سورة الواقعة... تفسير سورة الواقعة

الأربعاء 1 مايو 2019 - 11:19 بتوقيت مكة

اسلاميات_الكوثر: سورة الواقعة هي واحدةٌ من السّور القرآنيّة التي تَحمل في طيّاتها إعجازاً كبيراً وفضائل جليلة عديدة، وقد وردت الكَثير من فضائلها في الأحاديث النبويّة الشريفة.

سورة الواقعة - سورة 56 - عدد آياتها 96

بسم الله الرحمن الرحيم

إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ

لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ

خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ

إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا

وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا

فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا

وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً

فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ

وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ

وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ

أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ

فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ

ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ

وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ

عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ

مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ

يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ

بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ

لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ

وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ

وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ

وَحُورٌ عِينٌ

كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ

جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا

إِلاَّ قِيلا سَلامًا سَلامًا

وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ

فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ

وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ

وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ

وَمَاء مَّسْكُوبٍ

وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ

لّا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ

وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ

إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء

فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا

عُرُبًا أَتْرَابًا

لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ

ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ

وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ

وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ

فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ

وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ

لّا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ

إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ

وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ

وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ

أَوَ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ

قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ

لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ

ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ

لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ

فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ

فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ

فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ

هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ

نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ

أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ

أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ

نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ

عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ

وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ

أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ

أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ

لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ

إِنَّا لَمُغْرَمُونَ

بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ

أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ

أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ

لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ

أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ

أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ

نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ

فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ

فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ

وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ

إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ

فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ

لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ

تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ

أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ

وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ

فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ

وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ

وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ

فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ

تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ

فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ

وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ

فَسَلامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ

وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ

فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ

وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ

إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ

فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ

تفسير سورة الواقعة


1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء في كل ليلة جمعة " الواقعة " أحبه الله وحببه إلى الناس أجمعين، ولم ير في الدنيا بؤسا أبدا ولا فقرا ولا فاقة ولا آفة من آفات الدنيا وكان من رفقاء أمير المؤمنين عليه السلام، وهذه السورة لأمير المؤمنين خاصة لم يشركه فيها أحد.
 

2 - وباسناده عن الصادق عليه السلام قال: من اشتاق إلى الجنة والى صفتها فليقرء الواقعة ومن أحب أن ينظر إلى صفة النار فليقرأ سجدة لقمان.

 

3 - وباسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قرء الواقعة كل ليلة قبل ان ينام لقى الله عز وجل ووجهه كالقمر ليلة البدر.

 

4 - في مجمع البيان: أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من قرأ سورة الواقعة كتب ليس من الغافلين.

 

5 - وفيه عن عبد الله بن مسعود قال: انى سمعت رسول الله عليه السلام يقول: من قرء سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة ابدا.

 

6 - في كتاب الخصال عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: يا رسول الله أسرع إليك الشيب؟قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون.

 

7 - في أصول الكافي محمد بن أحمد عن عمه عبد الله بن الصلت عن الحسن بن علي بن بنت الياس عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: إن علي بن الحسين عليهما السلام لما حضرته الوفاة أغمي عليه، ثم فتح عينيه وقرأ:  " إذا وقعت الواقعة " " وانا فتحنا لك فتحا مبينا " وقال: الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين، ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا.

 

8 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة باسناده إلى علي بن النعمان عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك ان بي ثآليل كثيرة (1) وقد اغتممت بأمرها، فأسألك أن تعلمني شيئا انتفع به.

 

قال: خذ لكل ثالول سبع شعيرات، واقرأ على كل شعيرة سبع مرات " إذا وقعت الواقعة " إلى قوله: " فكانت هباءا منبثا " وقوله عز وجل: " ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا * فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى فيها عوجا ولا أمتا " ثم تأخذ الشعير شعيرة شعيرة، فامسح بها على كل ثالول، ثم صيرها في خرقة جديدة واربط على الخرقة حجرا وألقها في كنيف قال: ففعلت فنظرت إليها يوم السابع فإذا هي مثل راحتي، وينبغي أن يفعل ذلك في محاق الشهر

 

9 - في مصباح الكفعمي عن علي عليه السلام يقرأ من به الثالول فليقرء عليها هذه الآيات سبعا في نقصان الشهر " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار " " وبست الجبال بسا * فكانت هباءا منبثا ".

 

10 - في كتاب الخصال عن الزهري قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، والله ما الدنيا والآخرة الا ككفتي ميزان فأيهما رجح ذهب بالآخر، ثم تلا قوله عز وجل: إذا وقعت الواقعة يعنى القيامة ليس لوقعتها كاذبة خافضة خفضت والله بأعداء الله في النار رافعة رفعت والله أولياء الله إلى الجنة

 

11 - في تفسير علي بن إبراهيم " إذا وقعت الواقعة * ليس لوقعتها كاذبة " قال: القيامة هي حق، وقوله: " خافضة " قال: بأعداء الله " رافعة " لأولياء الله  إذا رجت الأرض رجا قال: يدق بعضها على بعض، وبست الجبال بسا قال: قلعت الجبال قلعا فكانت هباء منبثا قال: الهباء الذي يدخل في الكوة من شعاع الشمس.

 

وقوله: وكنتم أزواجا ثلاثة قال: يوم القيامة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وهم المؤمنون من أصحاب التبعات يوقفون للحساب (2) وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون الذين سبقوا إلى الجنة بلا حساب

 

12 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن جابر الجعفي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا جابر ان الله تبارك وتعالى خلق الخلق ثلاثة أصناف، وهو قوله عز وجل: " وكنتم أزواجا ثلاثة * فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة * وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشأمة * والسابقون السابقون * أولئك المقربون " فالسابقون هم رسل الله عليه السلام، وخاصة الله من خلقه، جعل فيهم خمسة أرواح أيدهم بروح القدس فبه عرفوا الأشياء، وأيدهم بروح الايمان فبه خافوا الله عز وجل، وأيدهم بروح القوة فبه قدروا على طاعة الله، وأيدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله عز وجل و كرهوا معصيته، وجعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس ويجيئون، وجعل في المؤمنين وأصحاب الميمنة روح الايمان فبه خافوا الله وجعل فيهم روح القوة فبه قدروا (3) على طاعة الله، وجعل فيهم روح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله وجعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس ويجيئون.

 

13 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد بن داود الغنوي عن الأصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين ان ناسا زعموا ان العبد لا يزنى وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، ولا يأكل الربا وهو مؤمن، ولا يسفك الدم الحرام و  هو مؤمن، فقد ثقل على هذا وحرج منه صدري حين أزعم، ان هذا العبد يصلى صلاتي ويدعو دعائي ويناكحني وأناكحه ويوارثني وأوارثه، وقد خرج من الايمان من أجل ذنب يسير أصابه؟فقال أمير المؤمنين عليه السلام: صدقت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: والدليل عليه كتاب الله: خلق الله عز وجل الناس على ثلاث طبقات وأنزلهم ثلاث منازل، فذلك قول الله عز وجل في الكتاب: " أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون السابقون " فاما ما ذكر من أمر السابقين فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة أرواح: روح القدس وروح الايمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن، فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين، وبها علموا الأشياء وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا (4) فهؤلاء مغفور لهم، مصفوح عن ذنوبهم، ثم قال: قال الله عز وجل: " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس، ثم قال في جماعتهم: " وأيدناه بروح منه " يقول: أكرمهم بها ففضلهم على من سواهم، فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم، ثم ذكر أصحاب الميمنة وهم المؤمنون حقا بأعيانهم، جعل الله فيهم أربعة أرواح روح الايمان وروح القوة، وروح الشهوة وروح البدن، فلا يزال العبد يستكمل هذه الأرواح الأربعة حتى يأتي عليه حالات فقال الرجل: يا أمير المؤمنين ما هذه الحالات؟فقال: أما أولهن فهو كما قال الله عز وجل: " ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا " فهذا ينتقض منه جميع الأرواح، وليس بالذي يخرج من دين الله لان الفاعل به رده إلى أرذل عمره، فهو لا يعرف للصلاة وقتا، ولا يستطيع التهجد بالليل ولا بالنهار، ولا القيام في الصف مع الناس، فهذا نقصان روح الايمان وليس يضره شيئا، وفيهم من ينتقض منه روح القوة، فلا يستطيع جهاد عدوه، و لا يستطيع طلب المعيشة، ومنهم من ينتقض منه روح الشهوة، فلو مرت به أصبح  بنات آدم لم يحن إليها (5) ولم يقم، وتبقى روح البدن فبه يدب ويدرج حتى يأتيه ملك الموت، فهذا بحال خير، لان الله عز وجل هو الفاعل به، وقد تأتى عليه حالات في قوته وشبابه فيهم بالخطيئة فيشجعه روح القوة وتزين له روح الشهوة، ويقوده روح البدن، حتى يوقعه في الخطيئة، فإذا لامسها نقص من الايمان، وتفصى منه.

 

فليس يعود فيه حتى يتوب، فإذا تاب تاب الله عليه، وان عاد ادخله الله نار جهنم، فأما أصحاب المشأمة فهم اليهود والنصارى، يقول الله عز وجل: " الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم " يعرفون محمدا والولاية في التوراة والإنجيل كما يعرفون أبناءهم في منازلهم " وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك " انك الرسول إليهم فلا تكونن من الممترين، فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم الله بذلك فسلبهم روح الايمان، واسكن أبدانهم ثلاثة أرواح: روح القوة، وروح الشهوة، وروح البدن، ثم أضافهم إلى الانعام، فقال: " ان هم الا كالانعام " لان الدابة انما تحمل بروح القوة: وتعتلف بروح الشهوة، وتسير بروح البدن.

 

فقال السائل: أحييت قلبي بإذن الله يا أمير المؤمنين.

 

14 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن علوان الكلبي عن علي بن الحسين العبدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي عن حذيفة بن اليمان ان رسول الله صلى الله عليه وآله ارسل إلى بلال فأمره ان ينادى بالصلاة قبل وقت كل يوم في شهر رجب لثلة عشر خلت منه، قال: فلما نادى بلال بالصلاة فزع الناس من ذلك فزعا شديدا وذعروا (6) وقالوا: رسول الله صلى الله عليه وآله بين أظهرنا لم يغب عنا ولم يمت فاجتمعوا وحشدوا (7) فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله يمشى حتى انتهى إلى باب من أبواب المسجد فأخذ بعضادته  وفى المسجد مكان يسمى السدة، فسلم ثم قال: هل تسمعون يا أهل السدة؟فقالوا: سمعنا وأطعنا فقال: هل تبلغون؟قالوا: ضمنا ذلك لك يا رسول الله، فقال: رسول الله يخبركم ان الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما وذلك قوله: " أصحاب اليمين وأصحاب الشمال " فأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير من أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني من خيرهما أثلاثا، وذلك قوله: " أصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة * وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشأمة * والسابقون السابقون " فأنا من السابقين وانا خير السابقين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

15 - في أصول الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن الحسن القمي عن إدريس بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية: " ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين " قال: عنى بها لم نك من اتباع الأئمة الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم " والسابقون السابقون أولئك المقربون " أما ترى الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة مصلى (8) فذلك الذي عنى حيث قال: " لم نك من المصلين " لم نك من اتباع السابقين.

 

16 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ان الايمان درجات و منازل يتفاضل المؤمنون فيها عند الله؟قال: نعم قلت: صفه لي رحمك الله حتى أفهمه، قال: إن الله سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم الرهان ثم فضلهم على درجات في السبق إليه، فجعل كل امرء منهم على درجة سبقه لا ينقصه فيها من حقه، ولا يتقدم مسبوق سابقا ومفضول فاضلا، تفاضل بذلك أوائل هذه الأمة وأواخرها، ولو لم يكن للسابق إلى الايمان فضل على المسبوق إذا للحق آخر هذه الأمة أولها، نعم ولتقدموهم إذا لم يكن لمن سبق إلى الايمان الفضل على من أبطأ عنه; ولكن بدرجات الايمان قدم الله السابقين، وبالابطاء عن الايمان أخر الله المقصرين، لأنا نجد من المؤمنين من الآخرين من هو أكثر عملا من الأولين وأكثرهم صلاة وصوما  وحجا وزكاة وجهادا وانفاقا، ولو لم يكن سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم بعضا عند الله لكان الآخرون بكثرة العمل مقدمين على الأولين، ولكن أبى الله عز وجل ان يدرك آخر درجات الايمان أولها، ويقدم فيها من أخر الله أو يؤخر فيها من قدم الله، قلت: اخبرني عما ندب الله عز وجل المؤمنين إليه من الاستباق إلى الايمان، فقال: قول الله عز وجل: " سابقوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله " وقال: " والسابقون السابقون أولئك " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

17 - في مجمع البيان " والسابقون السابقون " وقد قيل في السابقين إلى قوله: وقيل: الصلوات الخمس عن علي عليه السلام.

 

18 - وعن أبي جعفر عليه السلام قال: السابقون أربعة: ابن آدم المقتول، وسابق أمة موسى وهو مؤمن آل فرعون، وسابق أمة عيسى وهو حبيب، والسابق في أمة محمد صلى الله عليه وآله وهو علي بن أبي طالب عليهما السلام.

 

19 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن عمرو بن أبي المقدام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال أبى لأناس من الشيعة: أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله وأنتم السابقون الأولون والسابقون الآخرون.

 

والسابقون في الدنيا والسابقون في الآخرة إلى الجنة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

20 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله عز وجل: " والسابقون السابقون * أولئك المقربون في جنات النعيم " فقال: قال لي جبرئيل عليه السلام: ذلك على وشيعته هم السابقون إلى الجنة; المقربون من الله بكرامته لهم.

 

21 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال أبو عبد الله عليه السلام: زرارة و أبو بصير ومحمد بن مسلم وبريد من الذين قال الله: " والسابقون السابقون * أولئك المقربون " وقال عليه السلام: ما أحد أحيى ذكرنا وأحاديث أبى عليه السلام الا زرارة وأبو بصير ليث المرادي ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي لولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط  هذا، هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبى على حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الآخرة، قال أبو عبد الله عليه السلام: قال أبى لأناس من الشيعة: أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله، وأنتم السابقون الآخرون إلينا; السابقون في الدنيا إلى ولايتنا، والسابقون في الآخرة إلى الجنة، قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله وبضمان رسول الله صلى الله عليه وآله.

 

22 - قال أبو الحسن موسى عليه السلام: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر ثم ينادى: أين حواري علي بن أبي طالب وصى محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله، فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ومحمد بن أبي بكر وميثم بن يحيى التمار مولى بنى أسد، وأويس القرني قال: ثم ينادى المنادى: أين حواري الحسن بن علي بن فاطمة بنت محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله؟فيقوم سفيان بن ليلى الهمداني وحذيفة بن أسد الغفاري (9) قال: ثم ينادى: أين حواري الحسين بن علي؟فيقوم من استشهد معه ولم يتخلف عليه قال: ثم ينادى أين حواري علي بن الحسين؟فيقوم جبير بن مطعم ويحيى بن أم الطويل وأبو خالد الكابلي وسعيد بن المسيب، ثم ينادى: أين حواري محمد بن علي وحواري جعفر بن محمد؟فيقوم عبد الله بن شريك العامري وزرارة بن أعين وبريد بن معاوية العجلي ومحمد بن مسلم وأبو بصير ليث بن البختري المرادي، وعبد الله بن أبي يعفور، وعامر بن عبد الله بن جذاعة، و حجر بن زائدة، وحمران بن أعين، ثم ينادى ساير الشيعة مع ساير الأئمة عليهم السلام يوم القيامة فهؤلاء أول السابقين وأول المقربين وأول المتحورين من التابعين.

 

23 - في عيون الأخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده عن علي عليه السلام قال: " والسابقون السابقون أولئك المقربون " في نزلت

 

24 - في كتاب الخصال عن رجل من همدان عن أبيه قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: السباق خمسة، فانا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وصهيب سابق  الروم، وبلال سابق الحبش، وخباب سابق النبط.

 

25 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى خيثمة الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: ونحن السابقون السابقون ونحن الآخرون.

 

26 - وباسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان: فأنشدكم بالله أتعلمون حيث نزلت: " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار " و " السابقون السابقون أولئك المقربون " سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أنزلها الله تعالى في الأنبياء وأوصيائهم، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله، وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء؟قالوا: اللهم نعم.

 

27 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال الصادق عليه السلام: ثلة من الأولين: ابن آدم المقتول ومؤمن آل فرعون وصاحب ياسين وقليل من الآخرين علي بن أبي طالب.

 

28 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال: إن موسى عليه السلام ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: أوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم صاحب الأتان والبرنس والزيت والزيتون والمحراب (10) ومن بعده بصاحب الجمل الأحمر الطيب الطاهر المطهر اسمه احمد محمد الأمين من الباقين من ثلة الأولين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

29 - في مجمع البيان يطوف عليهم ولدان مخلدون اختلف في هذه الولدان فقيل: انهم أولاد أهل الدنيا لم يكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا  عليها، فأنزلوا هذه المنزلة عن علي عليه السلام.

 

وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله انه سئل عن أطفال المشركين؟فقال: هم خدم أهل الجنة.

 

30 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن سيد الادام في الدنيا والآخرة، فقال: اللحم أما سمعت قول الله عز وجل: ولحم طير مما يشتهون.

 

31 - علي بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عن جده عن علي صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللحم سيد الطعام في الدنيا والآخرة.

 

32 - وعنه عن علي بن الريان رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: سيد أدام الجنة اللحم.

 

33 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما قال: الفحش والكذب والغنا، وقوله: وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين قال: علي بن أبي طالب عليه السلام وأصحابه شيعته.

 

34 - في أصول الكافي أبو علي الأشعري ومحمد بن يحيى عن محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: لو علم الناس كيف ابتداء الخلق ما اختلف اثنان، ان الله عز وجل قبل أن يخلق الخلق قال: كن ماءا عذبا أخلق منك جنتي وأهل طاعتي، وكن ملحا أجاجا أخلق منك ناري وأهل معصيتي، ثم أمرهما فامتزجا فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر، والكافر المؤمن، ثم أخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا (11) فإذا هم كالذر يدبون فقال لأصحاب اليمين: إلى الجنة بسلام، وقال لأصحاب النار: إلى النار ولا أبالي، ثم أمر نارا فأسعرت فقال لأصحاب الشمال: ادخلوها فهابوها (12)  وقال لأصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فقال: كونى بردا وسلاما فكانت بردا وسلاما فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا، فقال: قد أقلتكم فادخلوها فذهبوا فهابوها فثم ثبتت الطاعة والمعصية فلا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء من هؤلاء (13).

