رؤى سياسية قرانية.. ح 5 (الدولة الاسلامية وحقوق الأقليات)

الأحد 25 إبريل 2021 - 15:03 بتوقيت مكة
رؤى سياسية قرانية.. ح 5 (الدولة الاسلامية وحقوق الأقليات)

القرآن الكريم-الكوثر: قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم:} وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ{ (سورة البقرة الآية 89).

الدولة الاسلامية...مباديء و خصائص

وفي سورة الحشر المباركة: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ (الحشر الآية 2)

1- قد يتسأل أحدنا كيف تواجد اليهود في الحجاز و لماذا..؟

وقد ذكر ان من أسباب مجيء اليهود إلى الحجاز نقطتين أساسيتين هما:

اولا ...اضطهاد الرومان لهم و ظلمهم مما اضطرهم إلى الهجرة إلى الحجاز بالخصوص إلى يثرب.

ثانيا ..هو ما كان علماؤهم مما ينشروه من بشارات بقرب ظهور النبي الجديد وذلك بما لديهم في كتبهم من إشارات وعلامات للظهور وأن ظهوره إنما يكون في الحجاز، وحتى أنهم كانوا يبشرون العرب بهذه البشارات وبصفات النبي الجديد.

وأن مجيئهم إلى يثرب هو لسبب أنهم قد عرفوا من خلال تلك البشارات والعلامات ان النبي سوف يولد قريبا في هذه الأرض المقدسة، وأنهم كانوا يطمعون في ان النبي يولد من أحد قبايلهم في هذه المنطقة وأنهم سوف تكون لهم السطوة على كل العرب .

2- وقد تحققت العلامات والإشارات وكانت الولادة  للنبي الاكرم (ص) ومن ثم ظهرت القدرة للنبي الأكرم (ص) ولكن لم يكن من احد قبايلهم لان ارادة الله فوق كل الارادات، ولهذا فإنهم وقفوا ضد الرسول (ص) حقدا وحسدا على الرغم من تيقنهم من تحقق كل العلامات وتيقنهم من انه هو الرسول الموعود، وقد أسلم قسم منهم إلا ان كثيرا منهم وقفوا بوجه الرسول (ص) وتآمروا عليه وحرضوا واثاروا الفتن مما اضطر الرسول الأكرم (ص) الى تنبيههم ونصحهم اولا و لم ينفع معهم.

3- إذن  اضطر الرسول الأكرم (ص) الى الرد عليهم وجهادهم ومجازاتهم بعدما لم يجد سبيلا لاقناعهم وتهدءتهم، ومع ذلك فإنه لم ينتقم منهم كما يفعل الطغاة، بل عاملهم معاملة انسانية فقد قام بترتيب عقد صلح وميثاق معهم ..

4- وقد ذكر في التفسير والتاريخ حول الآية أعلاه.. (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَاب....)، يعني انه تعالى ذكره بقوله: هُوَ الذي أخرج الذين جحدوا نبوّة محمد (ص) من أهل الكتاب، وهم يهود بني النضير من ديارهم، وذلك بطلبهم الخروج من المدينة حين صالحوا رسول الله (ص) على أن يؤمنهم على دمائهم ونسائهم وذراريهم، وعلى أن لهم ما أقلت الإبل من أموالهم، فأجابهم رسول الله (ص) إلى ذلك، فخرجوا من ديارهم، فمنهم من خرج إلى الشام، ومنهم من خرج إلى خيبر، فذلك قول الله عزّ وجلّ (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأوَّلِ الْحَشْرِ)  .وبقي آخرون من اليهود والنصارى في المدينة .

5- وقد دونت شروطا وبنودا بما نراه اليوم انها تمثل بنودا مهمة في دساتير الدول، وذلك باسم حقوق الأقليات في المجتمعات المختلفة، وكذلك هناك عقود اخرى عقدت مع نصارى نجران وغيرهم ويمكن تلخيص بنودها ....بما يلي:-

..حق العيش الكريم شريطة عدم التخريب و التآمر

..التعهد بالحفاظ على أمن الأقليات (حفظ دماءهم)

...التعهد بعدم التعرض لاموالهم وممتلكاتهم حال رعايتهم لشروط الأمن وعدم الإخلال بها

...لهم الحق الكامل لممارسة طقوسهم الدينية

...حق الاحتفاظ بتعالبمهم و مدارسهم و لغتهم

...حماية المسلمين لهم في حال وقوع أي غزو خارجي و غيرها كثير..

فهل يبقى هناك من شك في قدرة الاسلام في تثبيت أركان دولة حضارية وقد أرسى أصولها العدل الالهي، وارسى بناءها الرسول الأكرم (ص)، وكانت تلك الأدبيات والوقائع التاريخية والحضارية هي الملهم الأصيل لقوانين وحقوق الإنسان، في حين كانت المجتمعات الأخرى تعيش في ظلام الدكتاتوريات وظلم الاقطاعيات....

إقرأ أيضا رؤى سياسية قرانية.. ح 4 (قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء..)

 

علي العلوي / قم المقدسة

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 25 إبريل 2021 - 14:50 بتوقيت مكة
المزيد