شاركوا هذا الخبر

الإمام الخامنئي: الشعب الإيراني لن يخضع لمطالب أمريكا المهينة

أكد قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي صباح اليوم بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام علي بن موسى الرضا (ع)، أمام آلاف المواطنين من مختلف الشرائح، على جملة من القضايا الراهنة أكد أن الشعب الإيراني لن يخضع لمطالب أمريكا المهينة.

الإمام الخامنئي: الشعب الإيراني لن يخضع لمطالب أمريكا المهينة

الكوثر - إيران

وقال سماحته: إن أعداء إيران أدركوا من خلال «صمود ووحدة الشعب والمسؤولين والقوات المسلحة» ومن «تحمل الهزيمة القاسية في الهجمات العسكرية» أن الشعب الإيراني والنظام الإسلامي لا يمكن إخضاعهما وإجبارهما على الطاعة عبر الحرب؛ ولذلك يسعون اليوم لتحقيق هذا الهدف عبر «إثارة الخلافات داخل البلاد»، وفي المقابل ينبغي على جميع أبناء الشعب والمسؤولين وأصحاب الفكر والقلم أن يصونوا ويعززوا بكل طاقتهم درع الوحدة المقدسة والعظيمة للأمة.

إقرأ أيضاً:

وأضاف قائد الثورة الاسلامية: يجب على الجميع أن يدعموا خَدَمة البلاد، ولا سيما الرئيس الايراني النشط والمجتهد.

وفي الجزء الأول من كلماته، وصف الامام الخامنئي الإمام الثامن علي بن موسى الرضا عليهما السلام بأنه ولي نعمة العالم أجمع، وبخاصة الإيرانيين، معزياً بمناسبة استشهاد الإمام الرؤوف. وتحدث عن الأثر البارز لزيارة الإمام الرضا إلى خراسان، قائلاً: لقد كان مذهب أهل البيت بعد استشهاد سيد الشهداء عليه السلام في عزلة وظلم، ولكن بفضل نتائج تلك الزيارة خرج من العزلة، واكتسب الشيعة روحاً قادرة على الحفاظ على المذهب الشيعي عبر التاريخ، وتوسيع قاعدة أتباعه يومياً.

وأضاف أن النتيجة الثانية المهمة لزيارة الإمام الثامن إلى خراسان كانت تعزيز نشر قضية عاشوراء، موضحاً أن الإمام الرضا عليه السلام جذب قلوب الناس نحو قيام عاشوراء، وركز فلسفته وأهدافه في أذهانهم، مثل «مكافحة الظلم» و«عدم تحمل الفجّار والفاسدين في المجتمع الإسلامي»، مما مهد لطرح وتوضيح ونشر العديد من المعارف الاجتماعية في الإسلام.

وفي الجزء الثاني من كلماته حول القضايا الراهنة، أشار قائد الثورة إلى أن صمود الشعب الإيراني بكل قوته في الحرب المفروضة الثانية أعطى الأمة عظمة خاصة وعزة مضاعفة في أعين العالم، وطرح سؤالاً مهماً: ما السبب الحقيقي لاستمرار عداء جميع الحكومات الأمريكية لإيران خلال 45 عاماً الماضية؟

وفي إجابته عن هذا السؤال الذي يبدو بسيطاً ولكنه معقد، أوضح أن الأمريكيين في الماضي كانوا يخفون سبب العداء الحقيقي تحت عناوين مثل مكافحة الإرهاب، حقوق الإنسان، الديمقراطية، قضايا المرأة وغيرها، أو يقولون بشكل لائق إنهم يريدون تغيير سلوك إيران، أما الشخص الذي يدير اليوم الولايات المتحدة فقد كشف السبب الحقيقي للعداء مع إيران، قائلاً: «نريد أن تستمع إيران لأوامرنا»، أي أنهم يريدون فعلياً أن يخضع الشعب الإيراني والنظام الإسلامي لإملاءاتهم.

وأكد قائد الثورة على أهمية فهم هذا الهدف الشائن للأمريكيين، قائلاً: إنهم يريدون أن يكون إيران، بتاريخها الكبير وشعبها المكرم، خاضعة لأوامر أمريكا.

ووصف أولئك الذين يعتقدون أن سبب غضب وعداء أمريكا هو شعارات الشعب الإيراني بأنهم من سطحيي النظر، وأضاف أن من يقولون «لماذا لا تتفاوضون مباشرة مع أمريكا لحل الأمور» أيضاً سطحيون، لأن جوهر القضية ليس كذلك، وبظل الهدف الحقيقي لأمريكا من عدائها لإيران، فإن هذه القضايا لا يمكن حلها.

ووصف قائد الثورة تصريحات وإجراءات المسؤولين الأمريكيين التي تهدف إلى إخضاع الشعب الإيراني بأنها إهانة لإيران، مؤكداً أن الشعب يعارض بشدة هذه المطالب غير اللائقة، ويقف في وجهها بقوة.

وأشار إلى أن السبب الحقيقي للحرب الأخيرة كان أيضاً هذا التوقع والهدف الخبيث، وأضاف: لقد حرضوا وساعدوا الكيان الصهيوني ليظن أنه سينهي عمل الجمهورية الإسلامية، لكنهم لم يتوقعوا أن يقف الشعب في وجههم ويصيبهم بضربة تجعلهم يندمون.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى تجمع بعض العملاء الأمريكيين في أوروبا، يومًا بعد بدء الحرب، لمناقشة تشكيل حكومة بعد الجمهورية الإسلامية، وقال: «لقد كانوا متوهمين وواثقين جدًا من تحقيق أهدافهم السخيفة، لدرجة أنهم عقدوا اجتماعًا لتحديد الحكومة القادمة بعد يوم واحد من بدء الهجوم، وحتى أنهم عينوا ملكًا».

وأشار سماحته إلى وجود إيراني بين هؤلاء الأغبياء، قائلاً: «الخزي على ذلك الإيراني الذي يعمل ضد بلده ولمصلحة اليهود والصهيونية وأمريكا».

وصف قائد الثورة الاعتقاد بخلاف بين الشعب والنظام بأنه من أوهام الأعداء وعملائهم، مضيفًا: «الشعب، بالوقوف إلى جانب النظام والقوات المسلحة والحكومة، وجه لهم صفعة قوية».

وأشاد بقوة القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية، قائلاً: «نشكر كل الشعب والقوات المسلحة على هذا العمل الكبير، وسيزداد قدر إيران وقوتها يومًا بعد يوم».

وأوضح سماحته أن خلاصة الأعداء من الأحداث الأخيرة هي عجزهم عن إخضاع إيران بالحرب والهجوم العسكري، مشيرًا إلى أن الجمهورية الإسلامية أصبحت أقوى مع مرور 45 عامًا، وأن الأعداء أدركوا أن الطريقة لإضعاف الجمهورية ليست باستخدام القوة العسكرية، بل عبر إثارة الانقسامات والنفاق داخل البلاد.

وحذر سماحته من العملاء الداخليين لأمريكا والصهيونية، ومن الكتاب والمعلقين الغافلين، باعتبارهم أدوات لإحداث الانقسام وتعدد الأصوات، مؤكدًا أن الشعب اليوم متحد رغم اختلاف الآراء السياسية والاجتماعية، وأن هذا الاتحاد هو ما يحول دون الاعتداء على البلاد.

وأشار إلى أن حماية الوحدة الوطنية واجب عام، وأن هذا الاتحاد المقدس، والدرع الفولاذي لإرادة الناس، يجب ألا يُخدش، ويجب على أصحاب الفكر والقلم وكل المواطنين والمسؤولين، خاصة في السلطات الثلاث، الحفاظ عليه. مشددا على ضرورة دعم خدام البلاد، لا سيما الرئيس النشيط والمجتهد، قائلًا: «يجب أن نقدر هؤلاء العناصر».

وأكد سماحته ضرورة الحفاظ على الوحدة بين «جميع أفراد الشعب»، و«الشعب والحكومة»، و«جميع المسؤولين مع بعضهم»، و«الشعب والقوات المسلحة»، مضيفًا أن الأعداء اليوم يسعون جاهدين لتفكيك هذه الوحدة والتعاون.

وأوضح أن وجود وجهات نظر مختلفة طبيعي ولا مشكلة فيه، مشيرًا إلى أن تقديم فكرة جديدة تكمل موجودات الشعب مختلف عن التخريب والإهانة، وأن عدم احترام أسس الجمهورية الإسلامية هو ما يريده الأعداء، رغم أن تطوير هذه الأسس أمر مقبول.

وصف قائد الثورة الاسلامية: الصهاينة بأنهم «أكثر نظام مكروه لدى الشعوب»، مضيفًا أن حتى الدول الغربية مثل بريطانيا وفرنسا، التي كانت دائمًا داعمة للصهاينة، بدأت تدينه كلاميًا، لكن دون فائدة.

وأشار إلى الجرائم الحالية لقادة الكيان الصهيوني، مثل قتل الأطفال بالجوع والعطش، وإطلاق النار عليهم أثناء طوابير الطعام، واصفًا ذلك بأنه غير مسبوق في تاريخ البشر، داعيًا إلى مواجهة هذه الجرائم بشكل عملي وليس بالكلام فقط، مثل ما قام به الشعب اليمني لمنع الدعم عن الكيان الصهيوني.

وختم سماحته بالإعلان عن استعداد الجمهورية الإسلامية لاتخاذ أي إجراء ممكن في هذا المجال، معربًا عن أمله في أن يبارك الله حركة الشعب الإيراني وكل المستضعفين في العالم، ويقضي على هذا السرطان العميق والخطير في المنطقة، ويوقظ الشعوب المسلمة ويوحدها.

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة