شاركوا هذا الخبر

في منتدى دوشنبه الدولي للاستثمار؛

وزير الاقتصاد: التعاون بين إيران وطاجيكستان يتسارع نحو مستقبل مستدام

شدّد وزير الاقتصاد والشؤون المالية الإيراني على تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية بين إيران وطاجيكستان، وأشار الى الفرص الاستثمارية الخضراء والتعاون الإقليمي في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والنقل والزراعة باعتبارها ركائز التنمية المستدامة في المنطقة.

وزير الاقتصاد: التعاون بين إيران وطاجيكستان يتسارع نحو مستقبل مستدام

الكوثر_ايران

و خلال كلمته في منتدى دوشنبه الاستثماري ( Dushanbe invest 2025) الذي يعقد في العاصمة الطاجيكية، أكد وزير الاقتصاد والشؤون المالية الإيراني " علي مدني زادة"،  على تطوير التعاون الاقتصادي والثقافي بين إيران وطاجيكستان، وقال: "حضورنا في هذا التجمع في مدينة دوشنبه الجميلة شرفٌ عظيم، وأتقدم بالشكر الجزيل لحكومة طاجيكستان وللرئيس إمامعلي رحمان على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. "

وأضاف أن هذا المؤتمر، الذي يركّز على "الاستثمار الأخضر"، يمثل جسرا لتبادل الأفكار وبوابةً نحو مستقبل مستدام ومزدهر للمنطقة، موضحا أن اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية الراحل الشهيد آية الله رئيسي ورئيس طاجيكستان إمامعلي رحمان، شكّل نقطة تحول في العلاقات الثنائية، حيث تم توقيع 23 وثيقة تعاون بقيمة نصف مليار دولار، ما يعكس العزم الجاد على تعميق الشراكة الاقتصادية.

اقرا ايضا:

وأكد الوزير أن الرؤية المشتركة لتحقيق حجم تبادل تجاري يتجاوز 500 مليون دولار، إلى جانب الاتفاقيات المبرمة في مجالات النقل والجمارك وتربية الأسماك والتعدين والزراعة، قد وضعت الأسس المتينة لهذا التعاون، مشيرا الى أن طاجيكستان، بفضل إمكاناتها الواسعة في مجال الطاقة الخضراء والتعدين والموارد المائية، تمثّل بيئة موثوقة وجاذبة للاستثمار.

التنمية المتوازنة تتحقق من خلال تعزيز الراوابط الثنائية والاقليمية

ورأى ان هذا التعاون الاقتصادي المعزّز، الذي ينبع من الروابط التاريخية والثقافية العميقة بين شعبينا، ويُسهّله حوار مباشر وهادف بين قيادة البلدين، لا يجلب فقط ازدهارا متبادلا، بل ويحقق أيضا مزيدا من الاستقرار والتقدم للمنطقة بأكملها.

وأضاف: "التعاون الإقليمي له جذور ضاربة في تاريخ طريق الحرير، ويُظهر هذا التاريخ أن شعوب هذه المنطقة قد غذّت منذ القدم وعيا اقتصاديا عميقا، وأن باقي أبعاد التعاون والشراكة قد بُنيت وتعزّزت حول هذا المحور الأساسي (التنمية والنمو الاقتصادي)."

وتابع وزير الاقتصاد :نحن نؤمن أن التنمية يجب أن تكون شاملة ومتوازنة؛ فلا يمكن لأي دولة أن تستمتع بثمار الثروة والتقدم ما دامت فجوات كبيرة تفصلها عن جيرانها. لذلك، فإن تحقيق أهدافنا الاقتصادية الكبرى بالتنمية المتوازنة لا يمكن إلا من خلال تعزيز الروابط الثنائية والمتعددة الأطراف.

