الكوثر_فلسطين المحتلة
منذ بداية الحرب، يواجه المجتمع الحريدي ضغوطًا كبيرة لتجنيد شبابه في الجيش، ويخوض صراعًا شرسًا ضد هذه النية، بما في ذلك تهديدات بمغادرة الكيان الصهيوني، كما سمعنا من الحاخام الأكبر السابق إسحاق يوسف. ومع ذلك، عند دراسة نية مغادرة الكيان الصهيوني بين الحريديم "الأرثوذكس المتشددين"، يتضح أن قلة فقط لديهم مثل هذه النية. يكشف استطلاع جديد أجراه مركز فيتربي لأبحاث الرأي العام والسياسات في "معهد الديمقراطية الإسرائيلي" أن 39% من العلمانيين يفكرون في مغادرة الكيان الصهيوني مقارنة بـ 24% من التقليديين غير المتدينين، و19% من التقليديين المتدينين، و14% من المتدينين، و3% فقط من الحريديم.
اقرأ ايضا:
وتابع التقرير، خطاب المغادرة الذي تطور منذ محاولة الانقلاب القانوني في كانون الثاني 2023 لا يتجلى فقط بالمشاعر، بل أيضا باتجاهات راسخة، ميزتها بيانات المكتب المركزي للإحصاء، التي وجدت أنه في 2023 – 2024 غادر الكيان المحتل 143 ألف شخص، ومنذ تشكيل الحكومة الحالية غادر الكيان الصهيوني تقريبا 200 ألف شخص، إلا أن المكتب المركزي للإحصاء لم يقدم بيانات واضحة بشأن هوية المغادرين أو بيانات عن نوايا "الإسرائيليين" الذين لم يغادروا بعد.
استطلاع فيتربي، فحص النوايا المستقبلية لـ"الإسرائيليين" لمغادرة البلاد، والخصائص الديمغرافية، واعتبارات الرغبة في المغادرة، ومجالات الدخل ومستوى التعليم. وفقا للاستطلاع تظهر نسبة كبيرة من اصحاب الدخل العالي والتعليم العالي: 29 في المئة من الحاصلين على التعليم العالي يفكرون بالمغادرة، مقابل 22 في المئة من الذين ليس لهم تعليم أكاديمي، كما أظهر الاستطلاع بأن هناك ميل أكبر للتفكير في المغادرة في أوساط المهنيين أصحاب القدرة على الحركة كخبراء التكنولوجيا والطب وأصحاب الأموال، وقد زادت احتمالية مغادرة إسرائيل من قبل الشباب والعلمانيين، الأمر الذي سيعكس شعور هذه الفئة بتضييق الخناق عليها منذ تشكيل الحكومة الحالية، وذلك بسبب طبيعة الحكومة، وعبء الخدمة العسكرية الثقيل أثناء الحرب، إضافة إلى الدفع قدما بقوانين التهرب من الخدمة العسكرية للشباب الحريديم، ويظهر الاستطلاع بوضوح ان نسبة اكبر من الناخبين اليساريين (42.5 في المئة) يفكرون بالمغادرة مقابل 19 في المئة من الناخبين اليمينيين.
ورغم بروز اصحاب الدخل العالي والتعليم العالي في اوساط من يفكرون بالمغادرة، يظهر الاستطلاع ان تكلفة المعيشة في المجتمع اليهودي هي العامل الرئيسي للمغادرة، والاعتبارات التالية هي كما يلي بالترتيب: عدم وجود مستقبل جيد للأولاد، والحرب والوضع الامني، والوضع السياسي ونوعية الحكومة، وعدم المساواة في العبء الأمني.