 

35 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة ان رجلا سأل أبا جعفر عليه السلام عن قوله عز وجل: " وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " الآية فقال وأبوه يسمع عليهما السلام حدثني أبي ان الله عز وجل قبض قبضة من تراب التربة التي خلق منها آدم عليه السلام، فصب عليها العذب الفرات ثم تركها أربعين صباحا، ثم صب عليها الماء المالح الأجاج (14) فتركها أربعين صباحا فلما اختمرت الطينة أخذها فعركها عركا شديدا، فخرجوا كالذر من يمينه وشماله، وأمرهم جميعا ان يقعوا في النار، فدخل أصحاب اليمين فصارت عليهم بردا وسلاما وأبى أصحاب الشمال أن يدخلوها.

 

36 - علي بن محمد عن ابن أبي حماد عن الحسين بن يزيد عن الحسين بن علي بن أبي حمزة عن إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل لما أراد أن يخلق آدم عليه السلام بعث جبرئيل في أول ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة إلى سماء الدنيا، وأخذ من كل سماء تربة وقبض قبضة أخرى من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى فأمر عز وجل كلمته فأمسك القبضة الأولى بيمينه والقبضة الأخرى بشماله ففلق الطين فلقتين فذرا من الأرض ذروا (15) ومن السماء ذروا.

 

فقال للذي بيمينه: منك الرسل و  الأنبياء والأوصياء والصديقون والمؤمنون والسعداء ومن أريد كرامتهم، فوجب لهم ما قال كما قال، وقال للذي بشماله: منك الجبارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومن أريد هوانه وشقوته، فوجب لهم ما قال كما قال; والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

37 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن سيف عن أبيه عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفه ثم قال: أتدرون أيها الناس ما في كفى؟قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: فيها أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة، ثم رفع يده الشمال فقال: أيها الناس أتدرون ما في كفى؟قالوا: الله ورسوله اعلم، فقال: أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة; ثم قال: حكم الله وعدل، حكم الله وعدل، فريق في الجنة وفريق في السعير.

 

38 - في تفسير العياشي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه ان أصحاب اليمين هم الذين قبضهم الله من كتف آدم الأيمن، وذرأهم من صلبه، وأصحاب الشمال هم الذين قبضهم الله من كتف آدم الأيسر وذراهم في صلبه، وقد ذكرناه في سورة آل عمران عند قوله عز وجل: " وله أسلم من في السماوات " الآية.

 

(16)

 

39 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن أذينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كنا عنده فذكرنا رجلا من أصحابنا فقلنا فيه حدة فقال: من علامة المؤمن أن يكون فيه حدة، قال: فقلنا إن عامة أصحابنا فيهم حدة فقال: ان الله تبارك وتعالى في وقت ما ذرأهم أمر أصحاب اليمين وأنتم هم ان يدخلوا النار فدخلوها فأصابهم وهج (17) فالحدة من ذلك الوهج، وامر أصحاب الشمال - وهم مخالفوهم - ان يدخلوا النار فلم يفعلوا، فمن ثم لهم سمت (18) ولهم وقار.

 

40 - وباسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في حديث طويل:  مهما رأيت من نزق أصحابك وخرقهم (19) فهو مما أصابهم من لطخ أصحاب الشمال (20) وما رأيت من حسن شيم من خالفهم ووقار فيهم فهو من لطخ أصحاب اليمين.

 

41 - وباسناده إلى أبى اسحق الليثي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه من خلق الله طينة الشيعة وطينة الناصب وان الله مزج بينهما إلى قوله: فما رأيته من شيعتنا من زنا أو لواط أو ترك صلاة أو صيام أو حج أو جهاد أو خيانة أو كبيرة من هذه الكبائر فهو من طينة الناصب وعنصره الذي قد مزج فيه لان من سنخ الناصب وعنصره وطينته اكتساب المآثم والفواحش والكبائر، وما رأيت من الناصب ومواظبته على الصلاة و الصيام والزكاة والحج والجهاد وأبواب البر فهو من طينة المؤمن وسنخه الذي قد مزج فيه لان من سنخ المؤمن وعنصره وطينته اكتساب الحسنات واستعمال الخير واجتناب المآثم.

 

42 - وباسناده إلى محمد بن أبي عمير قال: قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام: اخبرني عن تختم أمير المؤمنين عليه السلام بيمينه لأي شئ كان؟فقال: انما كان يتختم بيمينه لأنه امام أصحاب اليمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد مدح الله عز وجل أصحاب اليمين وذم أصحاب الشمال، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

43 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: في سدر مخضود قال: شجر لا يكون له ورق ولا شوك فيه، وقرأ أبو عبد الله عليه السلام: وطلع منضود قال: بعضه إلى بعض.

 

44 - في مجمع البيان وروت العامة عن علي عليه السلام انه قرأ رجل عنده " وطلح منضود " فقال: ما شأن الطلح؟انما هو وطلع كقوله: " ونخل طلعها هضيم " فقيل له: الا تغيره؟فقال: ان القرآن لا يهاج اليوم ولا يحرك.

 

رواه عنه ابنه الحسن عليهما السلام وقيس بن سعد.

 

45 - ورواه أصحابنا عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: وطلح منضود " قال: لا.

 

46 - وورد في الخبر: ان في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مأة سنة لا يقطعها اقرؤا ان شئتم وظل ممدود وروى أيضا ان أوقات الجنة كغدوات الصيف لا يكون فيها حر ولا برد.

 

47 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله ونقل حديثا طويلا يقول فيه صلى الله عليه وآله حاكيا حال أهل الجنة: ويزور بعضهم بعضا.

 

ويتنعمون في جناتهم في ظل ممدود، في مثل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وأطيب من ذلك.