وذكر أنه من الخصائص المهمة التي تمنح هذا الحدث أهمية خاصة، هي أن الخبرة الواسعة والإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها جمهورية طاجيكستان في مجال الطاقة الخضراء، إلى جانب إمكاناتها الاستثنائية في قطاع التعدين ومواردها المائية الوفيرة، قد خلقت تركيبا متوازنا من جميع العناصر الضرورية لأنشطة اقتصادية عالية المردود، مما يوفّر أساسا موثوقا للاستثمار.

المحاور الأساسية للتعاون الإقليمي

واستطرد مشيرا الى بعض المحاور الأساسية للتعاون الإقليمي، ومنها : اولا،  قطاع الطاقة مع التركيز على المصادر المتجددة، الذي يمكن أن يصبح أحد الركائز الحيوية للتعاون الإقليمي، ويرتقي بمستوى إمدادات الطاقة المستدامة في جميع أنحاء المنطقة. ثانيا، الاقتصاد الرقمي، الذي يكمن وراءه مستقبل الذكاء الاصطناعي، والذي يعد هذا المصطلح مجرد مفهوم نظري، بل أصبح أداة قوية لحل التحديات الوطنية وخلق فرص استثنائية.

وتابع : ثالثا، النقل والخدمات اللوجستية حيث يمكن تتبع جذور التبادل الإقليمي في امتداد الممرات الاقتصادية التاريخية لخدمة المصالح المشتركة. اما رابعا، فهو محور الزراعة والصناعات الغذائية، عبر إنشاء مشاريع استثمارية مشتركة ذات منافع موزعة يوفّر أساسا متينا للتعاون الاقتصادي الإقليمي.

واضاف : خامسا، الأدوية والمنتجات الطبية، ويمكن لايران من خلال خبرتها القوية في إنتاج الأدوية والمعدات الطبية والتكنولوجيا ذات الصلة أن تكون شريكا موثوقا وقادرا للدول الإقليمية في إنتاج الأدوية المتخصصة والجودة العالية، وكذلك تصنيع وتوفير المعدات الطبية الحديثة.

كما ذكر: سادسا، التعدين والصناعات المرتبطة به، هذا المحور الذي ينمو وفقا للخصائص الجيولوجية لا الحدود السياسية، تستطيع جذب الاستثمارات لتطوير الصناعات التعدينية، وكذلك تصدير الخدمات الفنية والهندسية من الشركات المتخصصة للتعاون مع دول المنطقة.

رغم العقوبات الظالمة ايران مستعدة للتعاون الاقليمي

ونوّه مدني زادة بأن إيران رغم العقوبات الظالمة وغير القانونية التي تمر بها، مستعدة للتعاون الإقليمي، خصوصا مع طاجيكستان، في مجالات الطاقة النظيفة والاقتصاد الرقمي والنقل والزراعة والأدوية والصناعات التعدينية، موضحا أن العالم يقف على أعتاب ثورة رقمية، وأن إيران، بقدراتها في الذكاء الاصطناعي وتقنية سلسلة الكتل(Blockchain)، مستعدة لنقل خبراتها إلى طاجيكستان لتنمية التكنولوجيا وتأهيل الكوادر المتخصصة.

وعلاوة على ذلك، أكمل وزير الاقتصاد: إن الجمهورية الإسلامية الايرانية وطاجيكستان مستعدتان لاستضافة المستثمرين العالميين في مجالات مثل مشاريع التثبيت المناخي المشتركة، وإدارة الموارد المائية، والمبادرات القابلة للتطبيق في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات، وتطوير البنية التحتية، والتبادل السياحي-بما في ذلك السياحة البيئية والسياحة الصحية-وإنتاج السلع النهائية المتطورة وغيرها من القطاعات الاقتصادية.

وكرر وزير الاقتصاد والشؤون المالية الايراني، شكره وخالص امتنانه لرئيس جمهورية طاجيكستان ولمنظمي هذا الحدث، خاتما كلمته هذه بأبيات شعرية خالدة للشاعر الملحمي الايراني العظيم أبو القاسم الفردوسي الطوسي.

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة