الكوثر_مقالات
وأحد أبرز من مزج بين الفكر المقاوم والعقيدة، فكان طبيباً للناس، ومفكّراً للأمة، ومقاتلاً من أجل وطنه، حتى آخر نبضة في قلبه.
من مخيم الشاطئ إلى قلب الفكر المقاوم
ولد الشقاقي عام 1951 في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة، بعد ثلاث سنوات فقط من نكبة فلسطين. ينحدر من بلدة زرنوقة المهجّرة قرب يافا، التي هُجّر منها أهله بفعل الاحتلال. عايش مرارة اللجوء واليتم المبكر بعد وفاة والدته، وكان الابن الأكبر في عائلة فقيرة متدينة، فحمل مسؤولية البيت باكراً وتحدّى كل الصعاب.
بدأت مسيرته التعليمية في جامعة بيرزيت، حيث درس الرياضيات، ثم انتقل إلى مصر ليلتحق بكلية الطب في جامعة الزقازيق. هناك بدأت تتبلور شخصيته القيادية والفكرية التي ستُطلق لاحقاً مشروعًا تحرريًا غير مسبوق في تاريخ الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
نواة الجهاد: فكرة قبل أن تكون تنظيماً
في مصر، ومع مجموعة من الطلبة الفلسطينيين، أسّس الشقاقي نواة حركة الجهاد الإسلامي، التي أرادها أن تكون مشروعاً إسلامياً مقاوماً، يجمع بين العقيدة والفكر والعمل، دون انغلاق أو تبعية لأي جهة خارجية.
رفض الشقاقي مقولة “الدعوة قبل التحرير” و“الدولة قبل المقاومة”، ورأى أن تحرير فلسطين واجب ديني ووطني لا يحتمل التأجيل، وأن الإسلام الثوري هو الأرض الصلبة التي يجب أن تنبني عليها حركة تحرر فلسطينية أصيلة.
من الفكرة إلى الميدان
عاد الشقاقي إلى غزة عام 1981 بعد تخرجه من الطب، وبدأ يعمل طبيبًا في القدس وغزة، فيما كان يُبشّر بولادة تنظيمه الجديد. دعا إلى نقل مركز المقاومة من الخارج إلى الداخل في وقت كانت فيه منظمة التحرير تترنح بعد الخروج من لبنان عام 1982.

رغم حداثة الحركة، قاد الشقاقي عملًا ميدانيًا جعل منه هدفاً للاحتلال، فاعتُقل عامي 1983 و1986 بتهمٍ تتعلق بالتحريض ونقل الأسلحة، ثم نُفي عام 1988 في ذروة الانتفاضة الأولى، لتبدأ مرحلة جديدة من نضاله في الخارج.
من اقوال القائد فتحي الشقاقي
يقول الدكتور فتحي الشقاقي في جوابه حول يقينه من انتصار طريق المقاومة: «نحن لا نفكر في هذا الموضوع في المبدأ. نحن نعتبر انتصارنا في اختيار طريق الحسين بن علي (ع) وهدفنا هو أداء التكليف الإلهي».كما يقول في الكلمات التي تلخّص فكره الأصيل: «دم الشهداء هو الذي ينجب المزيد من المقاتلين ويصعّد المواجهة ضد الاحتلال».