الكوثر_ايران
بقائي أوضح أنّ زيارة الرئيس مسعود بزشكيان إلى أرمينيا جرت في سياق سياسة حسن الجوار وتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة، وهي السياسة التي واصلتها الحكومتان الثالثة عشرة والرابعة عشرة بجدية. وأضاف أنّ أرمينيا، رغم قصر حدودها المشتركة مع إيران، تبقى جاراً مهماً في جنوب القوقاز وتمثل حدوداً آمنة وذات أهمية استراتيجية.
اقرأ أيضا:
وكشف أن المحادثات في يريفان شملت توقيع ما لا يقل عن عشرة اتفاقيات تعاون في مجالات الزراعة والتجارة والثقافة والتعليم والتكنولوجيا والسياحة والنقل والطاقة، إضافة إلى بحث التطورات الأخيرة في القوقاز، ولا سيما مستجدات الأسبوعين الماضيين. وأكد أنّ طهران كانت دائماً من الداعمين للتوصل إلى اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان، وأنها تشدد على الإسراع في إبرام هذا الاتفاق باعتباره أساساً لإرساء الأمن الدائم في المنطقة.
وأشار بقائي إلى أنّ لقاء وزيري خارجية إيران وأرمينيا على هامش هذه الزيارة كان الأول وجهاً لوجه منذ صدور بيان اتفاق السلام، رغم وجود لقاءات سابقة في طهران واتصالات هاتفية بين الجانبين، معتبراً أنّ المحادثات كانت إيجابية وذات مواقف واضحة.
وبشأن المحطة الثانية من جولة الرئيس، أوضح المتحدث أنّ العلاقات بين إيران وبيلاروسيا بقيت مستقرة ومتنامية منذ استقلال الأخيرة عقب تفكك الاتحاد السوفيتي، لافتاً إلى أن مجالات التعاون تشمل التكنولوجيا والاقتصاد والزراعة، فضلاً عن المواقف المشتركة الرافضة للأحادية وخرق القوانين الدولية. وأكد أنّ البلدين سيتوجان الزيارة بتوقيع وثائق مهمة تفتح فصلاً جديداً في العلاقات الثنائية.
وفي حديث إذاعي تطرق بقائي إلى الذكرى الثانية والسبعين لانقلاب 28 مرداد 1332 (19 أغسطس/آب 1953)، واصفاً إياه بالـ"مخزي" و"المثال الواضح على التدخل الأجنبي"، مشدداً على أنّ إسقاط حكومة مصدق المنتخبة على يد أميركا وبريطانيا وإعادة النظام الديكتاتوري ترك آثاراً عميقة على السياسة الداخلية والخارجية الإيرانية ما زالت ملموسة حتى اليوم. كما أشار إلى إعدام الدكتور حسين فاطمي، وزير خارجية حكومة مصدق، معتبراً ذلك من الصفحات الأليمة في التاريخ الإيراني، وأن الشعب الإيراني يجدد كل عام رفضه للتدخل الأجنبي باستذكار هذه الأحداث.
وأكد المتحدث باسم الخارجية أنّ الوحدة الوطنية في مواجهة أطماع القوى الكبرى، وتعزيز العلاقات مع الجيران، هما ركيزتان أساسيتان لأمن إيران ومصالحها الوطنية. وأضاف أنّ ما تشهده المنطقة من أزمات، سواء في سوريا أو غيرها، يبرهن على أنّ الخلافات الداخلية بين دول المنطقة تُستغل فوراً من قِبل القوى الأجنبية.
وختم بقائي بأنّ التعاون بين إيران وأرمينيا يمثل نموذجاً عملياً للتقارب الإقليمي بهدف تعزيز أمن الحدود وتوسيع الشراكات، موضحاً أنّ التحركات الدبلوماسية الأخيرة تأتي في إطار "خارطة طريق شاملة للسياسة الخارجية" تستهدف تحقيق الأمن وصون المصالح الوطنية وتعزيز الدور الإيراني الفاعل في النظام الإقليمي.