هل جرّبت أن تقدّم المستحيل يوماً؟ أن تُعطي الآخرين من لحمك الحي؟ أن تهديهم قطعة من فتات روحك؟ والروح أغلى ما يُعطى..! هذا الطبيب ذو الحس الإنساني العالي جداً، هذا الإنسان الجميل الجميل، فعلها.
في لبنان، الطبيب شوقي يونس قرر أن يجسّد التضحية في أهم معالمها، مقدّماً قطعة نفيسة من جسده كرمى لعيون شاب في مقتبل العمر مريض بالكلى. محمد سليم البالغ من العمر 16 عاماً، كان بدأ رحلة معاناته مع مرض الكلى منذ كان في الخامسة من عمره، حيث أُجبر قبل عامين على الخضوع لغسيل الكلى ثلاث مرات في الأسبوع.
في إحدى غرف مستشفى "أوتيل ديو" في بيروت روى الطبيب اللبناني كيف أنه أبلغ عائلة محمد بنيته وهب ابنهم إحدى كليتيه. ظنت عائلة محمد أن الأمر مزحة، لكن بعد إجراء الفحوصات اللازمة أجرى الدكتور شوقي العملية التي تكللت بالنجاح. بقي الطبيب على قيد الحياة فيما لا يزال محمد في العناية الفائقة حيث سيعود بعد أيام إلى ممارسة حياته من دون وجع.
قبل أيام من إجراء العملية كتب شوقي منشوراً في صفحته على فايسبوك عبّر من خلاله عن نظرته لوهب الأعضاء والحاجة الملّحة لها، وأتبعه بمنشور قبل العملية بيوم واحد شكر فيه كل من وقف إلى جانبه، مؤكّداً أن يوم "تضحيته" كان يوماً لانتصار الـ"نحن" على "الأنا".
بعد قليل ادخل غرفة العمليات
كلمات لا بد منها..
الى والدتي وزوجتي وولدي وإخوتي ورفقائي وأصدقائي وزملائي وأهل بلدتي جميعاً
أشكركم جميعاً وأشكر كل من وقف الى جانب هذا العمل سواء بالكلمة او الموقف او إسداء عمل ما ..
بالنسبة لي هذا اليوم هو يوم انتصار ، انتصار "النحن" على "الأنا" ...
الميادين