خاص الكوثر - الوجه الآخر
قال الشيخ أخوان إن شخصية الزائر والوافد على الحوزة العلمية العريقة، التي تمتد أصولها إلى ما يقارب ألف عام، وهي حوزة النجف الأشرف ـ حفظها الله تعالى من الحدثان ـ تختلف من الناحية النوعية.
وأضاف: هو الذي يفد إلى النجف إنما يكون خلاصة للعلوم الحوزوية المتنوعة في حوزة قم المقدسة، التي هي أيضًا تتمتع بأصالة وعراقة، وإن كانت قد مرت بفترات انقطاع في التاريخ، خلافًا لحوزة النجف التي كانت متصلة وممتدة، فربما الحوزات العلمية، خصوصًا في ساحة الحديث، كانت منذ عصر إمامنا الصادق عليه السلام، قبل تأسيس حوزة النجف، ولولا القميون لضاع الدين.
إقرأ أيضاً:
وتابع أستاذ الدراسات العليا في الحوزة العلمية: باعتبار أننا ندمج بين النجف والكوفة، ونعتبر أن حوزة النجف هي امتداد لتلك الحوزة العظمى التي كانت في الكوفة، نعطيها الأصالة الأولية، ونعطيها الجدارة الأصلية. فحقيقةً، سماحة العلّامة، المتألّه، المتكلم البارع، الفقيه الكبير، الأصولي الخبير، المفسر العظيم، آية الله الشيخ عبد الله جوادي الآملي، قضى أكثر من سبعة عقود من عمره في تدوين وتجميع والتعمق في علوم أهل البيت عليهم السلام.
واختتم الشخ أخوان قوله: حتى بلغ إلى مستوى أن ما قدمه لنا القرآن الكريم، ورسول رب العالمين صلى الله عليه وآله، وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام، من العقائد الحقة، إذا به يدعمها ويوثقها بأقوى البراهين الفلسفية، وأقوى الأدلة العرفانية. لا من باب تبعية مدرسة القرآن والرسالة والولاية لهذه العلوم، بل من باب أن ما توصلت إليه هذه الجامعة المتكاملة، المتنامية، القرآنية، المحمدية، العلوية، الصادقية، إنما يكون مبرهنًا ومؤيدًا بالعلوم العقلية.