يوم القدس العالمي...لا تستهينوا به

الأربعاء 6 يونيو 2018 - 13:21 بتوقيت مكة
يوم القدس العالمي...لا تستهينوا به

إن للقدس بركات وخيرات كبيرة لا يحس بأهميتها إلا من رزقه الله توفيق الجهاد في سبيل الله...

النائب الحاج محمد رعد

ليست القدس موقعاً جغرافياً مميزاً وحسب، وليست منطقة زاخرة بالصناعات أو الثروات لكنها تمثل المعبر التاريخي لحملة كبيرة من الحضارات الإنسانية ومهبطاً لوحي الرسالات السماوية المتعاقبة، ومفصلًا استراتيجياً يؤشر إلى كل الأوضاع المنطقة ومستقبلها.

لقد سميت القدس بالمدينة الوازنة أي التي تزن بثقلها ووضعها السياسي والعسكري ما يعادل أوضاع المنطقة برمتها، قلق القدس يعكس قلقاً دائماً وواسعاً في البلاد من حولها واستقرار القدس يشيع حالة الاستقرار في كل المنطقة من حولها، وفي كل المحطات التاريخية التي شهدت تحولات حضارية في المنطقة كانت القدس تمثل هذا الدور المؤشر.

المسألة إذاً هي مسألة لها طابع وجودي ولها طابع الهوية الحضارية التي ترمز إليها، ولذلك كان تأكيد الإمام الخميني رضوان الله عليه من أجل الحفاظ على الخط الجهادي الذي أطلقه باتجاه تحرير بيت المقدس وكل الأراضي الإسلامية والعربية المحتلة، ومن أجل إعطاء زخم عميق وبعيد المدى للصراع ضد الصهاينة المحتلين للقدس وفلسطين.

ولذلك كان يوم‏ القدس‏ العالمي‏، يوم الجمعة الأخير من أفضل الأيام العشرة من شهر رمضان المبارك، ليتناسب موقعه مع قداسة المعنى الذي يوحي به ويعبر عنه.

إن القدس بما هي مؤشر لحال المسلمين في المنطقة، فقد كان يوم القدس يوم قيام المستضعفين بوجه المستكبرين، ويوم إحياء الإسلام .. لأن القدس إذا كانت محررة من الغزو والغزاة، فإنها تعكس سيادة المسلمين واستقلالهم وحريتهم، فإن يوم القدس يصبح إحياؤه من أهم الواجبات التي تقام بها الفرائض، ولذلك أكد الإمام الخميني المقدس على وجوب عدم التخلف عن إحياء مراسم هذا اليوم العظيم.

إن المعركة الحضارية والوجودية القائمة فعلًا بين الإسلام والاستكبار العالمي، والتي تحتدم عند محور بيت المقدس .. فإنها وإن كان لها جبهات متنوعة ومتعددة على امتداد العالم الإسلامي إلَّا أن الخط الساخن والفاصل فيها يبقى خط الصراع على القدس.

وإن الأمة التي لا تملك نفس الجهاد المختزن والذي يملك فائضاً يؤهل مجاهديه لمواصلة معاركهم حتى بلوغ بيت المقدس لاستئصال الوجود الصهيوني من حيث أنشأ دعائمه وأركانه فإنها ستتعب وتسترخي أثناء المسير، ليعود العدو وينقض عليها وينجز على ما حققته من إبداعات.

إن المقاومة الإسلامية التي استحضرت وهي تقاتل العدو الصهيوني في جبل عامل والبقاع الغربي، عزيمة مواصلة الجهاد وبالشكل الذي يناسب كل مرحلة وكل ظرف من ظروف الصراع، استطاعت بفضل الله وعونه أن تفرض الهزيمة على الصهاينة

وتجبرهم على الاعتراف بها مراراً وتكراراً وتدفعهم للاستغاثة من أجل الانسحاب من لبنان.

صحيح أن الانسحاب الذي يريده الإسرائيليون حتى الآن هو انسحاب مشروط بضمانات، لكن هذه الشروط إنما لا يزال الإسرائيلي يطرحها لأنه يراهن أن ثمة مكتسبات قد يحققها من خلال التفاوض حول ساحات أخرى، ولا يرى ضرورة الآن للتخلي عن شروط المناورة في لبنان قبل أن تغلق أمامه نوافذ أي تقدم على الجبهات الأخرى.

إننا على يقين بأن العدو الصهيوني لو كان يُقاوم على كل الساحات العربية والإسلامية الأخرى بمثل ما تمت مقاومته في جنوب لبنان، لما كان أمامه بد من الخضوع والانهزام والفرار غير المشروط من أرضنا كلها دون قيد أو شرط.

إن للقدس بركات وخيرات كبيرة لا يحس بأهميتها إلا من رزقه الله توفيق الجهاد في سبيل الله، جعلنا الله منهم ومن الملتزمين سبيلهم إنه نعم المولى ونعم الوكيل.

المصدر:بقية الله

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 6 يونيو 2018 - 13:20 بتوقيت مكة