 

48 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن بعض أصحابه رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى أصلها في دار على وما في الجنة قصر ولا منزل الا ومنها فترفيها (21) أعلاها اسفاط حلل من سندس وإستبرق، يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط، في كل سفط مأة حلة، ما فيها حلة تشبه الأخرى على ألوان مختلفة، وهو ثياب أهل الجنة; ووسطها ظل ممدود; عرض الجنة كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله، يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مأتى عام فلا يقطعه، وذلك قوله: " وظل ممدود " وأسفلها ثمار أهل الجنة وطعامهم متذلل في بيوتهم، يكون في القضيب منها مأة لون من الفاكهة مما رأيتم في دار الدنيا ومما لم تروه، وما سمعتم به وما لم تسمعوا مثلها وكلما يجتني منها شئ نبتت مكانها أخرى، لا مقطوعة ولا ممنوعة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

49 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفر عليه السلام قال سئل: رسول الله صلى الله عليه وآله وذكر حديثا طويلا يقول فيه صلى الله عليه وآله حاكيا حال أهل الجنة: والثمار دانية منهم وهو قوله عز وجل: " ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا " من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذي يشتهيه من الثمار بفيه، وهو متكئ وان الأنواع من الفاكهة ليقلن لولى الله: يا ولى الله كلني قبل ان تأكل هذا قبلي.

 

50 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فمن أين قالوا: إن أهل الجنة يأتي الرجل منهم إلى ثمرة يتناولها فإذا اكلها عادت كهيئتها؟قال: نعم ذلك على قياس السراج يأتي القابس فيقتبس منه فلا ينقص من ضوئه شيئا وقد امتلئت منه الدنيا سراجا.

 

51 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف " الآية فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر عليه السلام قال: سأل علي عليه السلام رسول الله عن تفسير هذه الآية فقال: لماذا بنيت هذه الغرف يا رسول الله؟فقال: يا علي تلك الغرف بنى الله لأوليائه بالدر و الياقوت والزبرجد سقوفها الذهب محكوكة بالفضة (22) لكل غرفة منها ألف باب من ذهب على كل باب منها ملك موكل به، وفيها فرش مرفوعة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

وفى روضة الكافي مثله سواء.

 

52 - في مجمع البيان: وفرش مرفوعة أي بسط عالية إلى قوله: وقيل: معناه نساء مرتفعات القدر في عقولهن وحسنهن وكمالهن عن الجبائي قال: ولذلك عقبه بقوله: انا أنشأناهن انشاءا ويقال لامرأة الرجل: هي فراشه ومنه قول النبي صلى الله عليه وآله الولد للفراش وللعاهر الحجر.

 

53 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " انا أنشأناهن انشاءا " قال: الحور العين في الجنة فجعلناهن ابكارا عربا قال: لا يتكلمون الا بالعربية وقوله: أترابا يعنى مستويات الأسنان لأصحاب اليمين أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.

 

حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك يا ابن رسول الله شوقني فقال: يا أبا محمد ان في الجنة نهرا في حافتيه جوار نابتات إذا مر المؤمن بجارية أعجبته قلعها وأنبت الله مكانها أخرى.

 

قلت: جعلت فداك زدني قال: المؤمن يزوج ثمانمائة عذراء وأربعة آلاف ثيب وزوجتين من الحور العين، قلت: جعلت فداك ثمانمائة عذراء ؟! قال: نعم ما يفترش منهن  شيئا الا وجدها كذلك، قلت: جعلت فداك من أي شئ خلقن الحور العين؟قال: من تربة الجنة النورانية ويرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة كبدها مرآته وكبده مرآتها، قلت: جعلت فداك لهن كلام يتكلمن به أهل الجنة؟قال: نعم كلام يتكلمن به لم يسمع الخلايق أعذب منه، قلت: ما هو؟قال: يقلن بأصوات رحيمة: نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نبؤس ونحن المقيمات فلا نظعن، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن خلق لنا، وطوبى لمن خلقنا له، ونحن اللواتي لو أن قرن (23) إحدانا علق في جو السماء لاغشى نوره الابصار; و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

54 - في مجمع البيان عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه فضل الغزاة وفيه: ويجعل الله روحه في حواصل طير (24) خضر تسرح في الجنة حيث تشاء تأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش، ويعطى الرجل منهم سبعين غرفة من غرف الفردوس، سلوك كل غرفة ما بين صنعاء والشام يملأ نورها ما بين الخافقين، في كل غرفة سبعون بابا على كل باب سبعون مصراعا من ذهب، على كل باب سبعون نبلة (25) في كل غرفة سبعون خيمة في كل خيمة سبعون سريرا من ذهب، قوائمها الدر والزبرجد; موصولة بقضبان الزمرد على كل سرير أربعون فراشا، غلظ كل فراش أربعون ذراعا، على كل فراش زوجة من الحور العين عربا أترابا، فقال: أخبرني يا أمير المؤمنين عن عروبة، قال: هي الغنجة الرضية الشهية لها سبعون ألف وصيف وسبعون الف وصيفة، ضعف الحلى (26) بيض الوجوه، عليهن تيجان اللؤلؤ، على رقابهن المناديل بأيديهم  الأكوبة والأباريق.

 

55 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فكيف تكون الحوراء في كل ما أتاها زوجها عذراء؟قال: خلقت من الطيب، لا تعتريها عاهة، ولا يخالط جسمها آفة، ولا يجرى في ثقبها شئ ولا يدنسها حيض، فالرحم ملتزقة إذ ليس فيه لسوى الإحليل مجرى.

 

56 - في جوامع الجامع " انا أنشأناهن انشاءا " وعن النبي صلى الله عليه وآله قال لام سلمة: هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجايز شمطاء رمصاء (27) جعلهن الله بعد الكبر أترابا على ميلاد واحد في الاستواء، كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكارا، فلما سمعت عايشة بذلك قالت: وأوجعاه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليس هناك وجع.

 

57 - وفى الحديث يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلث وثلاثين.

 

58 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن علي بن أسباط عن سالم بياع الزطي قال: سمعت أبا سعيد المدايني يسأل أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: ثلة من الأولين وثلة من الآخرين قال: ثلة من الأولين خربيل مؤمن آل فرعون و " ثلة من الآخرين " علي بن أبي طالب عليه السلام.

 

59 - وفيه وقوله: " ثلة من الأولين " قال: من الطبقة التي كانت مع النبي صلى الله عليه وآله " وثلة من الآخرين " قال: بعد النبي صلى الله عليه وآله من هذه الأمة.

 

60 - في كتاب الخصال عن سليمان بن يزيد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أهل الجنة مأة وعشرون صفا، هذه الأمة منها ثمانون صفا.

 

61 - في مجمع البيان " ثلة من الأولين وثلة من الآخرين " أي جماعة من الأمم الماضية التي كانت قبل هذه الأمة وجماعة من مؤمني هذه الأمة، وهذا قول مقاتل وعطا وجماعة من المفسرين، وذهب جماعة منهم إلى أن الثلتين، جميعا من هذه الأمة، وهو قول مجاهد والضحاك واختاره الزجاج، وروى ذلك مرفوعا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: جميع الثلتين من أمتي، و مما يؤيد القول الأول ويعضده من طريق الرواية ما رواه نقلة الاخبار بالاسناد عن ابن مسعود قال: تحدثنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة حتى أكثرنا الحديث ثم رجعنا إلى أهلنا فلما أصبحنا غدونا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: عرضت على الأنبياء الليلة بأتباعها من أممها فكان النبي يجيئ معه الثلة من أمته والنبي معه العصابة من أمته والنبي معه النفس من أمته، والنبي معه الرجل من أمته، والنبي ما معه من أمته أحد حتى أتى أخي موسى في كبكبة من بني إسرائيل، فلما رأيتهم أعجبوني فقلت: أي رب من هؤلاء؟فقال: أخوك موسى بن عمران ومن معه من بني إسرائيل فقلت: رب فأين أمتي؟فقال: انظر عن يمينك فإذا ظراب مكة (28) قد سدت بوجوه الرجال فقلت: من هؤلاء فقيل: هؤلاء أمتك أرضيت؟قلت: رب رضيت فقيل: ان مع هؤلاء سبعين ألفا من أمتك يدخلون الجنة لا حساب عليهم، قال: فأنشأ عكاشة بن محصن من بنى أسد بن خزيمة فقال: يا نبي الله ادع ربك ان يجعلني منهم، فقال: اللهم اجعله منهم، ثم أنشأ رجل آخر فقال: يا نبي الله ادع ربك ان يجعلني منهم، فقال سبقك بها عكاشة، فقال النبي صلى الله عليه وآله: فداكم أبى وأمي ان استطعتم ان تكونوا من السبعين فكونوا، وان عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب، فان عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الأفق، وانى قد رأيت ثم ناسا كثيرا يتهاوشون (29) كثيرا فقلت: هؤلاء السبعون ألفا فاتفق رأينا على أنهم ناس ولدوا  في الاسلام، فلم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه، فانتهى حديثهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ليس كذلك ولكنهم الذين لا يسرفون ولا يتكبرون ولا يبطرون (30) وعلى ربهم يتوكلون، ثم قال: انى لأرجو أن يكون من تبعني ربع الجنة قال: فكبرنا، ثم قال: انى لأرجو ان يكونوا ثلث أهل الجنة فكبرنا، ثم قال: انى لأرجو ان يكونوا شطر أهل الجنة ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله: " ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ".

 

62 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن ابن عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: والكتاب الامام، ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله: ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم إلى آخر الآية.

 

63 - في تفسير علي بن إبراهيم " وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال " قال: أصحاب الشمال أعداء آل محمد وأصحابه الذين والوهم " في سموم وحميم " قال: السموم اسم النار " وحميم " ماء قد حمى " وظل من يحموم " قال: ظلمة شديدة الحر لا بارد ولا كريم قال: ليس بطيب.

 

64 - في تفسير العياشي عن محمد بن هاشم عمن أخبره عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال له الأبرش الكلبي: بلغنا انك قلت في قول الله: " يوم تبدل الأرض " انها تبدل خبزة فقال أبو جعفر عليه السلام: صدقوا تبدل الأرض خبزة نقية في الموقف يأكلون منها، فضحك الأبرش وقال: أمالهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز؟فقال: ويحك أي المنزلتين هم أشد شغلا وأسوء حالا؟إذا هم في الموقف أو في النار يعذبون؟فقال: لا في النار، فقال ويحك وان الله يقول: لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم قال: فسكت.

 

65 - وفيه في خبر آخر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن ابن آدم خلق أجوف لا بدله من الطعام والشراب.

 

66 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن القاسم بن  عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل خلق ابن آدم أجوف لابد له من الطعام والشراب، وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

67 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله عن أبي عبد الله عليه السلام عن جبرئيل عليه السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال النار وفيه يقول مخاطبا لرسول الله صلى الله عليه وآله: ولو أن قطرة من الزقوم والضريع قطرت في شراب أهل الدنيا مات أهل الدنيا من نتنها.

 

68 - في تفسير علي بن إبراهيم " فشاربون شرب الهيم " قال: من الزقوم، والهيم الإبل.

 

69 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى محمد بن علي الكوفي باسناد رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام انه قيل له: الرجل يشرب بنفس واحد؟قال: لا بأس، قلت: فان من قبلنا يقول ذلك شرب الهيم؟فقال: انما شرب الهيم ما لم يذكر اسم الله عليه.

 

70 - وباسناده إلى عثمان بن عيسى عن شيخ من أهل المدينة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل شرب فلا يقطع حتى يروى؟فقال: وهل اللذة الا ذاك؟قلت: فإنهم يقولون: انه شرب الهيم؟فقال: كذبوا انما شرب الهيم ما لم يذكر اسم الله عليه.

 

71 - وباسناده إلى عبد الله بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة أنفاس في الشرب أفضل من نفس واحد في الشرب، وقال: كان يكره ان يشبه بالهيم قلت: وما الهيم قال: الرمل (31) وفى حديث آخر هي الإبل.

 

72 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن هشام عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يشرب بنفس واحد قال: يكره ذلك، ويقال: ذلك شرب الهيم، قلت: وما الهيم؟قال: الإبل.

 

73 - عنه عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته  عن الشرب بنفس واحد فكرهه، وقال ذلك شرب الهيم، قلت: وما الهيم؟قال: الإبل.

 

74 - عنه عن ابن فضال عن غالب بن عيسى عن روح بن عبد الرحيم قال: كان أبو عبد الله عليه السلام يكره ان يتشبه بالهيم، قلت: وما الهيم؟قال الكثيب (32)

 

75 - عن أبي أيوب المدائني عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام انه كان يكره ان يتشبه بالهيم، قلت: وما الهيم؟قال: الرمل

 

76 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يشرب بالنفس الواحد؟قال: يكره ذلك وذلك شرب الهيم قال: وما الهيم؟قال: الإبل.

 

77 - عنه عن النضر بن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ثلاثة أنفاس أفضل في الشرب من نفس واحد، وكان يكره ان يتشبه بالهيم، وقال: الهيم النيب (33)

 

78 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: هذا نزلهم يوم الدين قال: هذا شرابهم يوم المجازاة.

 

79 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن ابن بكير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أردت ان تزرع زرعا فخذ قبضة من البذر واستقبل القبلة وقل: أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ثلاث مرات، ثم تقول: بل الله الزارع ثلاث مرات، ثم قل: اللهم اجعله مباركا وارزقنا فيه السلامة ثم انشر القبضة التي في يدك في القراح (34)

 

80 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن سدير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن بني إسرائيل اتوا موسى عليه السلام فسألوه ان يسأل الله عز وجل ان يمطر السماء عليهم إذا أرادوا ويحبسها إذا أرادوا فسأل الله عز وجل لهم ذلك فقال الله عز وجل ذلك لهم، فأخبرهم موسى فحرثوا ولم يتركوا  شيئا الا زرعوه، ثم استنزلوا المطر على ارادتهم وحبسوه على ارادتهم، فصارت زروعهم كأنها الجبال والآجام (35) ثم حصدوا وداسوا وذروا فلم يجدوا شيئا، فضجوا إلى موسى عليه السلام وقالوا: انما سألناك ان تسأل الله ان يمطر السماء علينا إذا أردنا فأجابنا ثم صيرها علينا ضررا، فقال: يا رب ان بني إسرائيل ضجوا مما صنعت بهم، فقال: ومم ذاك يا موسى؟قال: سألوني ان أسألك ان تمطر السماء إذا أرادوا وتحسبها إذا أرادوا فأجبتهم ثم صيرتها ضررا فقال: يا موسى انا كنت المقدر لبنى إسرائيل فلم يرضوا بتقديري فأجبتهم إلى ارادتهم فكان ما رأيت.

 

81 - محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن إبراهيم بن عقبة عن صالح بن علي بن عطية عن رجل ذكره قال: مر أبو عبد الله عليه السلام بناس من الأنصار وهم يحرثون فقال لهم: احرثوا فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ينبت الله بالريح كما ينبت بالمطر قال: فحرثوا فجاءت زروعهم.

 

82 - علي بن محمد رفعه قال: قال عليه السلام: (36) إذا غرست غرسا أو نبتا فاقرأ على كل عود أو حبة: سبحانه الباعث الوارث، فإنه لا يكاد يخطى إن شاء الله

 

83 - في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لا يقولن أحدكم زرعت وليقل: حرثت.

 

84 - في تفسير علي بن إبراهيم: أأنتم أنزلتموه من المزن قال: من السحاب نحن جعلناها تذكرة لنار يوم القيامة ومتاعا للمقوين قال: المحتاجين.

 

85 - وفيه قال أبو عبد الله عليه السلام: ان ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم، وقد أطفيت سبعين مرة بالماء ثم التهبت، ولولا ذلك ما استطاع آدمي ان يطفيها، وانها ليؤتى بها يوم القيامة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل الا جثى على ركبتيه (37) فزعا من صرختها.

 

86 - فيمن لا يحضره الفقيه لما أنزل الله سبحانه: فسبح باسم ربك العظيم قال النبي صلى الله عليه وآله: اجعلوها في ركوعكم.

 

87 - وروى عن جويرية بن مسهر في خبر رد الشمس على أمير المؤمنين عليه السلام ببابل أنه قال: فالتفت إلى وقال: يا جويرية بن مسهر ان الله عز وجل يقول: " فسبح باسم ربك العظيم " وانى سألت الله عز وجل باسمه العظيم فرد على الشمس.

 

88 - في مجمع البيان فقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله انه لما نزلت هذه الآية فقال: اجعلوها في ركوعكم.

 

89 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: فلا أقسم بمواقع النجوم قال: معناه فأقسم بمواقع النجوم.

 

90 - في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام ان مواقع النجوم رجومها للشياطين، فكان المشركون يقسمون بها، فقال سبحانه: فلا أقسم بها.

 

91 - في الكافي علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " فلا أقسم بمواقع النجوم " قال: كان أهل الجاهلية يحلفون بها، فقال الله عز وجل: " فلا أقسم بمواقع النجوم " قال: عظم أمر من يحلف بها.

 

92 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار عن يونس عن بعض أصحابنا قال: سألته عن قول الله عز وجل: " فلا أقسم بمواقع النجوم " قال: عظم اثم من يحلف بها.

 

93 - في من لا يحضره الفقيه وروى عن المفضل بن عمر الجعفي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله عز وجل: " فلا أقسم بمواقع النجوم * وانه لقسم لقسم لو تعلمون عظيم " يعنى به اليمين بالبراءة من الأئمة عليهم السلام، يحلف بها الرجل يقول: إن ذلك عند الله عظيم، وهذا الحديث في نوادر الحكمة " انتهى "

 

94 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الرحيم القصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن " ن والقلم " قال: إن الله خلق القلم من  شجرة في الجنة يقال لها الخلد.

 

ثم قال لنهر في الجنة: كن مدادا، فجمد النهر وكان أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب، قال: يا رب وما اكتب؟قال: اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش، ثم ختم على فم القلم فلم ينطق بعد ولا ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ كلها أو لستم عربا؟فكيف لا تعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه: انسخ ذلك الكتاب؟أوليس انما ينسخ من كتاب آخر من الأصل؟وهو قوله: " انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ".

 

95 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله لما استخلف عمر سأل عليا عليه السلام ان يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال: يا أبا الحسن ان جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبى بكر حتى يجتمع عليه فقال عليه السلام: هيهات ليس إلى ذلك سبيل، انما جئت به إلى أبى بكر لتقوم الحجة عليكم، ولا تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا ما جئتنا به، فان القرآن الذي عندي لا يمسه الا المطهرون، والأوصياء من ولدى، فقال عمر: فهل وقت لاظهاره معلوم؟قال علي عليه السلام: نعم إذا قام القائم من ولدى يظهره، ويحمل الناس على فتجرى السنة به.

 

96 - في الاستبصار علي بن الحسن بن فضال عن جعفر بن محمد بن حكيم وجعفر بن محمد بن أبي الصباح جميعا عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن عليه السلام قال: المصحف لا تمسه على غير طهر، ولا جنبا ولا تمس خطه ولا تعلقه ان الله تعالى يقول: " لا يمسه الا المطهرون ".

 

97 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن التعويذ يعلق على الحائض؟قال: نعم لا بأس، قال: وقال: تقرأه وتكتبه ولا تصيبه يدها.

 

98 - في مجمع البيان " لا يمسه الا المطهرون " وقيل: من الاحداث والجنابات وقال: لا يجوز للجنب والحائض والمحدث مس المصحف، عن محمد بن علي  الباقر عليه السلام وهو مذهب مالك والشافعي، فيكون خبرا بمعنى النهى، وعندنا ان الضمير يعود إلى القرآن، فلا يجوز لغير الطاهر مس كتابة القرآن.

 

99 - وقرأ علي عليه السلام وابن عباس ورويت عن النبي صلى الله عليه وآله وتجعلون شكركم.

 

100 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة وأحمد بن الحسن القزاز جميعا عن الصالح بن خالد عن ثابت بن شريح قال: حدثني أبان بن تغلب عن عبد الاعلى التغلبي ولا أراني الا وقد سمعته من عبد الاعلى قال: حدثني أبو عبد الرحمن السلمى ان عليا عليه السلام قرأ بهم الواقعة فقال: " تجعلون شكركم انكم تكذبون " فلما انصرف قال: انى قد عرفت انه سيقول قائل له من قرأ هكذا قراءتها، انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقرء كذلك وكانوا إذا مطروا قالوا أمطرنا بنوء كذا وكذا، فأنزل الله " وتجعلون شكركم انكم تكذبون ".

 

101 - حدثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن داود عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " وتجعلون رزقكم انكم تكذبون " فقال: بل هي " وتجعلون شكركم انكم تكذبون " وقال علي بن إبراهيم في قوله: فلولا إذا بلغت الحلقوم الآية يعنى النفس، قال: معناه فإذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون، إلى قوله: غير مدينين قال: معناه فلو كنتم غير مجازين على أفعالكم ترجعونها يعنى به الروح إذا بلغت الحلقوم تردونها في البدن ان كنتم صادقين.

 

102 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن سليمان بن داود عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام قوله عز وجل: " فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم " إلى قوله: " ان كنتم صادقين " فقال: انها إذا بلغت الحلقوم ثم أرى منزله من الجنة، فيقول: ردوني إلى الدنيا حتى أخبر أهلي بما أرى، فيقال له: ليس إلى ذلك سبيل،

 

103 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى موسى بن جعفر عن أبيه الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: إذا مات المؤمن شيعه سبعون ألف ملك إلى قبره، فإذا أدخل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ويقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟فيقول: ربى الله ومحمد نبيي والاسلام ديني، فيفسحان له في قبره مد بصره، ويأتيانه بالطعام من الجنة; ويدخلان عليه الروح والريحان، وذلك قول الله عز وجل: فاما إن كان من المقربين فروح وريحان يعنى في قبره وجنة نعيم يعنى في الآخرة.

 

104 - وباسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: نزلت هاتان الآيتان في أهل ولايتنا وأهل عداوتنا " فاما إن كان من المقربين * فروح وريحان " يعنى في قبره " وجنة نعيم " يعنى في الآخرة.

 

105 - في مجمع البيان قرأ يعقوب " فروح " بضم الراء وهو قراءة النبي صلى الله عليه وآله وأبى جعفر الباقر عليه السلام.

 

106 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر والحسن بن علي جميعا عن أبي جميلة مفضل بن صالح عن جابر عن عبد الاعلى وعلي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان أبن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة مثل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى عمله فيقول: والله انى كنت فيك لزاهد، وان كنت على لثقيلا، فماذا عندك؟فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك; قال: فإن كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا وأحسنهم منظرا وأحسنهم رياشا، فيقول: أبشر بروح وريحان وجنة نعيم، ومقدمك خير مقدم، فيقول له: من أنت؟فيقول: أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنة.

 

107 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن إسحاق بن عبد العزيز عن أبي بصير قال: سمعت  أبا عبد الله عليه السلام يقول: " فاما إن كان من المقربين فروح وريحان " في قبره " وجنة نعيم " في الآخرة.

 

108 - وفيه وقوله: فاما إن كان من أصحاب اليمين يعنى من كان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام فسلام لك من أصحاب اليمين ان لا يعذبوا.

 

109 - في روضة الكافي الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن معاوية بن حكيم عن بعض رجاله عن عنبسة بن بجاد عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " فاما إن كان من أصحاب اليمين * فسلام لك من أصحاب اليمين " فقال علي عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: هم شيعتك فسلم ولدك منهم ان يقتلوهم.

 

110 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأنزل في الواقعة: واما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم فهؤلاء مشركون.

 

111 - في تفسير علي بن إبراهيم " واما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم " في أعداء آل محمد.

 

112 - وفيه متصل بآخر ما نقلنا عنه أولا أعنى قوله في الآخرة: " واما إن كان من المكذبين الضالين * فنزل من حميم " في قبره " وتصلية جحيم " في الآخرة.

 

113 - في أمالي الصدوق رحمه الله متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى قوله عليه السلام: يعنى في الآخرة ثم قال عليه السلام: إذا مات الكافر شيعه سبعون ألفا من الزبانية إلى قبره، وانه ليناشد حامليه بقول يسمعه كل شئ الا الثقلان، ويقول: لو أن لي كرة فأكون من المؤمنين، ويقول: " رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت " فتجيبه الزبانية: " كلا انها كلمة أنت قائلها " ويناديهم ملك: لورد لعاد لما نهى عنه فإذا أدخل قبره وفارقه الناس أتاه منكر ونكير في أهول صورة، فيقيمانه ثم يقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟فيتلجلج لسانه ولا يقدر على الجواب، فيضربانه  ضربة من عذاب الله يذعر لها

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 1 مايو 2019 - 11:18 بتوقيت مكة