الكوثر - إيران
وأوضح اللواء يحيى صفوي، خلال كلمته في المؤتمر الأول لـ«التعبئة والتنمية والأمن المستدام» في جنوب شرق البلاد، الذي عُقد في معهد علوم ومعارف الدفاع المقدس «الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني»، أن هذا المعهد ينظم مؤتمراً وطنياً حول التنمية المستدامة في منطقة جنوب شرق إيران، وقد حظي المؤتمر بمشاركة 64 مؤسسة جامعية من أربع محافظات، إضافة إلى مراكز تابعة للقوات المسلحة.
وأضاف أن تحقيق الأمن المستدام في المنطقة يتم بمشاركة مقر «قدس»، وقوات حرس الثورة الإسلامية، والجيش الإيراني، لافتاً إلى أنه جرى تنفيذ عملية شاملة لتحديد الاحتياجات في جنوب شرق البلاد على مدى نحو عام، أكدت ضرورة عقد هذا المؤتمر بوصفه حاجة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة والأمن المستدام في المنطقة.
وقال اللواء صفوي إنه بالتوازي مع عقد المؤتمر الوطني، ستُقام معارض شاملة للصناعات اليدوية والإنجازات العلمية والصناعية، ولا سيما مشاريع مقر «خاتم الأنبياء» للإعمار، من بينها مشروع سكة حديد زاهدان–تشابهار، ومشاريع أخرى مثل نقل المياه العذبة عبر الأنابيب من منطقة تهلاب إلى زاهدان. كما ستُعرض إنجازات الحكومة والوزارات المختلفة ومحافظة خراسان.
وأضاف اللواء صفوي أن من بين البرامج الأساسية للمؤتمر تشكيل نواة شبكة للتفاعل والتواصل بين الجامعات والمؤسسات التنفيذية في المحافظة، معرباً عن الأمل في إنشاء مركز، بمشاركة مختلف الأجهزة، لرصد ومتابعة وتحليل البيانات الاقتصادية والأمنية في المنطقة، على أن يقوم هذا المركز بإصدار تقارير شهرية وإطلاع الرأي العام عليها.
وأشار إلى أن المنطقة تمتلك نحو 1400 كيلومتر من الحدود المشتركة مع أفغانستان وباكستان، ويمكن أن تلعب دور ممر اقتصادي للتبادلات التجارية، موضحاً أن حجم التبادل التجاري الحالي بين إيران وباكستان يبلغ نحو مليوني طن من السلع، في حين تصل الطاقة الاستيعابية لميناء تشابهار إلى عدة ملايين من الأطنان.
إقرأ أيضاً:
وفي سياق متصل، تحدث رئيس معهد علوم ومعارف الدفاع المقدس عن تقديم حلول لتعزيز الصمود وتطوير البنى التحتية بالاعتماد على التقنيات الحديثة، ولا سيما في قطاع الطاقة، مشيراً إلى أن 2% فقط من محطات تحلية المياه على سواحل الخليج الفارسي وبحر عُمان قيد الاستخدام حالياً، في حين تمتلك المنطقة إمكانات لإنتاج عدة آلاف من الميغاواط من الطاقة الشمسية، وهو ما سيتناوله المؤتمر.
وأكد اللواء صفوي أن من الأهداف المهمة للمؤتمر توثيق المخرجات وإعداد تقرير نهائي لتقديمه إلى الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومة والقوات المسلحة ومجلس الشورى الإسلامي، على أن يتضمن التقرير مقترحات للحد من التهريب وتعزيز الأمن الاقتصادي في المنطقة، معرباً عن أمله في أن يسفر المؤتمر عن وثيقة استراتيجية مقترحة تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والمستدامة.
وشدد على أن سواحل مكران، والمناطق الجنوبية من محافظة كرمان وشرق هرمزغان، تُعد ثروات وطنية تتطلب عناية خاصة، داعياً جميع المؤسسات والهيئات إلى الاستثمار في هذه المناطق بالتعاون مع الحكومة.
وفي ختام تصريحاته، قال اللواء صفوي إنه في ظل العقوبات الأميركية، من الضروري تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الدول الخمس عشرة المجاورة لإيران، لما لذلك من دور في تطوير البنى التحتية للسكك الحديدية والتجارة والاستفادة من الإمكانات المتاحة، مؤكداً أن الولايات المتحدة، رغم هذه العقوبات، لن تتمكن من التحكم في العلاقات الاقتصادية لإيران.
وأعرب اللواء صفوي عن أمله في أن يسهم هذا المؤتمر في تشخيص المشكلات القائمة والمساعدة على معالجتها، وتقديم حلول عملية لتحقيق التقدم والتنمية المستدامة، مؤكداً أن التعاون بين المؤسسات ومشاركة الشعب كفيلان بصناعة مستقبل آمن ومشرق.