شاركوا هذا الخبر

خطيب زاده: بعض الدول تستخدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية كأداة سياسية

أكد سعيد خطيب زاده، مساعد وزير الخارجية ورئيس مركز الدراسات السياسية والدولية بوزارة الخارجية الإيرانية، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن تعمل بحياد وعدالة وإنصاف، مشيرًا إلى أن بعض الدول تستغل الوكالة كأداة سياسية لخدمة أجنداتها في السياسة الخارجية.

خطيب زاده: بعض الدول تستخدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية كأداة سياسية

الكوثر_ايران

خطيب زاده قال في مقابلة مع شبكة "روسيا اليوم" ردًا على الإجراء غير القانوني للدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة في تفعيل آلية الزناد، إن إيران مستعدة لمواجهة القيود والعقوبات، مؤكدًا أن هذه التحركات لن تحقق أهدافها. وأوضح أن ما قامت به الدول الأوروبية باطل من الناحية القانونية لأن الإجراءات المنصوص عليها في الاتفاق النووي لم تُتّبع، بل أُعيدت القرارات السابقة بشكل متسرّع وغير مشروع.

اقرأ أيضا:

 

وأضاف أن هذه الخطوة كانت خاطئة قانونيًا واستراتيجيًا، إذ أظهرت تلك الدول ضعف مكانتها في مجلس الأمن وفي النظام الدولي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة أثبتت أنها لا تنظر حتى إلى حلفائها الأوروبيين كشركاء حقيقيين.

وأشار خطيب زاده إلى أن أكثر من 100 دولة من حركة عدم الانحياز، إلى جانب إيران وروسيا والصين، أعلنت عدم اعترافها بالعقوبات واستمرار سريان القرار 2231، ما يعكس ـ بحسب قوله ـ عجز أوروبا عن فهم الحقائق السياسية والقانونية الجديدة.

وشدد على أن السياسة الخارجية الإيرانية تقوم على أسس قانونية صحيحة ونهج بنّاء ومتّزن، مؤكّدًا أن العقوبات الأحادية الأميركية غير قانونية وغير عادلة، وهي ناتجة عن حسابات سياسية خاطئة في واشنطن.

وفي رده على سؤال حول الخلاف في مفهوم السيادة بين الغرب وبقية دول العالم، قال خطيب زاده: "كما ورد في وثيقة الأمن القومي الأميركي لعام 2017، اعتبرت واشنطن روسيا والصين قوى تسعى لتغيير النظام الدولي، لكن الواقع اليوم يبيّن من الذي يتجاهل سيادة الآخرين ويحاول فرض إرادته على العالم."

وأضاف أن السياسة الأميركية القائمة على "السلام من خلال القوة" ليست سوى سياسة هيمنة وتسلط، مؤكدًا أن القوة لا تجلب السلام، والتطرف يولّد تطرفًا، والحروب لا تنتج إلا مزيدًا من العنف، داعيًا إلى تعاون عالمي لإرساء العدالة والإنصاف في النظام الدولي.

وفي ما يتعلّق بعلاقة إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكد خطيب زاده أن إيران حافظت دائمًا على تعاون كامل وشفاف مع الوكالة، حيث تخضع جميع منشآتها النووية لـ مراقبة دائمة على مدار الساعة من قبل أكثر من 22 مفتشًا. لكنه أشار إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة عطّلت هذا التعاون، إذ اضطر المفتشون إلى مغادرة بعض المواقع، بينما امتنعت الوكالة عن إدانة تلك الاعتداءات.

وقال إن الازدواجية واضحة، فحين هاجمت إسرائيل موقعًا فارغًا في العراق عام 1981، دان مجلس الأمن الهجوم، أما عندما استهدفت منشآت إيرانية سلمية ونشطة، لم يصدر أي تنديد.

وأوضح أن إيران سعت بعد هذه الاعتداءات إلى وضع إطار تعاون جديد مع الوكالة، خاصة بشأن المواقع المستهدفة، وقد تم التوصل إلى اتفاق، غير أن بعض الدول عمدت إلى تحريف مضمونه واستغلاله سياسيًا، ما يبرهن أن الوكالة أصبحت أداة في يد بعض القوى بدل أن تبقى هيئة فنية محايدة.

وشدد خطيب زاده على أن الوكالة يجب أن تلتزم بدورها الفني والتقني فقط، وأن تعمل بـ حياد وإنصاف، وأن تكون مسؤولة عن حماية المنشآت النووية، مضيفًا أن الإجراءات الرقابية الحالية غير كافية بسبب التدخلات السياسية لبعض الأعضاء. كما وصف اتهامات إسرائيل ضد إيران بأنها باطلة وغير مسؤولة، مشيرًا إلى أن إسرائيل نفّذت خلال العامين الماضيين هجمات على تسع دول على الأقل دون أي محاسبة دولية.

وأضاف أن كيان الاحتلال، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، نفّذت عمليات إرهابية ضد قادة إيرانيين داخل البلاد، مؤكدًا أن هذه العمليات اغتيالات صريحة ومدروسة، وأن الكيان الصهيوني من أكثر الأنظمة تمرّسًا في الإرهاب والاغتيالات حول العالم.

وأكد خطيب زاده أن إيران ردّت بقوة على هذه الاعتداءات في إطار حقها المشروع في الدفاع عن النفس، مشيرًا إلى أن الهدف الحقيقي لإسرائيل من هذه الأفعال هو صرف الأنظار عن القضية الفلسطينية.

وختم قائلاً إن القضية المركزية في المنطقة تبقى فلسطين، موضحًا أن الاحتلال الإسرائيلي ومنعه قيام دولة فلسطينية موحدة هو أصل الأزمات في الشرق الأوسط، وأن إيران ترى في قيام دولة فلسطينية واحدة الحل النهائي والعادل لقضية فلسطين والمنطقة بأسرها.

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة