شاركوا هذا الخبر

في مقابلة مع قناة الكوثر..

"حسين الديراني": الثورة الإسلامية ناصرت المقاومة وتبنت مشروع الوحدة الإسلامية رغم التحديات

أكد الباحث والمحلل السياسي "حسين الديراني" في مقابلة خاصة مع قناة الكوثر الفضائية، أن الثورة الإسلامية الإيرانية شكّلت منذ انتصارها منطلقاً لتحولات استراتيجية في مسار المقاومة الفلسطينية، كما رسّخت مفهوم الوحدة الإسلامية كمبدأ ديني وثابت عقائدي في سياستها الإقليمية، رغم ما يواجهه هذا المشروع من تحديات داخلية وخارجية.

خاص الكوثر - مقابلات

الثورة الإسلامية والمقاومة الفلسطينية 

قال "الديراني": منذ اليوم الأول لانتصار الثورة الإسلامية في إيران كانت القضية الفلسطينية تؤم الثورة ومتلازمة وجزء من عقيدة الثورة ودولة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقدمت الثورة السفارة الإسرائيلية التي كانت في طهران في زمن الشاه المخلوع هدية للشعب الفلسطيني وحولتها إلى سفارة فلسطين، واحتفل الرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" بانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية مع الشعب الإيراني بالانتصار العظيم، وجلس إلى جانب قائد الثورة الإمام الراحل روح الله الموسوي الخميني قدس سره منبهراً بالحدث العظيم. 

وأضاف: "كانت الثورة الإسلامية الإيرانية الناصر الوفي لكل التنظيمات القتالية ضد العدو الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين، ودعمت كل الفصائل الفلسطينية مادياً وعسكرياً وإعلامياً، وكان للشهيد القائد المقدس "قاسم سليماني" رضوان الله تعالى عليه دور فاعل في التدريب والتجهيز للمقاومة الفلسطينية في غزة بكل ما أمكن الوصول إليه ولهذا السبب ما زالت المقاومة تؤلم العدو بعمليات نوعية رغم الدمار الشامل في غزة.

الوحدة الإسلامية كمبدأ قرآني في السياسة الإيرانية

وفي تقييمه لمفهوم الوحدة الإسلامية، شدد الديراني على أن مفهوم الوحدة الإسلامية في سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية يعتبر مفهوماً قرآنياً ثابتاً وواجباً دينياً، وليس مفهوماً سياسياً، لأن الله سبحانه وتعالى أمر بوحدة المسلمين لقوله تعالى: 'وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا...'. وأوضح أن الجمهورية الإسلامية ملتزمة بهذا الواجب الديني وقد حققت نجاحات كبيرة من خلال عقد المؤتمرات السنوية الدورية، ودعوة العلماء من كافة المذاهب للمشاركة والتباحث في سبل تعزيز هذه الوحدة من أجل مصلحة الأمة ، مضيفاً أن هذا المشروع واجه حرباً من قبل أعداء الأمة لأنهم يعتبرونه خطراً على مشاريعهم الفتنوية لتمزيق الأمة.

إقرأ أيضاً:

الواقع الإقليمي وتحديات مشروع الوحدة

تابع الديراني قائلاً: إننا نجد اليوم سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي سياسة الانفتاح على كافة الدول المجاورة، والإعلان عن سبل التعاون في كافة المجالات السياسية والاقتصادية، وحتى التعاون العسكري من أجل سيادة واستقلال هذه الدول، بعيداً عن الهيمنة الغربية التي تدّعي حماية تلك الدول المجاورة للجمهورية الإسلامية .

وفي سياق آخر، أشار إلى أنه رغم كل ما يعانيه عالمنا العربي والإسلامي من تفرقة وانقسامات وتشرذم، ما زالت الجمهورية الإسلامية ثابتة في تبني واجب العمل على الوحدة الإسلامية، وتعتبر ذلك من واجبها الديني والأخلاقي مع إدراكها للتحديات التي تواجهها في هذا الطريق.

وأضاف: الإعلام الغربي المعادي استطاع أن يدخل بالذهن العربي والإسلامي أن عدوه هو إيران وليست إسرائيل، وبما أنني متابع دقيق لمواقع التواصل الاجتماعي أستطيع القول بأن العدو نجح إلى حد كبير في نشر سمومه وفتنته داخل المجتمعات العربية والإسلامية.

واستطرد قائلاً: ولمسنا ذلك بعد سقوط سوريا بيد الجماعات التكفيرية حيث انتقلت سوريا من محور المقاومة إلى محور التطبيع مع الكيان الصهيوني مع التصفيق والتهليل الشعبي السوري والعربي والإسلامي لهذا الانقلاب.

إيران وفصائل المقاومة: دعم لا تدخل

واختتم الديراني تصريحاته بالتأكيد على أن فصائل المقاومة جسد واحد رغم التنوعات العقائدية والسياسية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية مظلة تظلل هذا الجسد الحيوي النابض بروح التضحية والمقاومة، والداعمة بكل أشكال السبل لتعزيز قدرات فصائل المقاومة، وتعتبر ذلك جزءاً من دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا تخجل من تقديم الدعم.

وأكد: لكنها لا تتدخل في عمليات الفصائل المقاومة، وأننا نشاهد ما يفعله أنصار الله في اليمن من مواصلة حرب الإسناد حتى وقف العدوان الصهيوني على غزة، ومع كل ضربة يمنية مؤلمة للعدو الصهيوني، تقوم الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل" باتهام الجمهورية الإسلامية بالمسؤولية عن الضربة وتتوعد بالانتقام من طهران، رغم تأكيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية عدم مسؤوليتها عن تلك الضربات، وعندما تضرب كما ضربت بعملية الوعد الصادق واحد واثنين تعلن عن ذلك بكل افتخار وشجاعة.

أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة