ويشير التقرير، إلى أن تيلرسون ضغط على السعودية، من خلال توطيد العلاقات مع بغداد، في وقت يسعى فيه العراق لإعادة بناء نفسها، بعد ثلاث سنوات من الحرب ضد تنظيم داعش.
ويذكر الكاتبان أن الدبلوماسي الأمريكي اجتمع بالملك سلمان ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الأحد في الرياض، حيث عقد المسؤولون الثلاثة أول جلسة لمجلس التنسيق السعودي ـ العراقي.
وتستدرك الصحيفة بأن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف هاجم تيلرسون، في تغريدة على "تويتر"، مشيرا إلى أنه قصد القول بأنه يجب على الشيعة العراقيين الذهاب إلى إيران، وكتب ظريف: "أي بلد بالضبط يجب على العراقيين، الذين نهضوا للدفاع عن بيوتهم ضد تنظيم داعش، أن يعودوا إليه؟"، ووصف السياسة الخارجية الأمريكية بـ"المخزية"، التي يحددها "البترودولار".
وينوه التقرير إلى أنه يوجد لأمريكا حوالي 5000 جندي في العراق، حيث كانوا يساعدون الجيش الوطني العراقي والبيشمركة الكردية في الحرب ضد تنظيم داعش، حسب التقرير، مشيرا إلى أن البنتاغون لم يلمح إلى أن انسحاب القوات الأمريكية أصبح وشيكا.
وأضاف المسؤول الأمريكي رفيع المستوى أنه في المحصلة تأمل كل من واشنطن وبغداد أن تتحول القوى المقاتلة في العراق كلها إلى قوة واحدة، تعود مسؤوليتها للدولة العراقية، حسب زعمه.
ويضيف الكاتبان أنه في الوقت ذاته، تسعى كل من أمريكا والسعودية إلى سحب العراق الى طرفهما، فقامت السعودية بفتح حدودها مع العراق لأول مرة منذ عقود، وأعادت رحلات الطيران المباشرة بين الرياض وبغداد، وتأمل واشنطن بأن تتعمق العلاقات السياسية والاقتصادية، من خلال مجلس التنسيق السعودي ـ العراقي حديث الإنشاء.
وتفيد الصحيفة بأن تيلرسون حث السعودية على المشاركة في إعادة بناء العراق، في الوقت الذي تسعى فيه بغداد إلى إعادة بناء البلد، بعد ثلاث سنوات دمرت مدنا في جميع أنحاء البلد، ودعا أيضا إلى إحياء الاقتصاد الضروري للحفاظ على السلام الذي اكتسب بصعوبة.
ويشير التقرير إلى أن كلا من الحكومة السعودية والعراقية وضعتا يوم الأحد خططا لتوثيق العلاقات التجارية، وقال البلدان في بيان مشترك بأنهما سيقومان بالتطوير المشترك للمناطق الحدودية، ومراجعة القواعد التجارية، وقالت السعودية إنها تفكر في المساعدة في تمويل بناء الطرق في جنوب العراق؛ لتسهيل حركة البضائع والحجاج عبر الحدود، لافتا إلى أن الشركات السعودية في القطاعات المختلفة، من البتروكيماويات إلى الزراعة، تقوم بدراسة فكرة الاستثمار في العراق.
ويبين الكاتبان أن أعضاء المجلس المشترك الجديد اتفقوا على الاجتماع ثانية في بغداد، وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن العلاقات بين الرياض وبغداد لم تنتعش في العقود الأخيرة؛ بسبب السياسات المتطرفة لحزب البعث الذي كان يقوده صدام حسين، وغزو العراق للكويت، وغزو أمريكا للعراق، وأضاف أن السعودية تريد أن تعوض الوقت الضائع، مركزا على العلاقات التاريخية والعائلية بين الشعبين، اللذين يشتركان بحدود طولها حوالي 500 ميل.
ويوضح التقرير أن أمريكا دعمت العبادي؛ لفرض السيطرة الفيدرالية على الأراضي التي كانت في يد الدولة العراقية قبل الصراع مع تنظيم داعش، لكن الأكراد استولوا عليها خلال المعارك مع التنظيم، لافتا إلى أن تيلرسون تحدث مع العبادي حول الحقوق التي وعدت للأكراد العراقيين، بحسب الدستور، التي لم يتم الوفاء بها (حسب زعم تيلرسون) وقال إن الزعيم العراقي التزم بتنفيذها.
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى قول تيلرسون: "نأمل أن يتفاعل الأكراد مع بغداد بطريقة إيجابية؛ للتأكد من تطبيق ما ورد في الدستور كاملا.. ونشجع الأطراف على عدم التصعيد وعدم اللجوء للصراع".
104/24
عربي 21