الكوثر - ايران
وفي حفل تكريم الشخصيات البارزة في التراث الثقافي الإيراني الذي أُقيم في قصر سعد آباد، استهل النائب الأول لرئيس الجمهورية، محمد رضا عارف، كلمته بالتهنئة بشهر ربيع الأول وأعياده الكبرى وأسبوع الحكومة، وأضاف : "نحن في بلد يتمتع بحضارة مجيدة وبأقوام متعددة، والحفاظ على هذه الثروة يحتاج الى موارد ضخمة، وقد نجح وزير التراث الثقافي بالاستعانة بالمجتمع المدني في حماية هذا الكنز".
اقرأ ايضاً
وتابع: "أشكر زملائي في وزارة التراث الثقافي، فجذور هذه الوزارة تعود إلى الثقافة الإيرانية العريقة، ووزارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية قدمت خلال العام الماضي أداء جيدا".
وأكد عارف على ضرورة تكريم الشخصيات البارزة قائلا: "عند مراجعة الثقافة الإيرانية الغنية نرى دور القدوة جليا، وهو ما يحتاجه شبابنا بشدة. فالشباب يبحثون عن قدوة، واختيار الشخصيات البارزة وفق معايير دقيقة أمر صعب، ولذا يجب أن نشكر الوزارة التي قامت بهذه الخطوة للمرة الرابعة، ونتمنى استمرارها كي يتمكن الشباب من اختيار قدواتهم".
وأوضح أن "هذا الحفل يأتي تكريما لحماة التراث الثقافي والفني الذين حافظوا على القيم وأبقوها حيّة، وتعريف الأجيال الجديدة بالرموز الثقافية والفنية هو نوع من إحياء الثقافة والفن".
التراث الثقافي استثمار مستقبل الوطن
وأضاف: "الدبلوماسية العلمية ثمرة رؤية النظام للعلم والتكنولوجيا، أما الدبلوماسية الثقافية فهي قادرة على تعزيز الوحدة والتماسك في العالم، وخاصة في المجال الحضاري، وتستطيع أن تُفشل مشروع إيرانوفوبيا. لذلك يجب أن نُحسن الاستفادة من التراث الثقافي في توسيع العلاقات الدولية عبر الدبلوماسية الثقافية".
وأشار عارف إلى التحديات التي تواجه التراث الثقافي، مثل نقص الموارد المالية، والتوسع العمراني غير المتوازن، والتعرية الطبيعية والمناخية، قائلا: "مواجهة هذه التهديدات تتطلب مقاربات علمية مبتكرة وتوثيقا دقيقًا. فإيران بتاريخها الممتد 4500 عام في مجال هندسة القنوات المائية (القُنى) والمنشآت التاريخية تُعد نموذجا فريدا للعالم".
وقال: "التراث الثقافي له بُعد مادي وآخر معنوي. وتعزيز البُعد المعنوي يعني نشر الثقافة، وتعميم التعليم، والاستفادة من طاقات الإعلام والنخب، وهو أمر لا غنى عنه".
كما شدّد على السياسات الداعمة للحكومة قائلا: "تخصيص موارد مالية ثابتة، ودعم المنظمات الشعبية، وتنسيق الجهود بين المؤسسات والهيئات الثقافية، يمكن أن يرسّخ تنمية مستدامة ورؤية مستقبلية لهذا القطاع. فالتراث الثقافي ليس مجرد رصيد ماضينا، بل هو أيضا استثمار وثروة لمستقبل إيران".
وأضاف: "التنسيق بين الأجهزة الحكومية لحماية التراث الثقافي أمر حيوي. علينا أن نستفيد من جميع الإمكانيات الحكومية وخاصة إمكانيات المجتمع المدني للحفاظ على هذا التراث".
وختم بالقول: "فيما يخص الحرب الـ 12 يوما، فإن الادارة الأمريكية وأتباعها أرادوا أن تكون إيران دولة تابعة، وهو ما يتعارض مع جوهرنا، لكن الشعب والقوات المسلحة لقّنوا الأعداء درسا في هذه الحرب".