شاركوا هذا الخبر

زوجه الشهيد القائد الحاج أبو طالب لقناة الكوثر:

المقاومة أسلوب حياة يتناغم مع كل تفاصيل حياتنا

في حديثٍ مؤثر وحصري على قناة الكوثر الفضائية، سلطت السيدة "جمانة صالح"، زوجة الشهيد القائد في حزب الله "طالب سامي عبد الله" (أبو طالب)، الضوء على جوانب مختلفة من حياة الشهيد، مشيرةً إلى أن المقاومة بالنسبة له لم تكن مجرد معركة عسكرية بل أسلوب حياة متكامل، تجسد في البساطة، القناعة، والعمل الجماعي.

الكوثر - مقابلات

وفي هذا الحوار العميق، كشفت السيدة "جمانة" عن كيفية نقل ثقافة المقاومة إلى سلوك يومي في أسرتها، وتجسدت من خلاله دور المرأة في دعم المقاومة، وتحمل أعباء تربية الأجيال المقاومة. كما شاركت مشاعرها تجاه صبرها وثباتها الذي كان له أثر كبير على قرارات زوجها الشهيد في ساحة الجهاد.

وأكدت السيدة "جمانة" أن الشهيد "أبو طالب" كان يعيش هذه القيم في كل تفاصيل حياته، سواء في معركته ضد العدو أو في حياته اليومية مع أسرته. وأضافت أن الشهيد كان دائمًا يُظهر القناعة بما هو متاح ويدرك أن الهدف الأسمى في المقاومة أكبر من الأمور المادية.

دور المرأة في الثقافة الجهادية

وتحدثت السيدة "جمانة" عن كيفية تحول ثقافة المقاومة إلى سلوك يومي في منزلهم، موضحةً أن الشهيد "أبو طالب" جعل من الثقافة الجهادية جزءًا لا يتجزأ من حياة أسرته. كما قالت أنه كان يحرص على مشاركة أولاده في الأنشطة والمجال الثقافي، وكان يصطحبهم في بعض الأحيان إلى المعسكرات ويشجعهم على المشاركة في دورات ثقافية تخدم المقاومة. وقد نشأت هذه الثقافة منذ فترة الصغر، حيث كان الشهيد يعمل على زرع روح المقاومة في أولاده بشكل عملي، وليس فقط من خلال الكلمات.


اهتمام الشهيد بالثقافة والفكر

وفيما يخص الاهتمام بالجانب الثقافي والفكري، ذكرت السيدة "جمانة" أن الشهيد "أبو طالب" كان شخصًا مثقفًا ومطلعًا رغم كثرة مسؤولياته. وأضافت أن الشهيد كان يعشق القراءة، خاصة في مجالات الثقافة والفكر، وكان دائمًا يقرأ القرآن الكريم ويفسر آياته. كما كانت لديه اهتمام خاص في حضور الأعمال الفنية التي تتحدث عن المقاومة، مثل الأفلام الإيرانية التي تُجسد جوانب من تاريخ المقاومة. وكان يشجع الأسرة على حضور مثل هذه الأفلام لتعزيز وعيهم الثقافي والمقاوم.


الصفات الأخلاقية للشهيد "أبو طالب"

وفيما يتعلق بالصفات الأخلاقية التي كان يتميز بها الشهيد، أكدت السيدة "جمانة" أن أبرز صفة كانت تميز الشهيد "أبو طالب" في حياته اليومية هي الهدوء والصبر. وذكرت أن رغم كثرة المسؤوليات التي كان يتحملها خارج المنزل، كان دائمًا يهتم بأسرته واحتياجاتهم وكان يتعامل مع كل الأمور بصبر وتروي. كما قالت أن الشهيد كان دائمًا مرحًا ويحب أن يقضي وقتًا مع أولاده، حيث يترك عمله ليشاركهم في الألعاب والأنشطة المنزلية.

إقرأ أيضاً:

دور المرأة في مسيرة المقاومة

وعندما تم الحديث عن دور المرأة في المقاومة، أوضحت السيدة "جمانة صالح" أن دور المرأة لا يقتصر على الدعم فقط، بل هي جزء أساسي في الخطوط الأمامية للمقاومة على الصعيدين الثقافي والاجتماعي. وأضافت أن المرأة تقوم بتربية أجيال مقاومة، وتعزيز الهوية الجهادية لأبنائها، وأن دورها يُعتبر مهمًا جدًا في استمرار نهج المقاومة في المجتمع.


التأثير النفسي لصبر وثبات

السيدة "جمانة"وتحدثت السيدة "جمانة" عن العديد من المواقف التي شعرت فيها أن صبرها وثباتها كان لهما تأثير على قرارات الشهيد في المعركة. قالت: "في بعض الأحيان، عندما كان يواجه الشهيد "أبو طالب" ضغوطًا، كانت الكلمات التي تخرج من فمي له تُشعره بالراحة النفسية، وكان يقتنع بها في قراراته المتعلقة بالعمل الجهادي".

رؤية السيدة "جمانة" لدور المرأة في المستقبل

وبالحديث عن دور المرأة في المستقبل، قالت السيدة "جمانة" أنه من الضروري أن تستمر المرأة في المشاركة الفاعلة في جميع مجالات المجتمع، سواء من خلال التعليم أو الإعلام أو العمل الجهادي المباشر. إذا سألني شاب أو شابة لماذا يجب أن يسلكوا هذا الطريق الصعب؟، أقول لهم: الطريق صعب، لكن النتائج عظيمة، فالمقاومة ليست فقط من أجلنا بل من أجل الأجيال القادمة التي ستعيش في حرية وكرامة.


روح المقاومة بعد استشهاد زوجها

وفيما يتعلق بمواصلة الحياة بعد استشهاد زوجها، أوضحت السيدة "جمانة صالح" أنها أخذت قوتها من إيمانها بالله وبالطريق الذي سار عليه زوجها. وقالت: "حتى بعد استشهاد زوجي، كانت الروح المقاومة التي زرعها فينا ما زالت حية في كل تفاصيل حياتنا، وأشعر بوجوده الروحي في لحظات معينة، حيث أجد القوة للاستمرار في الطريق الذي بدأه".


رسالة إلى عائلات الشهداء المستقبليين

وفي النهاية، وجهت السيدة "جمانة" رسالة إلى عائلات الشهداء المستقبليين، حيث قالت: "أقول لهم أن يتذكروا دائمًا أن الطريق الذي سلكه شهداؤنا هو طريق الحق والنصر، وأن دماءهم لن تذهب هدرًا، بل ستثمر حرية وكرامة للأجيال القادمة". كما أكدت أن عائلات الشهداء يجب أن يواصلوا طريق المقاومة وأن يكونوا مصدر قوة للإيمان والعزيمة في مجتمعاتهم.

أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة