"طه الفشني"؛ أول من أدخل النغم في التجويد مع مراعاة الأحكام

الإثنين 12 ديسمبر 2016 - 21:19 بتوقيت مكة
"طه الفشني"؛ أول من أدخل النغم في التجويد مع مراعاة الأحكام

يعدّ أحد أعلام قراء القرآن والمنشدين المصريين، وصاحب مدرسة متفردة في التلاوة والإنشاد، وأول من أدخل النغم في التجويد مع مراعاة الأحكام، إنه الشيخ طه حسن مرسي الفشني، الذي حلت أمس الأول السبت ذكرى وفاته.

أفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إكنا)، ولد «الفشني» عام 1900 للميلاد بمركز الفشن التابع لمحافظة بني سويف، وحفظ القرآن ثم تعلم القراءات، وتدرج في دراسته الدينية والعامة، حتى حصل على كفاءة المعلمين من «مدرسة المعلمين» عام 1919م، وجاء إلى القاهرة، والتحق ببطانة الشيخ علي محمود.
 
وأقام «الفشني» في حي الحسين بالقاهرة، وعمل مطرباً لفترة بسيطة، لكن نزعته الدينية التي نشأ وتربى عليها حالت بينه وبين استكمال طريقه في الغناء، وكان سكنه في «الحسين» سبباً فى تردده على حلقات الإنشاد إلى أن أصبح المؤذن الأول لمسجد الإمام بالمنطقة، وكان يرتل القرآن الكريم في مسجد السيدة سكينة(س)، واشتهر بقراءته لسورة الكهف يوم الجمعة وكذا إجادته تلاوة وتجويد قصار السور، ويحسب له أنه أول من أدخل النغم في التجويد مع المحافظة علي الإحكام، ونبغ في مدرسة الشيخ علي محمود.
 
والشيخ طه الفشني التحق بالإذاعة المصرية عام 1937 عن طريق الصدفة، ففي نفس العام كان يحيي إحدى الليالي الرمضانية بمسجد "الإمام الحسين(ع)"، بحضور "سعيد لطفي" مدير الإذاعة المصرية آنذاك، فعرض عليه أن يلتحق بالعمل بها، واجتاز كافة الاختبارات، وأصبح مقرئاً للإذاعة ومنشداً للتواشيح الدينية، ويعد القارئ الثالث الذي تعاقد مع الإذاعة بعد الشيخين محمد رفعت وعبد الفتاح الشعشاعي، رحمهما الله.
 
وبعد وفاة الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي عام 1962، اختير «الفشني» رئيساً لرابطة القراء خلفاً له، ورتل القرآن الكريم بقصري «عابدين ورأس التين»، بصحبة الراحل الشيخ مصطفى إسماعيل لمدة 9 سنوات كاملة.
 
والشيخ الراحل استطاع أن يحفر اسمه بين أعلام فن التواشيح، الشيخ «علي محمود، ومحمود صبح، وزكريا أحمد، وإسماعيل سكر، ونصر الدين طوبار، وسيد النقشبندي».
 
والصحفية خيرية البكري روت حادثة غريبة في جريدة أخبار اليوم فقالت «لقد شاهدت إحدى الكرامات فقد كنت ذاهبة لرحلة الحج وكنا نستقل الباخرة واستلفت نظرنا وجود شيخ جليل بيننا، تعلو وجهه علامات الأسى والحزن وهو يجلس على الباخرة صامتاً، ويحيط به جمع من أقاربه، وهو سارح يتعبد في صمت» مضيفة «ولما سألنا عنه قيل لنا أنه الشيخ طه الفشني أشهر قراء القرآن الكريم، وأنه فقد صوته فجأة منذ عدة أسابيع ولم يفلح الأطباء في علاجه وافترقنا».
 
والبكري تابعت:«كانت الحشود تستعد لصلاة العصر، في البقعة المقدسة يوم عرفة، وفجأة شق الفضاء صوت جميل يؤذن للصلاة، ولم يكن غريباً عن المصريين، كان صوت الفشني الذي استرده بفضل الله، وبكى الجميع تأثراً».
 
ومع فجر يوم الجمعة، الموافق العاشر من ديسمبر عام 1971، رحل «الفشني» بعد أن ترك كنوزاً من التسجيلات القرآنية والترتيل والإنشاد الديني.

المصدر: اليوم الجديد

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 12 ديسمبر 2016 - 21:19 بتوقيت مكة