الإمام الخميني».

وأضاف: «لو لم نقم بمهمة مرافقة 10 آلاف سفينة تجارية وناقلة نفط خلال سنوات الحرب، لكانت البلاد عانت أزمة خانقة في تأمين السلع الأساسية، كما حدث في الحربين العالميتين».

وأكد سياري أنّ الأعداء لم يتوقفوا عند الحرب العسكرية، بل انتقلوا بعد ذلك إلى الحصار الاقتصادي والحرب الناعمة والهجمات الثقافية والمعرفية، غير أنّ الشعب الإيراني أثبت مرة أخرى قدرته على الصمود بفضل وحدته وإيمانه، كما فعل في الدفاع المقدس.

وأكّد الأميرال حبيب‌الله سياري أنّ عقيدة المقاتلين الإيرانيين في الدفاع عن الوطن متجذّرة في الإيمان بالشهادة، قائلاً: «لقد اخترنا طريق خدمة الشعب والوطن، طريقاً يحتمل فيه الاستشهاد، لكننا نرى في الشهادة شرفاً لنا». وأضاف أنّ استشهاد عدد من القادة العسكريين في الحرب الأخيرة لم يُضعف بنية الدفاع، إذ سرعان ما جاء القائد البديل ليواصل المهمة، تماماً كما حدث في الدفاع المقدس.

التشابه بين الدفاع المقدس 8 سنوات والحرب 12 يوماً

واعتبر سياري أنّ هناك أربع نقاط تشابه بين الحرب المفروضة (1980-1988) والحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً، هدف الأعداء في كلتا الحربين كان إسقاط الثورة والنيل من وحدة الأراضي الإيرانية. الاعتماد على قوى بالوكالة؛ ففي الأولى كان صدام، وفي الثانية الكيان الصهيوني. حصول الأعداء على دعم كامل من الشرق والغرب آنذاك، ومن الناتو والاستكبار العالمي اليوم. تدخّل القوى الكبرى مباشرة في ساحة المعركة في كلا الحربين.

وأضاف: «هذا يؤكد أن معركتنا اليوم أيضاً مع الاستكبار العالمي. إننا نفتخر بأننا لا نواجه أعداء صغاراً، بل القوى الكبرى، فيما الكيان الصهيوني مجرد أداة لا يملك القدرة على القتال من دون دعم أميركا والناتو».

سياري أشار إلى أنّ استهداف مواقع كـ«سجن إيفين» أو قادة في قوى الأمن الداخلي يهدف إلى إثارة الفوضى والانقسام داخل إيران، لكنّ النتيجة كانت العكس؛ إذ تجلّت وحدة الشعب والتفافه حول الثورة. وقال: «كما صمدنا طوال 45 عاماً، سنواصل الصمود، ولن نبخل بأرواحنا ودمائنا حتى نثبت للعدو أن حلمه في ضرب إيران سيدفن معه».

الشهادة والوعي في مواجهة العدو

وشدّد سياري على أنّ استشهاد المدافعين في الحرب الأخيرة كان واعياً واختيارياً، مبيناً أنّ مقاتلي الدفاع الجوي للجيش ووحدات الصواريخ في الحرس الثوري ثبتوا في مواقعهم حتى الرمق الأخير. وأضاف: «لو لم تكن هذه الإرادة الحازمة موجودة، لكانت مواطن الضعف في جبهتنا كبيرة».

وفي ختام تصريحاته، اعتبر سياري أنّ الاتحاد، الانسجام، والعلم مع ما تنتجه الصناعات الدفاعية والجامعات والشركات المعرفية، تمثّل ركائز بقاء إيران قوية، مؤكداً أنّ البيانات الحازمة لقائد الثورة خلال الحرب الأخيرة كانت مصدر قوة وثبات لجميع المقاتلين.

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة