الكوثر_ايران
هذه الآلیة فقدت فعالیتها منذ الولایة الأولى للرئیس الأمریکی دونالد ترامب، عندما انسحبت واشنطن بشکل أحادی من الاتفاق النووی، ما جعل الاتفاق فعلیاً بلا قیمة. وأشار إلى أنّ الأوروبیین أیضاً لم یلتزموا بتعهداتهم المنصوص علیها فی الاتفاق.
اقرأ ايضا:
مساعد وزير الخارجية الايراني: اوروبا ستفقد آخر ورقة بيدها اذا أعادت الحظر
لاريجاني: الإيرانيون لن يستسلموا
وأوضح أنّ الولایات المتحدة وحلفاءها "یضعون أنفسهم فوق القانون الدولی"، ویتصرفون کما لو أنّ قراراتهم یجب أن تُفرض على العالم بأسره، متسائلاً: "أین فی القوانین الدولیة ما یجیز لدولة أو مجموعة محدودة من القوى اتخاذ قرارات أحادیة ضد دول أخرى؟". ورأى أنّ هذا النهج هو ما أفقد آلیات کـ"الزناد" أی شرعیة أو جدوى.
وعن دور الأمم المتحدة، قال کوثری إنّ المنظمة کان ینبغی أن تضطلع بدورها القانونی والتحکیمی وتتصدى للمخالفین، لکن الواقع یُظهر أنّ الدول دائمة العضویة فی مجلس الأمن، خصوصاً الولایات المتحدة وبریطانیا وفرنسا، هی نفسها أبرز منتهکی القوانین الدولیة، وتستغل الأدوات الأممیة لخدمة مصالحها. لذلک، فإنّ التهدید بتفعیل "المکنیزم" لیس سوى حرب نفسیة ضد الجمهوریة الإسلامیة.
وأکد کوثري أنّ إیران التزمت بجمیع تعهداتها فی الاتفاق النووي بشهادة أی محکمة دولیة، بینما واشنطن لم تکتفِ بعدم الالتزام، بل فرضت عقوبات جدیدة ضد طهران. أما الأوروبیون، فاختاروا عملیاً السیر خلف السیاسات الأمریکیة بدلاً من تنفیذ التزاماتهم.
وتابع: "إذا أراد الأوروبیون مجدداً تفعیل هذه الآلیة الفاقدة للجدوى، فإنّ أمام الجمهوریة الإسلامیة خیارات عدة، من أبرزها الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي. هذا القرار سیتخذ وفقاً للمصالح الوطنیة، لکن إن اقتضت مصلحة الشعب الإیراني ذلك، فلن یکون هناك أي تردد فی الخروج من NPT".
وشدّد کوثري على أنّ إیران لم تخالف القانون یوماً، والاتفاق النووی خیر دلیل على ذلک، "لکن إذا أراد الطرف الآخر أن یتصرف بشکل غیر قانوني وظالم ضد إیران، فسوف نرد بما یتناسب مع ذلک، وخیار الخروج من NPT سیکون جدیاً وحتمیاً إذا جرى تفعیل آلیة الزناد".
وختم بالتأکید على أنّ الضغوط والعقوبات خلال السنوات الماضیة لم تُثمر سوى عن تعزیز صمود الشعب الإیراني، مشیراً إلى أنّ "الإیرانیین أثبتوا مراراً أنهم سیقفون بوجه غطرسة الولایات المتحدة وحلفائها، وإذا أُهدرت حقوقهم، فإنّ رد إیران سیکون حاسماً، قانونیاً ورادعاً".