الكوثر_ايران
العميد علي محمد نائيني، المتحدث باسم الحرس الثوري، قال خلال مشاركته في برنامج حوار إخباري خاص، وهو يستحضر ذكرى شهداء الطلبة: "إن شريحة مهمة من شهداء فترة الدفاع المقدس كانوا من الطلبة، بحيث إن خُمس الشهداء تقريباً كانوا من هذه الفئة. وكان الشباب والفتيان آنذاك الركيزة الأساسية للقوة الشعبية في جبهات القتال".
وأضاف نائيني: "لقد انعكست تجربة ثماني سنوات من الدفاع المقدس في الحرب ذات الاثني عشر يوماً، سواء في مجال الردع واكتساب القوة، أو في الجوانب الهجومية والدفاعية، أو على صعيد التجهيزات والقوة البشرية واللوجستية، وحتى في مستوى الصمود الاجتماعي والاقتصادي والنفسي للمجتمع".
اقرأ أيضا:
وأوضح أن القوات المسلحة منذ انتهاء الدفاع المقدس وحتى الحرب الأخيرة ذات الاثني عشر يوماً، ركّزت على مهمتين أساسيتين: الأولى، تطوير القدرات الدفاعية بحيث يُحرم العدو من إمكانية بدء الحرب، والثانية، تحقيق قوة ردعية تضمن هزيمة العدو إذا ما أشعل الحرب.
وأشار نائيني إلى التدريبات المتكررة وتصميم السيناريوهات الدفاعية المتنوعة من قبل قادة وشهداء أمثال رشيد وسلامي وباقري، وقال: "هذه الاستعدادات تم تطويرها بشكل مستمر في مجالات الفضاء الجوي والبحري والسايبري والتجهيزات. كما أن المناورات المتعددة، والارتقاء التكنولوجي، وتطوير الهياكل العسكرية بعد الحرب مثل المجلس الأعلى للأمن القومي، هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، مقر خاتم الأنبياء، قوة القدس، وقوات التعبئة، كلها جاءت في هذا الإطار".
وشدّد المتحدث باسم الحرس على أن العقيدة الدفاعية للجمهورية الإسلامية قائمة على الحرب غير المتكافئة والشعبية، مؤكداً: "لقد كان الشعب في كلٍّ من فترة الدفاع المقدس وفي الحرب الأخيرة الركيزة الأساسية للقوة الوطنية والعسكرية الإيرانية".
كما لفت نائيني إلى دور قادة وشهداء الدفاع المقدس في تطوير القدرات العسكرية للبلاد، قائلاً: "قادة مثل الشهداء رشيد، سلامي وباقري، ومن خلال إدراك دقيق لطبيعة التهديدات، ووضع تشكيلات ملائمة لمواجهة العدو، نفذوا عشرات السيناريوهات التدريبية في مجالات الفضاء الجوي والبحري وغيرها من القطاعات، وكان لذلك أثر كبير في تعزيز القدرات الدفاعية لإيران". وأضاف: "لقد رفعت المناورات المتعددة على مدى سنوات متواصلة، إلى جانب التطوير المستمر للتكنولوجيا والمعدات والفضاء السيبراني والكوادر البشرية، مستوى القوة والجاهزية للقوات المسلحة إلى مرتبة جديدة".
وأشار نائيني إلى أنه "في العام الثاني من الحرب المفروضة، دخلت قوات التعبئة الشعبية ساحة القتال كقوة منظمة"، مؤكداً أنه بعد الحرب تأسست هياكل جديدة مثل المجلس الأعلى للأمن القومي، وهيئة الأركان العامة، ومقر خاتم الأنبياء، وقوة القدس، وقوات التعبئة، والتي أرست قواعد التحول في البنية الدفاعية للبلاد.
وأكد أن العقيدة الدفاعية للجمهورية الإسلامية اليوم تقوم على الحرب غير المتكافئة والمستندة إلى الشعب، وهي تجربة متجذرة في الدفاع المقدس، حيث يُعدّ الشعب الركيزة الأساسية للقوة العسكرية والوطنية لإيران.
وفي سياق حديثه عن قدرات القوات المسلحة الإيرانية، أبرز نائيني الدور المحوري للجيل الشاب، ولاسيما مواليد عقد الثمانينات، في تعزيز الاقتدار العسكري للبلاد. وقال: "إن الشباب العاملين في صفوف القوات المسلحة يشكّلون بعزيمتهم وجهادهم الليلي والنهاري في مجالات عدة، منها الفضاء الجوي، المواقع الصاروخية، أنظمة الطائرات المسيّرة، الزوارق السريعة الهجومية، والحرب السيبرانية، العمود الفقري للقوة العسكرية الإيرانية".
وأوضح أن معظم هؤلاء الشباب المبدعين والمؤمنين هم من مواليد عقد الثمانينات، وقد شكّلوا بإيمانهم وكفاءتهم جوهر القوة الرئيسة للقوات المسلحة.
كما تطرق إلى عمليات "الوعد الصادق" قائلاً: "إن عمليتي الوعد الصادق 1 و2 كانتا رداً سريعاً وحاسماً من إيران على اعتداءات العدو، ونُفذتا في أقل من 24 ساعة. أما في عملية الوعد الصادق 3، حين شنّ العدو هجوماً مباغتاً وعنيفاً على مراكز القيادة والسيطرة وبعض المواقع الصاروخية والرادارية، فقد أظهرت القوات المسلحة الإيرانية، بفضل جاهزيتها الكاملة وخططها الدفاعية المعدّة سلفاً وصلابتها البنيوية، تماسكاً كاملاً ولم تنهَر، بل حافظت على توازنها وقدّمت الرد المناسب".
وختم نائيني بالتأكيد على أن "هذه الجاهزية والقدرة هي ثمرة التخطيط الدقيق والجهود المتواصلة للقوات المسلحة في مواجهة التهديدات".