صعود ماكرون الذي يُراد له أن يكون “صديقا” للجزائريين، بعد ما أبدى “حسن النية”، بتقديمه “عربون المحبّة”، خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر، حيث “جرّم” الاستعمار الفرنسي واعتبره صفحة سوداء في تاريخ بلاده، لكن المرحلة القادمة، ستكشف النوايا الحقيقية، لخليفة فرانسوا هولاند، وأيضا لـ”المجموعة” التي تقف وراءه، على حدّ تعبيره منافسته مارين لوبان!
الأكيد أن سقوط مرشحة اليمين، هو “انتصار” لكلّ العرب والمسلمين، و”انتصار” للمهاجرين والجاليات، لكن فوز ماكرون، يقتضي عدم التسرّع وانتظار الأيام للحكم على خطة عمله، ونظرته للملفات الشائكة والعالقة، وكذا طريقة تفكيكه أو قدرته على تفكيك القنابل والألغام التي هددت بتفجير علاقات فرنسا بالكثير من الدول، بينها تحديدا الجزائر!
لا معنى للتنظير والفلسفة، ما لم تـُجسّد التصريحات واقعيا، وتتحوّل الأقوال إلى أفعال، وهذا هو الذي ينتظره “ضيوف” فرنسا من رئيسها الجديد، وينتظره الجزائريون بعد ما رمى إدانة لفرنسا الاستعمارية، قد تكون مجرّد طُعم لكسب أصوات انتخابية، وهو ما حصل، أو محاولة صادقة ولو كانت ممزوجة بالمكر والخداع، لتغيير واقع ملغـّم!
“الحلم الوردي” الذي يعيشه فرنسيون ومهاجرون ومسلمون، منذ تصاعد أسهم ماكرون، صاحب الـ39 سنة، وأصغر رئيس في تاريخ ومسار رؤساء فرنسا، هذا الحلم، قد يستمرّ، وقد يتوقف فجأة ودون سابق إنذار، لكن الأخطر من هذا، أن يتحوّل إلى كابوس يُفزع النيّام ويُوقظهم مذعورين!
لا يُمكن ولا ينبغي انطلاقا من نظرة دبلوماسية وبرغماتية، الحُكم على “خطة” ماكرون، بعد يومين فقط من فوزه، فالأسابيع والأشهر القادمة، ستكشف حقيقة الرجل، وخلفيات “تجريمه” استعمار بلاده من الجزائر، و”البطانة” التي تقف وراءه، و”سرّ” سحقه لابنة “النافذ” لوبان، وعلاقاته بأخطبوط المال ولوبيات صناعة القرار الدولي داخل فرنسا وخارجها!
الأكيد، إن فرنسا هي فرنسا، لن تتغيّر بتغيّر رؤسائها، هناك خطوط حمراء، لن يتجاوزها أيّا كان، مع فارق في وسائل وطرق تنفيذ “الخطط” والبحث عن المصلحة، وهذا ما لن يختلف حوله فرنسيان ولن تتناطح بشأنه عنزتان!